خطبة بعنوان :
خطورة النفاق، وعلاماته
لتحميل الخطبة : word
لتحميل الخطبة : pdf
الموضـــــــــــــــوع :
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )النساء١٣٨﴾ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله،القائل في حديثه الشريف " تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ "رواه البخاري)اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وبعد :
لقد جاء الإسلام بما فيه صلاح الفرد والمجتمع، فهو دين يجمع ولا يفرق،
يبنى ولا يهدم، يعمر ولا يخرب، يجمع بين القيم والمثل الإنسانية، يدعو إلى فضائل الأخلاق،
وينهى عن ذميمها، فما من خصلة من خصال الخير؛ إلا وأمر بها، وما من خصلة من خصال الشر؛
إلا ونهى عنها وحذر منها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إِنَّ اللَّهَ
كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا
" مستدرك الحاكم ) ومن الخصال الذميمة بل ومن الأمراض الخطيرة
التي نهى عنها الإسلام وحذر منها " النفاق " .
فهو خلق ذميم ووصف قبيح، داء عضال ومرض خطير، هو رأس الرذائل، ومجمع المساوئ، إن أصاب قلبا أمرضه، وكان دليلا على سوء الطوية، وانحطاط الهمة، وسقوط المنزلة عند الله وعند الخلق، وإن أصاب أسرة فرقها، وإن أصاب مجتمعا أوهنه، فهو باب للمحن والفتن، ومزيل للنعم والمنن، طارد للخير، جالب للشر. فلقد ذم الله النفاق والمنافقين و بين خططهم و أظهر أساليبهم و أهدافهم و توعدهم بالخزي و العذاب الأليم، فيما يقرب من ثلاثمائة وأربعين موضعا من القران الكريم، ليكون أهل الإيمان منه ومن أهله على حذر، فلا يتبعون أمرهم، ولا يميلون إلى صفوفهم، قال جل وعلا (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ﴾المنافقون4) بل وأهتم بذلك اهتماما بالغا حتى أفرد سورة سماها باسمهم ( وهى سورة المنافقون ) ولما ذكر المؤمنين في صدر سورة البقرة ذكرهم في أربع آيات، وذكر الكفار في آيتين، بينما ذكر المنافقين في ثلاث عشرة آية، إشارة إلى خطورة أقوالهم وأفعالهم، وسوء مصيرهم، فقد قال جل وعلا (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ )البقرة 16)
فهو خلق ذميم ووصف قبيح، داء عضال ومرض خطير، هو رأس الرذائل، ومجمع المساوئ، إن أصاب قلبا أمرضه، وكان دليلا على سوء الطوية، وانحطاط الهمة، وسقوط المنزلة عند الله وعند الخلق، وإن أصاب أسرة فرقها، وإن أصاب مجتمعا أوهنه، فهو باب للمحن والفتن، ومزيل للنعم والمنن، طارد للخير، جالب للشر. فلقد ذم الله النفاق والمنافقين و بين خططهم و أظهر أساليبهم و أهدافهم و توعدهم بالخزي و العذاب الأليم، فيما يقرب من ثلاثمائة وأربعين موضعا من القران الكريم، ليكون أهل الإيمان منه ومن أهله على حذر، فلا يتبعون أمرهم، ولا يميلون إلى صفوفهم، قال جل وعلا (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ﴾المنافقون4) بل وأهتم بذلك اهتماما بالغا حتى أفرد سورة سماها باسمهم ( وهى سورة المنافقون ) ولما ذكر المؤمنين في صدر سورة البقرة ذكرهم في أربع آيات، وذكر الكفار في آيتين، بينما ذكر المنافقين في ثلاث عشرة آية، إشارة إلى خطورة أقوالهم وأفعالهم، وسوء مصيرهم، فقد قال جل وعلا (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ )البقرة 16)
وحقيقة النفاق أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن؛ فقد يبطن الكفر ويظهر الإيمان،
وقد يبطن الكراهية ويظهر المودة، وقد يبطن الحقد والغل ويظهر الفرح والسرور، وقد يبطن
الخير ويظهر الشر، إلى غير ذلك مما هو مثله، قال الحافظ بن رجب " النفاق في اللغة
هو من جنس الخداع والمكر وإظهار الخير, وإبطان خلافه " جامع العلوم والحكم لابن
رجب) وقال الحسن البصري رحمه الله " كان يقال النفاق اختلاف السر والعلانية، والقولِ
والعمل، والمدخلِ والمخرج " وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ
وَأَصْحَابِهِ؛ خَرَجُوا ذَاتَ يَوْمٍ فَاسْتَقْبَلَهُمْ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ
اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: انْظُرُوا
كَيْفَ أَرُدُّ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءَ عَنْكُمْ؟ فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ،
فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالصِّدِّيقِ سَيِّدِ بَنِي تَيْمٍ، وَشَيْخِ الْإِسْلَامِ وَثَانِي
رَسُولِ اللَّهِ فِي الْغَارِ الْبَاذِلِ نَفْسَهُ وَمَالَهُ؛ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ
عُمَرَ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِسَيِّدِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، الْفَارُوقِ الْقَوِيِّ
فِي دِينِ اللَّهِ، الْبَاذِلِ نَفْسَهُ وَمَالَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ؛ ثُمَّ أَخَذَ
بِيَدِ عَلِيٍّ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَخَتَنِهِ، سَيِّدِ
بَنِي هَاشِمٍ مَا خَلَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ افْتَرَقُوا؛ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ
لِأَصْحَابِهِ: كَيْفَ رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ؟ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَافْعَلُوا
كَمَا فَعَلْتُ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، فَرَجَعَ المسلمون إلى رسول الله- صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ
( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ
قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ) البقرة 14) أسباب النزول
للواحدي)
والنفاق نوعان: احدهما النفاق ألاعتقادي: وهو
النفاق الأكبر، وحقيقته: أن يظهر الإنسان الإسلام ويبطن الكفر، أولئك من توعدهم الله
جل وعلا بالخلود في النار بل في الدرك الأسفل منها قال تعالى﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
فِي الدَّرَكِ الأَسْفلِ مِنَ النَّارِ وَلن تجدَ لهُمْ نَصِيراً *إِلَّا الَّذِينَ
تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ
مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء
145/146) وثانيهما: النفاق الأصغر؛ أو النفاق العملي،
وهو العمل بشيء من أخلاق المنافقين، والتلبسُ ببعض صفاتهم المنافيةِ لكمال الإيمان
،كما قال عليه الصلاة والسلام"وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ (اى
من خصال النفاق) كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا
"ومع أن هذا النوع من النفاق من أكبرِ المعاصي وأعظمِ الذنوب، ولا يخرج صاحبه
عن دائرة الإسلام، إلا أنه يخشى على صاحبه إذا ما أصر عليه وأكثر من الاتصاف والتخلق
به، أن يكون بابه إلى النفاق الأكبر .
ولقد كان السلف الصالح رضي الله عنهم يخافون
هذا النوع من النفاق (النفاق الأصغر) ويشتد قلقهم وجزعهم منه، قال الحسن البصري رحمه
الله " مَا أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ، وَمَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ" فإننا عندما نتأمل في سيَر السلف رضي الله عنهم،
وما كانوا عليه من هديٍ عظيم وإيمان قويم وحُسن صلة بالله جلَّ في علاه؛ نرى في الوقت
نفسه خوفًا شديدًا قام في قلوبهم، من أن تتبدَّل أو يتحوَّل الحال إلى النفاق ، فلقد
اخرج البخاري: تعليقا - ابن أبي مُلَيْكَةَ قال " أدركتُ ثلاثينَ مِنْ أصحابِ
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم, كُلّهُم يخافُ النفاقَ على نَفسِه " فعَنْ حَنْظَلَةَ
الْأُسَيِّدِيِّ، قَالَ: - وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم
- قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ؟ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ: قُلْتُ:
نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ
رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى
كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه
وسلم -، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا
وَأَبُو بَكْرٍ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قُلْتُ:
نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم
- " وَمَا ذَاكَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا
بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ، حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ،
عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ
عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى
فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً " ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ )رواه مسلم) و عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي
الدَّرْدَاءِ مَنْزِلَهُ بِحِمْصَ ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِهِ
، فَلَمَّا جَلَسَ يَتَشَهَّدُ ، جَعَلَ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنَ النِّفَاقِ ، فَلَمَّا
انْصَرَفَ ، قُلْتُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ! مَا أَنْتَ وَالنِّفَاقُ
؟ قَالَ : " اللَّهُمَّ غَفْرًا ، ثَلاثًا ، مَنْ يَأْمَنُ الْبَلاءَ ؟ مَنْ يَأْمَنُ
الْبَلاءَ ؟ وَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْتَتَنُ فِي سَاعَةٍ فَيَنْقَلِبُ عَنْ
دِينِهِ " شعب البيهقي) وعَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: دُعِيَ عُمَرُ،
لِجِنَازَةٍ، فَخَرَجَ فِيهَا أَوْ يُرِيدُهَا فَتَعَلَّقْتُ بِهِ فَقُلْتُ: اجْلِسْ
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ مِنْ أُولَئِكَ، فَقَالَ: " نَشَدْتُكَ
اللَّهَ أَنَا مِنْهُمْ " ، قَالَ: " لَا وَلَا أُبَرِّئُ أَحَدًا بَعْدَكَ
" مسند البزار)
وللنفاق العملي علامات وأمارات كثيرة تدل عليه،
من ذلك ما ورد في الصحيحين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: " آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ:" إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا
وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ " وما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ
مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ
كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ،
وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ "
- ومن ذلك يظهر لنا أن من خصال النفاق " الكذب " في الأقوال
والأخبار، و السعي في إشاعة الأقوال المختلقة، وترويج الأكاذيب والافتراءات، قال تعالى
﴿ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾المنافقون1) فما ذكر النفاق
في القرآن إلا وذكر معه الكذب، إشارة إلى أن الكذب ركن ركين من أركان النفاق قال تعالى
(يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ
وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾البقرة9/10) يقول الحسن البصري رحمه الله
" الكذب جماع النفاق ". و قال الإمام الماوردي " والكذب جماع كل شرٍّ
وأصل كل ذمٍّ لسوء عواقبه وخبث نتائجه " فكم فرق بين أحباب ونثر الشقاق بين
أصدقاء،وزرع العداوة بين أهل وأرحام، إذ تنفر منه النفوس الكريمة، والطبائع السليمة،
والعقول الحكيمة، فقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله " إياك أن تستعين بكذوب؛
فإنك إن تطع الكذوب تهلك " ولقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب
ونهى عنه وبين عواقبه، فعنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى
الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ
وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ،
فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ،
وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ
اللَّهِ كَذَّابًا " متفق عليه) يقول الشاعر
وَمَا شَيْءٌ إِذَا فَكَّــــــرْتَ فِيْهِ***
بِأَذْهَبَ لِلْمُرُوْءَةِ وَالْجَمَال
مِنَ الْكَذِبِ الّذِي لَا خَيْرَ فِيْهِ *** وَأَبْعَد بِالْبَهَاءِ مِنَ الرّجَال
مِنَ الْكَذِبِ الّذِي لَا خَيْرَ فِيْهِ *** وَأَبْعَد بِالْبَهَاءِ مِنَ الرّجَال
- ومن خصال النفاق " خلف الوعد"، قال تعالى ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ
عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ
الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ
مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ
بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾التوبة 75 –
77) فخلف الوعود عمدا دون أعذار، من خصال النفاق، بينما الوفاء بالعهود والوعود مع
جميع الناس ،من صفات اهل الأيمان، قال تعالى في وصفهم﴿ وَالْمُوفونَ بعَهْدِهِمْ إِذا
عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ
الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾البقرة 177) وفي صحيح مسلم عن حُذَيْفَة بْن الْيَمَانِ رضي الله عنه
قَالَ: مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلاَّ أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي
- حُسَيْلٌ - قَالَ: فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، قَالُوا: إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ
مُحَمَّدًا؟ فَقُلْنَا: مَا نُرِيدُهُ، مَا نُرِيدُ إِلاَّ الْمَدِينَةَ. فَأَخَذُوا
مِنَّا عَهْدَ الله وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلاَ نُقَاتِلُ
مَعَهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ
فَقَالَ: " انْصَرِفَا، نَفِي لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ، وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ
".
- ومن خصال النفاق " خيانة الأمانة " على اختلاف ألوانها وصورها
، فما ظهرت الخيانة في قوم إلا وأذنت عليهم بالفرقة والتقاطع والتنازع، ولرحلت الثقة
والمودة ،ولانقطع المعروف بين الناس، فكان التحذير منها والدعوة إلى الترفع عنها، قال
تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا
أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ )الأنفال27)وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ
" رواه احمد والبزار ) حتى مع الخائن، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ"
وكفى بعاقبة الخيانة رادعا، إذ يقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ يُقَالُ هَذِهِ
غَدْرَةُ فُلَانٍ " ولله در القائل
أدِّ الأمَانَة والخيانة فاجْتَنِبْ
*** واعْدِلْ ولا تظلمْ، يَطِبْ لك مكسبُ
وإذا بُلِيْتَ بِنكبَةٍ فاصبرْ لها *** مَن ذا رأيت مسلَّمًا لا يُنكَـــــــــبُ
وإذا بُلِيْتَ بِنكبَةٍ فاصبرْ لها *** مَن ذا رأيت مسلَّمًا لا يُنكَـــــــــبُ
- ومن خصال النفاق" الفجور في الخصومة" اى الخروج عن الحق حتى
يصير الحق باطلا، والباطل حقا، فترى من كان فيه تلك الخصلة يخاصم بالباطل، ويجادل بالباطل،
ويختلق الأكاذيب، ويفشي الأسرار، ويدعي ما ليس له، أو يجحد ما كان عليه، فهذا ابغض
الناس إلى الله ففي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ
الْأَلَدُّ الْخَصِمُ "
- ومن علامات النفاق الكسل عند أداء العبادة،
والرياء عند فعلها قال تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ
وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ
اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا )النساء142) وعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، قَالَ : خَرَجَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ
إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرَائِرِ " قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا شِرْكُ
السَّرَائِرِ ؟ قَالَ : " يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلاتَهُ
جَاهِدًا لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ ، فَذَلِكَ شِرْكُ السَّرَائِرِ
" صحيح ابن خزيمة)
- ومنها أيضا الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف والمنع منه: قال سبحانه
و تعالى( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ التوبة67 ) وقال سبحانه﴿ هُمُ الَّذِينَ
يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ
خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ) المنافقون7) وقال
تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ
رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) النساء61)
- ومن علامات النفاق " الإفساد في الأرض وادعاء الإصلاح " فقد
ابتليت الأمة بجماعات متطرفة سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان، يفسدون في الأرض، ينفون
الإيمان عن غيرهم وينسبونه لأنفسهم، إذا ائتمنوا خانوا، وإذا حدثوا كذبوا وإذا
وعدوا اخلفوا وإذا عاهدوا نقضوا عهودهم، فلم يعرفوا الوفاء للناس ولا للوطن بل
اعتدوا وسعوا بالفساد، يقرأون القرآن لايجاوز حناجرهم، قلوبهم كالحجارة بل اشد
قسوة ( أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ
وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ) بل احترفوا النفاق فتدثروا بثياب الدين، لتحقيق
غايتهم الدنيئة والدين من افعالهم براء ، يدعون إلى التخريب والتدمير والفوضى واستباحة
الدماء والأعراض والأموال باسم الدين، ومع هذا تراهم يقدمون أنفسهم على أنهم أهل الصلاح،
والإصلاح والفضيلة ويدَّعون أنّهم يمثّلون التقى والورع، ويعطونك الأيمان المغلَّظة
على هذا ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ
سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )المنافقون 2) وإن تقف على حقيقة دعواهم ترى فيها الدعوة إلى الفرقة والتشرذم واستباحة الحرمات وإشاعة الفوضى
والتخريب والتدمير، فهؤلاء ذمهم الله عز وجل في كتابه وحذر من السعي على نهجهم أو الاصطفاف
في صفوفهم أو الميل لهم باى صورة كانت فقال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ
قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ
أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ
الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ
اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ
)(البقرة 204-206) ولا شك أن هذا الصنف هو اشد خطرًا من غيره فاى فساد هو أجرأ من السعي إلى تفكيك المجتمع واستباحة
حرماته باسم الدين وسفك الدماء وانتهاك الأعراض واغتصاب الأموال قال تعالى (قُلْ هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف103/104) يحسبون أنهم بمأمن من عذاب الله دنيا وآخرة والرسول صلى الله عليه
وسلم يقول " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ
الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ قَطِيعَةِ
الرَّحِمِ وَالْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ " رواه الطبراني ) فلقد توعدهم الله
بالعذاب في الدنيا كما توعدهم به في الآخرة (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ
* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)الشعراء88) (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ
وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ
ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ
بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾ الحديد13)
ما أقبح النفاق وما أسوأ نتائجه وعواقبه، إنه سبيل إلى الندامة والخسران،
والهلاك، ولا خلاص ولا نجاة إلا لمن تاب وأناب، فلقد توعد الله جل وعلا أهل النفاق
بالعذاب، فقال تعالى (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )١٣٨
النساء﴾ فهم شر الناس، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجِدُ مِنْ
شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي
هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ " رواه البخاري) حبطت أعمالهم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إنّ أَوّلَ النّاسِ يُقْضَىَ
يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ، رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ
فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتّىَ اسْتُشْهِدْتُ،
قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ
أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ تَعَلّمَ
العِلْمَ وَعَلّمَهُ وَقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا،
قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلّمْتُ العِلْمَ وَعَلّمْتُهُ وَقَرَأْتُ
فِيكَ القُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنّكَ تَعَلّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ،
وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِىءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ
عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ، وَرَجُلٌ وَسّعَ الله عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ
مِنْ أَصْنَافِ المَالِ كُلّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ:
فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا
إلاّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ
جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ، ثُمّ أُلْقِيَ
فِي النّارِ" رواه مسلم) فاحذروا النفاق،
وجنبوا أنفسكم خصاله؛ اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا
فروجكم، وغضوا أبصاركم، واعلموا أن الله مطلع على ظواهركم وبواطنكم،لا ينظر إلى صوركم
وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .
( نسأل الله أن يطهر قلوبنا من النفاق، وألسنتنا من الكذب،
وان يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء )
وان يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء )
=====
كتبه =====
محمد حســــــن داود
إمام وخطيـــب ومدرس
مديرية أوقاف كفر الشيخ
محمد حســــــن داود
إمام وخطيـــب ومدرس
مديرية أوقاف كفر الشيخ