خطبة بعنوان:
الجوانب الإيمانية والأخلاقية في الصوم
للشيخ /
محمد حســـــــن داود
7 رمضان 1443هـ - 8 أبريل 2022م
العناصــــــر: مقدمة :
-
لقد أظلكم شهر كريم مبارك.
- الصيام والجوانب الإيمانية والأخلاقية.
- أخلاق الصائمين ودعوة إلى تحقيقها.
الموضوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في
كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة183)، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله،
القائل: " قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا
الصِّيَامَ هُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، إِذَا كَانَ يَوْمُ
صِيَامِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ،
فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ
أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ
يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
فَرِحَ بِصَوْمِهِ"0اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
لقد أظلنا شهر
كريم مبارك، شهر البركات والنفحات والخيرات، شهر الصيام والقيام، شهر المحبة والإحسان،
شهر العتق من النار، شهر تفتح فيه أبواب الرحمة، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه
أبواب النار، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أيضا، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ،
قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ،
شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ
الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ،
فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ
" (رواه أحمد).
فرض الله فيه فريضة وجعلها بابا إلى الجنة، فقال
صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" وعن سَهْلٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، عَنِ
النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ: "إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا
يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ
يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ
يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ
أَحَدٌ " (رواه البخاري ومسلم).
والصيام عبادة
وثيقة الصلة بالقلب والجوارح، فهو مدرسة عظيمة تقوي الوازع الديني والجوانب الإيمانية
في قلب المسلم، والأخلاق الراقية والسلوك الطيبة في معاملاته مع الناس، ومن ذلك:
- مراقبة الله
في السر والعلن؛ فالصائم بوسعه أن يدعي الصيام أمام الناس ثم هو يأكل ويشرب في
الخفاء، لكن المانع من ذلك هو مراقبة الله (سبحانه وتعالى)، فهو على يقين، أن الله
تعالى مطلع على سره وعلانيته، على يقين أنه إذا تخفى عن أعين الناس فلن يخفى أمره
على الله، والله (جل وعلا) يقول: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(النساء1)
ويقول سبحانه: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ
بِذَاتِ الصُّدُورِ* أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
(الملك13-14)
إن درجة المراقبة
من أعلى الدرجات وأسمى القيم، فبها يسمو العبد، وترقى النفس، ويصفو القلب، ويستيقظ
الضمير، وينال العبد الحسنات والرفعة في الدرجات ومغفرة الذنوب والسيئات، فقد قال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)
وهى طريق الجنة وسبيلها قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ
عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات40/41)، وقال سبحانه:
( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (الرحمن 46).
- وفي الصيام تحقيق أسمى
معاني التقوي، كما بيّن الله (سبحانه وتعالى) فقال:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة183) فالصوم
سبب عظيم موصِّل للتقوى؛ لما فيه من إمساك النفس عن الحرام وكسر شهواتها،
وامتثال أمر الله واجتناب نهيه، وفي هذا وقاية من غضب الله وعذابه، وقد قال النبي
(صلى الله عليه وسلم): "قَالَ رَبُّنَا (عَزَّ وَجَلَّ): الصِّيَامُ جُنَّةٌ
يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ" (رواه أحمد).
فما أعظمها من درجة، وما أحسنها من مكانة
فهي خير لباس، وخير زاد، قال تعالى (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا
عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ
خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) (الأعراف26)، وقال سبحانه (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ
يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ) (البقرة197) ما صاحبت عملا إلا كان مقبولا، قال تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ
مِنَ الْمُتَّقِينَ)(المائدة27)، وما تمسك بها معسر إلا يسر الله له، ولا اتصف بها مكروب إلا فرج الله
عنه، قال تعالى (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) (الطلاق2) وقال: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)
(الطلاق 4)، وما تمسك بها عبد إلا فاز في الدارين، قال
تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا
جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ
فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) (الزمر73) .
- تعويد النفس على مداومة الحرص على الاستجابة
لأوامر الشرع، وهذا حاصل في
الصيام،
فتأمل كيف يقوى الإيمان في قلب العبد حين يترك طعامه وشرابه وشهوته، كما جاء في
الحديث القدسي: "يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي" ويمتثل أمر
الله تعالى في قوله: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ
الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا
الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل) (البقرة 187)، وما أعظمها من فضيلة فقد قال الله فيها: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة 186) وقال سبحانه: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ
الْحُسْنَى) (الرعد18).
- تحقيق أسمى معاني الإخلاص لله، فالصيام
يحرّك الإخلاص لله في نفس العبد، وينمّي في قلبه حُسن القصد له، ويحقق التجرّد له
سبحانه، حيث يكون المؤمن حال صومه في أسمى معاني الإخلاص، وأرفع درجات الصِّفاء
والقرب من الله، بعيدا عن الرياء، فلما كان الرياء لا يدخل الصيام نسبه الله (عز
وجل) لنفسه ففي الحديث القدسي" كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا
الصِّيَامَ هُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ" (رواه البخاري)
- دفع العبد لشكر النعم، فمن الجوانب الإيمانية العظيمة للصيام أنه يُذكِّر الإنسان بنعم الله (تبارك
وتعالى)، فالإنسان إذا تكاثرت عليه النِّعَم ألِفَها وربما نسي قيمتها ومكانتها،
ثم حين يفتقدها، يتذكر كم هي عظيمة، فجاء الصوم كالموعظة العملية، حيث يسلب الله (سبحانه
وتعالى) به من العباد بعضَ نعمه في أوقات محدودة، ثم يبيحها لهم مرة ثانية، ومتى
تكرر هذا الحرمان أيامًا متتالية كل عام تركز الشكر في نفوسهم ودام، فلزموه على كل
حال، فأصبحوا في جانب من جوانب الشكر لله سبحانه، ولقد قال الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا
الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا
هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة 185)
- التحلي بالصبر، وهو ضروري لأداء
العبادات، واجتناب المنكرات، وضروري عند نزول المصائب والنكبات، وحال المسلم كله صبر
على الطاعة، وصبر عن المعصية، وصبر على الأقدار، وصفة من هذا القبيل تتطلب من كل مسلم
أن يتربى عليها وأن يحرص كل الحرص على اكتسابها، وشهر رمضان فرصة كبيرة لتحقيق هذا
الغرض، لأنه يتمثل فيه صبر الطاعة، ومنه: الصيام، وصبر على المعصية، ومنه: ترك
المفطرات والشهوات، وصبر على الأقدار، ومنه: ما يحصل للصائم من ألم الجوع والعطش،
وضعف النفس والبدن، ولهذا سماه النبي (صلى الله عليه وسلم) شهر الصبر، فقال" صَوْمُ
شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ"(رواه
البزار)
والمتدبر في الصيام
والصبر يرى أنهما قد اشتركا معا في الأجر والثواب المفتوح دون تقييد، ففي القرآن
الكريم عن الصبر: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر10)،
وفي الحديث القدسي عن الصيام: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ
آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ هُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ".
- نزع البخل من القلب، وزرع المودة والمحبة
والالفة والتكافل: إذ تأتي فريضة الصيام فيعلمنا كيف نتغلب على خصلة
البخل والتحلي بالكرم والجود والإنفاق، فيعلمنا الصيام كيف تكون رعاية الفقير
وإجابة السائل وتفريج كرب المكروب، حين نشعر بالجوع والعطش، ولقد كان النبي
(صلى الله عليه وسلم) أكرم الناس وأجود الناس، وخاصة في هذا الشهر المبارك، فعن ابن
عباس (رضي الله عنهما) قال" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) أَجْوَدَ
النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ،
وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ
اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ"
فحري بنا تحقيق هذه القيمة العظيمة، قال الشافعي (رحمه
اللّه): "أحبُّ للرّجل الزّيادة بالجود في رمضان، اقتداءً برسول اللّه (صلّى اللّه
عليه وسلّم)، ولحاجة النّاس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصّوم والصّلاة
عن مكاسبهم"، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) "مَنْ فَطَّرَ صَائِماً
كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ"
(رواه الترمذي)
- إن من حكمة مشروعية
العبادات والطاعات تهذيب النفوس، وتزكيتها، وتربيتها على الأخلاق الفاضلة، وهذا يظهر
جليا في الصيام، فالإسلام لم يقصر النظرة إلى الصيام على أنه حرمان مؤقت من الطعام
والشراب، وهذا ما بينه النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله: "لَيْسَ الصِّيَامُ
مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ "
(رواه ابن خزيمة) بل إن الإسلام اعتبر الصيام مدرسة عظيمة، يسمو الإنسان فيها بالنفس
إلى درجة التقوى، ويصون فيها الحواس عن الشرور والآثام، يلتزم فيها المسلم بالسلوك
الحسنة، والمعاملات الطيبة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ
الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ
"(رواه البخاري) فمن صام عن الطعام والشراب، ولم يصم لسانه عن أذى الناس والخوض
في أعراضهم، ولم تصم يده عن إيذاء الآخرين والنيل منهم، فما أتم حقيقة الصيام؛ لذلك
يقولَ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ (رضيَ اللهُ عنْهُمَا): "إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ
سَمْعُكَ وبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَحَارِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ
وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلاَ تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَصَوْمِكَ
سَوَاءً".
فأين حقيقة الصيام
وسائر العبادات، إن كان المرء يصوم عن الطعام والشراب، ولا يصوم عن السباب والفحش وإيذاء
الناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، والرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول إِنَّ شَرَّ
النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ
النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ "(رواه البخاري) وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ
مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا
السَّهَرُ" (رواه ابن ماجه).
اذا لم يكن في السمع مني تصــــاون *** وفي بصري
غضٌّ وفي منطقي صمت
فحظِّي إذاً من صومي الجوع والظما *** فإن قلت: إني صمت يومي فما صمـت
ومن ثم: فمن سره أن يخرج من رمضان وقد غفرت له الذنوب،
ورفعت له الدرجات، فليلحق بركب أقرب الناس مجلسا إلى الحبيب النبي (صلى الله عليه
وسلم)، وأحبهم إليه يوم القيامة، فقد قال: "إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ
مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا "0
نسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال
وأن يحفظ مصر من كل مكروه وسوء
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
ماجستير في الدراسات الإسلامية
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا