خطبة بعنــــوان:
حياة
النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة
للشيخ /
محمد حســــن داود
(4 ربيع الأول 1444هـ - 30 سبتمبر 2022م)
العناصـــــر : مقدمة.
- النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل مولده.
- من مظاهر العناية الربانية بخير البرية قبل البعثة.
- من خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل العثة.
- دعوة إلى التأسي بالنبي (صلى الله عليه وسلم).
الموضــــــوع:
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: علاه (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)
(التوبة 128) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ
الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَأَنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ"
(رواه الحاكم في المستدرك).اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
ففي مثل هذا الشهر -شهر ربيع الأول-، أشرق النور
وبزغ الفجر، وولد خير البشر، وسيد الخلق (صلى الله عليه وسلم)، الرحمة المهداة، والنعمة
المسداة، يقول الله جل في علاه (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)
(التوبة 128) ويقول سبحانه: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ
بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ
مُّبِينٍ ) (آل عمران164) فقد كان ميلاده فتحا وبعثته فجرا، لم يكن ميلاده
وبعثته ميلاد فرد، بل كان ميلاد أمة، خير أمة؛ قال تعالى (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ) (آل عمران110)
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ
ضِياءُ *** وَفَمُ الزَمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
إن من ينظر
القرآن الكريم وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) يرى مدى تكريم الله (عز وجل) لنبيه
(صلى الله عليه وسلم) فلقد كرمه المولى (جل وعلا) قبل بعثته كما كرمه بعدها، ومما كان
قبل البعثة:
أن كتبه المولى
(سبحانه وتعالى) نبيا، بل خاتم الأنبياء والمرسلين قبل أن تنفخ الروح في آدم (عليه
السلام) قال تعالى (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا
أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ
اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) (الأحزاب 40) فعَنِ الْعِرْبَاضِ
بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)،
يَقُولُ: "إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ
وَأَنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ". وعَنْ مَيْسَرَةَ الْفَخْرِ، قَالَ:
قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : مَتَى كُنْتُ
نَبِيًّا؟ قَالَ: "وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ " (رواهما
الحاكم في المستدرك).
يا مصطفى من قبل
نشأة آدم *** والكون لم يفتح له إغلاق
أيروم مخلوق ثناءك بعدمــا *** أثنى على أخلاقك الخـلاق
كما أخذ الله العهد
والميثاق على الأنبياء والمرسلين إن أدرك أحدهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليؤمنن
به ولينصرنه، قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم
مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ
بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ
أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ )(آل عمران81)
وبشر به الأنبياء
السابقون فقد قال (صلى الله عليه وسلم) عن نفسه " دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ
وَبِشَارَةُ عِيسَى قَوْمَهُ، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا
نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ ".
كما صانه الله (جل وعلا) من سفاح الجاهلية ونقله
من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطاهرة جيلا بعد جيل، فعَنْ عَلِيٍّ (رضي الله
عنه)، أَنّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ: "خَرَجْتُ
مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي
أَبِي وَأُمِّي " (رواه الطبراني في الأوسط وابن عدي وغيرهما وللحديث شواهد وطرق
كثيرة).
من عهد آدم لم يزل
تحمي له *** في نسلها الأصلاب والأرحام
حتى تنقل فـــــــي
نكاح طاهر *** مـــا ضم مجتمعين فيه حرام
فهو من أشرف الأنساب ومن أكرم بيوتات العرب؛
فعن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ
إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي
هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ " (رواه مسلم)
والمتأمل في فترة ما بين مولده صلى الله
عليه وسلم وبعثته، يرى الكثير من مظاهر العناية الربانية بخير البرية منذ الصغر؛ فعَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)،
أَتَاهُ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلامُ) وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ
فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ
عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ
ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ" ( رواه مسلم)
لقد نشأ المصطفى (صلى الله عليه وسلم) سليم
العقيدة، صادق الإيمان، عميق التفكير، غير خاضع لترهات الجاهلية، فما عُرف عنه أنه
سجد لصنم، أو تمسح به بل تدبر ما جاء في قصة
بحيرى الراهب أنه استحلف النبي ( صلى الله عليه وسلم) باللات والعزى حينما لقيه بالشام
في سفره مع عمه أبى طالب وهو صبى ، لما رأى فيه علامات النبوة، فقال بحيرى للنبي (صلى
الله عليه وسلم) : يا غلام أسألك باللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه، وإنما قال
له بحيرى ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما، فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم) " لَا تَسْأَلْنِي بِاللَّاتِ والعزّى شيئا،
فو الله مَا أَبْغَضْتُ بُغْضَهُمَا شَيْئًا قَطُّ. " .
فلقد أكرمه الله فأحسن نشأته وأدبه فأحسن
تأديبه، فقد قال تعالى (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى
* وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى) (الضحى6-8)، حتى في ريعان شبابه، حفظه الله تعالى أن يقع فيما يقع فيه الشباب؛ فعن
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، يَقُولُ:" مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا
كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهِمُّونَ بِهِ إِلَّا مَرَّتَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ،
كِلْتَيْهِمَا يَعْصِمُنِي اللَّهُ مِنْهُمَا "
لقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم وصفاته قبل
بعثته تشير إلى مكانته وعظيم أمره، فقد عرف بأحسن الخصال، وأسمى القيم، وأعظم
المبادئ و أطيب الأخلاق، كان أرجح الناس عقلا، وأكثرهم أدبا، وأكثرهم أمانة وأصدقهم
حديثا، حسن المعاملة ، طيب السيرة يفي بالوعد ، يصل الرحم ، ويجيب السائل ، يكرم الضيف،
يقضى الحوائج ، شهد له بذلك القريب والبعيد، تقول ام المؤمنين خديجة (رضي الله عنها)
في حقه " إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ
، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ " ولما سأل هرقل - ملك الروم - أبا سفيان قبل إسلامه
قائلا: "هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟، قال: لا، فقال هرقل: ما
كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله" (رواه البخاري)
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " قَامَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنَّهُ وَاللَّهِ لَقَدْ
نَزَلَ بِكُمْ أَمْرٌ مَا ابْتُلِيتُمْ بِمِثْلِهِ ، لَقَدْ كَانَ مُحَمَّدٌ فِيكُمْ
غُلامًا حَدَثًا أَرْضَاكُمْ فِيكُمْ وَأَصْدَقَكُمْ حَدِيثًا ، وَأَعْظَمَكُمْ أَمَانَةً
حَتَّى إِذَا رَأَيْتُمْ فِي صُدْغَيْهِ الشَّيْبَ ، وَجَاءَكُمْ بِمَا جَاءَكُمْ ،
قُلْتُمْ : سَاحِرٌ ، لا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِسَاحِرٍ ، قَدْ رَأَيْنَا السَّحَرَةَ
وَنَفْثَهُمْ وَعَقْدَهُمْ ، وَقُلْتُمْ : كَاهِنٌ ، لا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِكَاهِنٍ
، قَدْ رَأَيْنَا الْكَهَنَةَ وَحَالَهُمْ ، وَسَمِعْنَا سَجْعَهُمْ ، وَقُلْتُمْ
: شَاعِرٌ ، لا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِشَاعِرٍ : لَقَدْ رَأَيْنَا الشِّعْرَ وَسَمِعْنَا
أَصْنَافَهُ كُلَّهَا هَزَجَهُ ، وَرَجَزَهُ وَقَرِيضَهُ ، وَقُلْتُمْ : مَجْنُونٌ
، وَلا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ لَقَدْ رَأَيْنَا الْجُنُونَ فَمَا هُوَ بِخَنْقِهِ
وَلا وَسْوَسَتِهِ وَلا تَخْلِيطِهِ.
وها هي القبائل من قريش لما بلغ تجديد
الكعبة موضع الركن - الحجر الأسود - اختصموا فيه، كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه
دون القبيلة الأخرى حتى تخالفوا وأعدوا للقتال، فمكثت قريش على ذلك أربع ليالي أو خمسا،
ثم تشاوروا في الأمر، فأشار أحدهم بأن يكون أول من يدخل من باب المسجد هو الذي يقضي
بين القبائل في هذا الأمر، ففعلوا، فكان أول داخل عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد، فلما انتهى إليهم، وأخبروه الخبر، قال
صلى الله عليه وسلم "هلم إلي ثوبا"، فأتي به، فأخذ الركن، فوضعه فيه بيده،
ثم قال: "لتأخذ كلُّ قبيلة بناحية مِن الثَّوب، ثمَّ ارفعوه جميعًا"، ففعلوا،
حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده، ثمَّ بني عليه" (السيرة النبوية لابن هشام
)
فلا شك أن قبول قريش لتحكيمه يدل على مدى
معرفتهم بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وثقتهم في رجحان عقله ، كما أن قبولهم لما
قاله صلى الله عليه وسلم يدل على توفيق الله لرسوله (صلى الله عليه وسلم) في حفظ
الدماء قبل البعثة، كما هو حاله بعد البعثة، فقد كان صلى الله عليه وسلم، أرقي
الناس إنسانية وأعظمهم رحمة قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
) (الأنبياء 107)
لقد كانت كل جوانب حياة النبي (صلى الله
عليه وسلم) قبل البعثة وبعدها مشرقة عظيمة، وكان في كل جانب مثلا أعلى، وأسوة حسنة،
فلقد اتصف صلى الله عليه وسلم، بأنبل الصفات، وأجمل الخصال، وأحسن الأخلاق، قال تعالى
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (القلم4) و لما سئلت أم المؤمنين عائشة (رضي الله
عنها) عن خُلُقه، صلى الله عليه وسلم قالت: " كَانَ خُلُقُهُ القُرآنُ "
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلـُقٍ *** ولم
يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمــــسٌ *** غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
فما أحوجنا إلى أن نعيش بالقلب والجوارح
أخلاق الرسول (صلى الله عليه وسلم) فنأخذ من مشكاته، ونقتدي به في سيرته وسريرته، وفي
سائر أحواله، حتى تستقيم دنيانا وآخرتنا ، فقد قال الله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ
فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) (الأحزاب21)
نسأل الله (عز وجل) أن يرزقنا شفاعته
صلى الله عليه وسلم
وأن يحفظ مصر من كل مكروه وسوء
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا