خطبة
بعنــــوان: حق الزمالة
والجوار
للشيخ / محمد حســــن داود
(8 جمادى الأولى 1444هـ - 2 ديسمبر 2022م)
العناصـــــر :
مقدمة.
- مكانة الجار، ووصية الإسلام به، وحد الجوار.
- الزمالة من صور الجوار.
- حقوق الجوار والزمالة.
- فضائل حسن الجوار وعواقب الأذى.
- دعوة إلى تحقيق معاني حسن الجوار والزمالة.
الموضــــــوع:
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: ﴿وَٱعْبُدُوا اللهَ وَلاَ
تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى
وَاليَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ
وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَٱبْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ
اللهَ لا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) (النِّساء 36) وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في
حديثه الشريف: "مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ
جارَهُ" (متفق عليه)، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فلقد أقام
الإسلام الروابط بين الناس على الحب والمودة والألفة والوفاء، ووضع الحقوق
والواجبات التي تساعد على تماسك هذه الروابط وتنميتها، وإن من جملة هذه الحقوق: حق
الزمالة والجوار.
فلمكانة
الجوار وعظم درجته، كان من أول ما دعا إليه النبي (صلى الله عليه وسلم): فها هو
جعفر بن أبي طالب، يحدث النجاشي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فيقول:
"أَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ
الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ،
وَالدِّمَاءِ".
ولمكانة
الجوار أيضا كان جبريل (عليه السلام) يُكْثِر من وصية النبي (صلى الله عليه وسلم)
به، حتى قال صلى الله عليه وسلم: "ما زالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بالجارِ، حتَّى
ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ" (رواه البخاري).
فحسن الجوار
وصية من وصايا القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿وَٱعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا
بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ
بِالْجَنبِ وَٱبْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) (النِّساء 36)، ووصية
من وصايا النبي (صلى الله عليه وسلم): فقد قال: "مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ
واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ" (متفق عليه)
ومن علامات
الإيمان: فعَنْ أَنَسٍ،
عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ - أَوْ قَالَ:
لِأَخِيهِ - مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (رواه مسلم) وقال: "مَنْ كانَ
يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحسن إلى جاره" (متفق عليه) وقال: "اتَّقِ المَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ
النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ
إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ
تَكُنْ مُسْلِمًا" (رواه الترمذي)
ومن علامات
خيرية العبد عند الله: فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "خَيْرُ
الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ
اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ".
وباب من
أبواب السعادة: كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) :"مِنْ سَعَادَةِ
الْمَرْءِ: الْجَارُ الصَّالِحُ". وقال أيضا: "أرْبَعٌ مِنَ
السَّعادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ
الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِي. وَأَرْبَعٌ مِنَ الشَّقاءِ: الْجَارُ
السَّوْءُ، وَالْمَرْأَةُ السَّوْءُ، وَالْمَركَبُ السَّوء، والْمَسكَنُ
الضَّيِّقُ" .
وعن حد
الجوار: يقول على بن أبي طالب (رضي الله عنه): "مَنْ سَمِعَ النِّدَاء فَهُوَ
جَار". وقيل: من صلى معك الصبح في المسجد فهو جار. وعن أم المؤمنين عائشة
(رضي الله عنها):" أربعون دارا من كل جانب"، ولقد سُئل الحسن البصري عن
الجار، فقال مثل قولها، وورد مثله عن الأوزاعي. وكلما كان باب الجار اليك أقرب،
كلما كان حقه في المبادأة بالخير أوجب، فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا)، قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى
أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: "إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا" (رواه
البخاري)
علما بأن مفهوم
الجار لا يقتصر على البيوت، بل هو أعم من ذلك وأشمل؛ فالجوار معتبر في الزمالة في الدراسة،
والعمل أيا كان نوعه، فذلك من قوله تعالى (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ) (النِّساء 36)
ومن حقوق الجوار والزمالة:
- التعاون على
الخير، فقد قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا
عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة 2)، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "المُؤمِنُ يألَفُ
ويُؤلَفُ ولا خيرَ فيمَنْ لا يألَفُ ولا يُؤلَفُ"
- التناصح وتبادل
الخبرات، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"
كما قال في حق المسلم على المسلم: " وإِذَا اسْتَنْصَحَكَ
فَانْصَحْهُ"
- الصلح بين
المتنازعين منهم، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "ألا أخبرُكُم بأفضَلَ
مِن درجةِ الصَّلاةِ، والصِّيامِ والصَّدقةِ؟" قالوا: بلَى يا رسولَ اللَّهِ.
قالَ: "إصلاحُ ذاتِ البينِ"
- تفريج
الكربات والتكافل عند الملمات، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ
في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ
عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى" (متفق عليه)،
وقال: "ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ
عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ"
وعن أبي ذرٍّ (رضي الله عنه) أنَّه قال: "إنَّ خَلِيلِي (صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَوْصَانِي إِذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهُ ثُمَّ
انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ".
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "لاَ
تَحْقِرَنَّ امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ مَعْرُوفًا لِجَارَتِهَا وَلَوْ كَانَ فِرْسِنَ
شَاةٍ".(وفِرْسِنُ الشاة هو: حافرها) والمقصود أن يتواصلَ الخير والود والبر
بين الجيرانِ ولو بأقل الأشياء. فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : "لَيْسَ
الْمُؤْمِنُ بِالَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُه جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ" (رواه
الحاكم).
السلام
بمعناه الأوسع والأشمل، بالقول والفعل: فيشمل التحية، وقد قال النبي (صلى الله
عليه وسلم)"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلا
أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ".
كما يشمل البعد
عن أسباب التشاحن والتباغض بين الزملاء، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
"اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا،
وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ"
- إن أعظم
حقوق الجار على جاره كف الأذى عنه؛ فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
"وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ
يُؤْمِنُ"، قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "الَّذِى لاَ
يَأْمَنُ جَارُهُ بوَائِقَهُ"(متفق عليه)، فأذى الجار مهما تغيرت صورته ممقوت
في الشرع، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ".
وإن كان
الأذى في حق الناس عظيم، ففي حق الجوار أعظم: فعن المقداد بن الْأَسْوَدِ، قال:
قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِأَصْحَابِهِ: "مَا
تَقُولُونَ فِي الزِّنَا؟ " قَالُوا: حَرَّمَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَهُوَ
حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِأَصْحَابِهِ: "لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ
نِسْوَةٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ"،
قَالَ: فَقَالَ: "مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ؟ " قَالُوا:
حَرَّمَهَا اللهُ وَرَسُولُهُ فَهِيَ حَرَامٌ، قَالَ: "لَأَنْ يَسْرِقَ
الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ
جَارِهِ "(رواه أحمد).
كذلك من حق
الجوار والزمالة: الصبر على الأذى، فقد قال الحسن البصري: "ليس حسن الجوار كف
الأذى؛ وإنما حسن الجوار احتمال الأذى". وما أعظم أجر من يصبر، فقد قال النبي
(صلى الله عليه وسلم) "ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ)"
وذكر منهم: "وَالرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ الْجَارُ يُؤْذِيهِ جِوَارُهُ
فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ ظَعْنٌ" (رواه
أحمد)
إن فضائل حسن
الجوار كثيرة، لعل من أعظمها:
- أنه مِن
أسباب عِمران الديار، وزيادة الأعمار، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
"حُسْنُ الْخُلُقِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ: يَزِدْنَ فِي
الْأَعْمَارِ, وَيُعَمِّرْنَ الدِّيَارَ".
- من أسباب
مغفرة الذنوب: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ)، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ (عَزَّ وَجَلَّ)، قَال: "مَا مِنْ عَبْدٍ
مُسْلِمٍ يَمُوتُ، يَشْهَدُ لَهُ ثَلَاثَةُ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ
الْأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ، إِلَّا قَالَ اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ): قَدْ قَبِلْتُ
شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ ".
- باب إلى
الجنة: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ
فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا،
غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "هِيَ فِي
النَّارِ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ
قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ
بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ:
"هِيَ فِي الْجَنَّةِ" (رواه أحمد).
وكما كان
لحسن الجوار أجرا عظيما وفضلا جزيلا، كان لسوء الجوار إثما ووزرا كبيرا؛ فعن
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ): " أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ" (رواه
أحمد)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ) قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ
بَوَائِقَهُ" (رواه مسلم)
= لما كان
الجيران هم أقرب الناس إلى المرء، وأول من يتعامل معهم، ويظهر أثر ما في قلبه
وأخلاقه وسلوكه في معاملاتهم، كان قولهم في المرء له اعتبار وأثر؛ فعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا
عَمِلْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: "كُنَّ مُحْسِنًا" قَالَ:
كَيْفَ أَعْلَمُ أَنِّي مُحْسِنٌ؟ قَالَ: "سَلْ جِيرَانَكَ، فَإِنْ قَالُوا:
إِنَّكَ مُحْسِنٌ فَأَنْتَ مُحْسِنٌ، وَإِنَّ قَالُوا: إِنَّكَ مُسِيءٌ فَأَنْتَ
مُسِيءٌ" (رواه الحاكم)
ورحم الله
سعيد بن العاص؛ فلما باع جاره أبو الجهم العدوي داره بمائة ألف درهم، قال
للمشترين: بكم تشترون جوار سعيد بن العاص جاري، قالوا: وهل يشترى جوار قط؟ قال:
ردوا عليَّ داري وخذوا دراهمكم، والله لا أدع جوار رجل إن فقدت سأل عني، وإن رآني
رحب بي، وإن غبت حفظني، وإن شهدت قربني، وإن سألته أعطاني، وإن لم أسأله ابتدأني،
وإن نابتني جائحة فرج عني، فبلغ ذلك سعيداً، فبعث إليه بمائة ألف درهم.
فالديار لا تقاس على الحقيقة فقط
بجميل بنيانها, وإنما بجيرانها, فما أحوجنا إلى تحقيق أسمى معاني حسن
الجوار؛ فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "كَمْ مِنْ جَارٍ متعلقٍ
بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ هَذَا أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي
فَمَنَعَ مَعْرُوفَهُ"
اللهم اهدنا لأحسن
الأخلاق، واصرف عنا سيئها
واحفظ مصر من كل مكروه وسوء
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا