خطبة
بعنــــوان:
الأمانة صورها
وأثرها في تحقيق الأمن المجتمعي
للشيخ / محمد حســــن داود
(15 جمادى
الأولى 1444هـ - 9 ديسمبر
2022م)
العناصـــــر :
مقدمة.
- مكانة الأمانة ودعوة الإسلام إلى أدائها.
- نماذج من الأمانة في حياة النبي (صلى الله
عليه وسلم).
- صور ومجالات الأمانة.
- فضل أداء الأمانة وعواقب الخيانة.
- أثر الأمانة في تحقيق الأمن المجتمعي.
الموضــــــوع:
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا
الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب72) وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل
في حديثه الشريف: "لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا
عَهْدَ لَهُ" (رواه أحمد والبزار) اللهم صل
وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
إن من أعظم الأخلاق والفضائل التي تُحفظ
بها الحقوق، وتستقيم موازين الحياة: "الأمانة".
فهي قيمة نبيلة، وخلق جليل، وصفة حميدة، فريضة عظيمة
حملها الإنسان، بينما لم تحملها السماوات والأرض والجبال لعظمها وثقلها، قال تعالى:
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ
أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً
جَهُولاً) (الأحزاب72).
وعليه فإن للأمانة مكانة عظيمة، وقدر جليل؛
فهي أم الفضائل، لؤلؤة نفيسة، خلق يجمع أخلاق، وصفة تجمع صفات؛ فالأمين صادقا، حييا،
عفيفا، جوادا، رحيما، مخلصا، متقنا، وفيا، يجمع مكارم الأخلاق صغيرها وكبيرها، فعَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ)، إِلَّا قَالَ: "لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ
لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ " (رواه أحمد والبزار)
ولقَد كان خلق الأمانة ظاهرا جليا في حياة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل البعثة وبعدها، إذ كان معروفا بين أهل مكة بالصادق
الأمين، ومن هذا ما كان يوم أن ارتضوا حكمه في وضع الحجر الأسود، فقد هتفوا لما رأوه
وقالوا: هَذَا الأَمِينُ قَدْ رَضِينَا بِمَا قَضَى بَيْنَنَا. كما بلغ من أمانته (صلى
الله عليه وسلم)، أن أمر عليا (رضي الله عنه) أن ينام في فراشه ليلة الهجرة ليرد إلى
قريش ودائعهم، مع أنهم ناصبوه العداء، وتربصوا به الشر، إلا أن كل ذلك لم يكن مانعا
لرد الأمانات إلى أهلها، فهو (صلى الله عليه وسلم) القائل: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ
بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ" ومن
ذلك يقول ميمون بن مهران :" ثلاثة يؤدين إلى البر والفاجر: الأمانة والعهد وصلة
الرحم ". وانظر إليه صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، فلما قام إليه علي (رضي
الله عنه) ومفتاح الكعبة في يده، فقال يا رسول الله "اجْمَعْ لَنَا الْحِجَابَةَ
مَعَ السّقَايَةِ " (وكان عثمان بن طلحة هو حامل مفتاح الكعبة) قال" أَيْنَ
عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ؟" فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: "هَاكَ مِفْتَاحَكَ
يَا عُثْمَانُ الْيَوْمَ يَوْمُ بِرّ وَوَفَاءٍ ".
وكما أن الأمانة عظيمه في قدرها فهي واسعة
في دائرتها، فلم تكن الأمانة قاصرة على رد الودائع فقط، بل إن الأمانة لتسع المشارق
والمغارب من أمور الدين والدنيا، فتشمل كل ما يوكل للمرء من عمل ويكلف به من أمر، فلها
صور عديدة ومجالات واسعة:
فنفس الإنسان أمانة: لا يجوز للإنسان الإضرار
بها، وجميع جوارحه أمانة، وجب عليه حفظها عن الحرام.
والعمل أمانة: تتطلب من العامل أن يراقب
الله ( عز وجل) فيما وكل وأسند إليه.
والعقود والعهود أمانة: وقد قال الله
تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) (الإسراء34)،
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (المائدة 1).
والبيع والشراء أمانة: فلا يحتكر أحدكم طعاما،
ولا يبيعن معيبا إلا بينه، فقد مَرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ،
فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا. فَقَالَ: مَا هَذَا يَا صَاحِبَ
الطَّعَامِ؟ قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أَفَلَا جَعَلْتَهُ
فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي" (رواه
مسلم)
والكيل والميزان أمانة: تتحقق بالضبط والابتعاد
عن الإنقاص أو الزيادة، قال تعالى: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفينَ * الَّذينَ إِذا اكْتالوا
عَلى النّاسِ يَسْتَوْفونَ * وَإِذا كالوهُمْ أو وَزَنوهُمْ يُخْسِرونَ * أَلا يَظُنُّ
أولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعوثونَ * لِيَوْمٍ عَظيمٍ* يَوْمَ يَقومُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمينَ
) (المطففين 1-6)
والصناعة أمانة: يجب على الصانع أن
يؤدي ما كُلف به على الوجه المطلوب، متقنا صنعته، غير غاش أو مهمل أو مماطل أو ناقض
للعقد.
والأموال أمانة: فلا تُجلب إلا من حلال،
ولا تُنفق إلا في حلال.
كذلك الشهادة أمانة: يؤديها الشاهد بصدق، فلا يكتمها،
وقد قال الله تعالى: (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ
قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (البقرة 283).
والأسرار أمانة: وتحقيق الأمانة فيها بعدم
إفشائها فقد قال النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) "إِذَا حَدَّثَ
الرَّجُلُ الْحَدِيثَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ"( رواه الترمذي)
ومن أعظمها ما يكون بين الزوجين: فقد قال
النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ
عَنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي
إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا " (رواه مسلم)
فالزوجات أمانة، والأولاد أمانة: فقد قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ،
حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ
"
- كما أن الودائع أمانة: وتحقيقها يتمثل
في حفظها وردها إلى أهلها غير منقوصة؛ فقد قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن
تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) (النساء58)
كما تشمل الديون والقروض فهي أمانة: نهى
المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عن المماطلة في أدائها، فقد قال النبي (صلى الله
عليه وسلم): " مَطْلُ
الغَنِيِّ ظُلْمٌ"،
وقال: "مَن
أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها
أتْلَفَهُ اللَّهُ" (رواه البخاري)
ويتسع مفهوم الأمانة حتى يشمل العبادات:
فالصلاة أمانة، والزكاة أمانة، والصيام أمانة، والحج أمانة يجب أدائها على الوجه
المطلوب شرعا.
إن للأمانة أثرا جليلا، فما كانت في أخلاق
عبد إلا عادت عليه بكل خير: أما تراها كانت سببا في أن كان يوسف (عليه السلام)
أمينا على خزائن الأموال، قالَ تعالَى: (وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ
لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ *
قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) (يوسف 54،55)،
وكانت باعثا على اختيار الرجل الصالح لنبي الله موسى (عليه السلام) ليعمل لديه
ويزوحه ابنته، قال تعالى: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ
مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ) (القصص 26)، وكفى
في فضلها أنها طريق الفلاح في الدنيا والآخرة فقد قال الله (جل وعلا) في صفات أهل الإيمان
أصحاب الفلاح (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) (المؤمنون8)
أما الخيانة: فهي خلق مذموم، صفة تنكرها
الفطرة، وترفضها الطبيعة السوية، ولقد كان من دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) :
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ" (رواه أبو
داود).
فهي من أشد الصفات التي حذر منها القران
الكريم، وبين أنها بوار وخسارة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ
اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) (الأنفال27)
وقال سبحانه (إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ) (الأنفال 58)، وقال جل وعلا
(وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ) (يوسف 52)، وقال عز وجل: (إِنَّ
اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحـج 38)
ويكفي في أهلها قول النَّبِيّ (صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)" أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ
كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا
إِذَا، اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا
خَاصَمَ فَجَرَ" ( رواه البخاري)
كما يكفي ما يكون من أمرهم يوم القيامة
فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : "لِكُلِّ غَادِرٍ
لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ يُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ".
وعن ابن مسعود (رضي الله عنه) أنه قال: "القتل في سبيل الله يُكفّر الذنوب كلها
إلا الأمانة، يؤتى بالعبد يوم القيامة وإن قتِل في سبيل الله فيقال: أدّ أمانتك، فيقول:
أي رب، كيف وقد ذهبت الدنيا؟! قال: فيقال: انطلقوا به إلى الهاوية، فينطلق به إلى الهاوية،
وتمثل له أمانته كهيئتها يوم دُفعت إليه، فيراها فيعرفها فيهوي في أثرها حتى يدركها،
فيحملها على مَنْكِبيه، حتى إذا نظر ظن أنه خارج زلَّت عن مَنْكِبيه، فهو يهوي في أثرها
أبد الآبدين، ثم قال: الصلاة أمانة، والوضوء أمانة، والوزن أمانة، والكيل أمانة ـ وأشياء
عدَّدها ـ، وأشد ذلك الودائع)(رواه البيهقي مرة موقوفًا على ابن مسعود وأخرى مرفوعًا)
إن الأمانة كما تُقوي صلة الإنسان بربه
وتحقق مرضاة الله (سبحانه وتعالى)، لها أثر عظيم في تحقيق الأمن المجتمعي؛ فإذا نظرنا
إلى كلمة الأمانة فإننا سنجد فيها معنى الأمان والاطمئنان؛ فكأن الطمأنينة مرهونة بتحقيق
الأمانة على وجهها الصحيح؛ إذ تزرع في القلوب الثقة في صاحبها؛ كما أن بها تصان الأعراض
والأرواح، وتصل الحقوق إلى أصحابها، وتقوى
العلاقات والروابط بين أفراد المجتمع فكل مجتمع سادت فيه الأمانة، كانت الأخوة والمودة
والألفة والاطمئنان له عنوان.
أما الخيانة: فمتى ظهرت في قوم نشرت
بينهم القلق والخوف، فلا يأمن إنسان غيره، وترحل الثقة والمودة من بين الناس، وينقطع
المعروف مخافة الغدر والخيانة، ومن قصص العرب في ذلك: أن رجلاً كانت له فرس معروفه
بأصالتها، فسمع بها لص، وأراد أن يسرقها منه، واحتال لذلك بأن ظهر لصاحبها عند
سيره بها بمظهر المنقطع في الطريق، فلما رآه صاحب الفرس نزل إليه وسقاه ثم حمله على
فرسه، وهنا تمكن اللص من الفرس، وأناخ بها جانبا، وخاطب صاحب الفرس قائلا: الفرس فرسي
وقد نجحت خطتي وحيلتي، فقال له صاحب الفرس: لي طلب عندك، قال: وما هو؟ قال: إذا سألك
أحد: كيف حصلت على الفرس؟، فلا تقل له: احتلت بحيلة كذا وكذا، ولكن قل: صاحب الفرس
أهداها لي، فقال الرجل: لماذا؟! فقال صاحب الفرس: حتى لا ينقطع المعروف بين الناس،
فإذا مرّ قوم برجل منقطع حقيقة يقولون: لا تساعِدوه، لأن فلانًا قد ساعد فلانًا فغدر
به؛ فنزل الرجل عن الفرس وسلمها لصاحبها واعتذر إليه ومضى .
فما أحوجنا أن نعيش بالقلب والجوارح أخلاق
الرسول (صلى الله عليه وسلم) فنأخذ من مشكاته، ونقتدي به في سيرته وسريرته، وفي سائر
أحواله، حتى تستقيم دنيانا وآخرتنا، فهو القائل: "أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ
ائْتَمَنَكَ وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ".
اللهم اهدنا لأحسن
الأخلاق، واصرف عنا سيئها
واحفظ مصر من كل مكروه وسوء
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا