recent
آخر المشاركات

ربما منعك فمنحك قصص ومواقف - جمع وترتيب: الشيخ / محمد حســـن داود

 

ربما منعك فمنحك قصص ومواقف

جمع وترتيب: الشيخ / محمد حســـن داود



1. لما رأى قوم موسى (عليه السلام) ما لقارون من مال تمنى بعضهم أن يكون لهم ما له، وظنوا أن الله قد وسَّع عليه وضيق عليهم فقالوا: ﴿يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ (القصص 79)، لكن لما رأوا عقاب الله (عز وجل) لهذا الذي جحد نعم الله (سبحانه وتعالى) وتكبر بها وأنكر الفضل، إذ يقول الله سبحانه ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ﴾ (القصص 81) كان إدراكهم لأمر جلل، وهو أنهم إذا كان لهم مثل ماله ثم كانوا على نفس جحوده للنعمة، لأصابهم ما أصابه، قال تعالى: (وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُۥ بِٱلْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَآ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ ٱلْكَٰفِرُونَ) ( القصص 82).

2. عن أم سلمة (رضي الله عنها) تقول: سمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، يَقُولُ: "ما مِن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ ما أمَرَهُ اللَّهُ: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة 156)، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها، إلَّا أخْلَفَ اللَّهُ له خَيْرًا مِنْها، قالَتْ: فَلَمَّا ماتَ أبو سَلَمَةَ، قُلتُ: أيُّ المُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِن أبِي سَلَمَةَ؟ أوَّلُ بَيْتٍ هاجَرَ إلى رَسولِ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)، ثُمَّ إنِّي قُلتُها، فأخْلَفَ اللَّهُ لي رَسولَ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)(رواه مسلم).

3. كان رجلٌ بالباديةِ لهُ كلبٌ وحمارٌ وديكٌ، فالديكُ يوقظهُم للصلاةِ، والحمارُ ينقلونَ عليه الماءَ ويحملُ لهم خباءَهُم، والكلبُ يحرسُهُم، قال: فجاءَ الثعلبُ فأخذَ الديكَ، فحزنُوا له، وكان الرجلُ صالحًا فقال: عسى أنْ يكونَ خيرًا، ثم جاءَ ذئبٌ فخرقَ بطنَ الحمارِ فقتلَهُ، فحزنُوا عليه، فقالَ الرجلُ: عسى أنْ يكونَ خيرًا، ثم أصيبَ الكلبُ بعدَ ذلك فقال: عسَى أنْ يكونَ خيرًا، ثم أصبحُوا ذاتَ يومٍ فنظرُوا فإذا قد سُبِيَ مَن حولهُم وبَقوا هُم. قال: وإنَّما أخذُوا أولئك لما كان عندهم مِن أصواتِ الكلابِ والحميرِ والديكةِ، فكانت الخيرةُ لهؤلاءِ في هلاكِ هذه الحيواناتِ كما قدرَهُ اللهُ تعالى. فإذن مَن عرفَ خفي لطفِ اللهِ تعالى رضيَ بفعلهِ على كلِّ حالٍ.(إحياء علوم الدين، للغزالي).

4. يروى أن ملكا كان يصطحب دائما معه أحد وزرائه، وكان الوزير إذا وقع مكروه قال: "عساه خيرا". وذات مرة خرج مع الملك للصيد، فوقع الملك في حفرة عميقة، وذهب إلى الطبيب، فما وجد له الطبيب دواء إلا قطع اصبعه، فقال الوزير عساه خيرا، فغضب الملك وأمر بسجن الوزير، فما قال الوزير إلا ما اعتاده: عساه خيرا.

ثم خرج الملك بعدها للصيد، فابتعد كثيرا عن مملكته وجنوده دون أن ينتبه لذلك ، فهاجمته أحد القبائل، وأخذوه أسيرا وكان من عادتهم أن يأخذوا الغريب فيذبحونه قربانا لآلهتهم، فربطوه بالحبال وعزموا على أن يقدموه قربانًا لآلهتهم، وبينما هم كذلك إذ بكبيرهم يقول: هذا لا يصلح أن يقدم قربانا للآلهة لأن عنده أصبع مقطوع ،هنا أحس الملك بمقولة الوزير : "عساه خيرا" وفهمها، وبعد أن عاد إلى مملكته سالما، أمر بإحضار وزيره، وقال له: لقد فهمت الخير ممّا أصابني بقطع أصبعي، ولكن ما الخير الذي حصل لك حينما قمت بسجنك ؟

قال الوزير يا مولاي تعلم أني أرافقك في كل رحلاتك فلولا أني دخلت السجن لأخذوني مكانك فكنت أنا القربان.

5. يحكى أن رجلا خرج في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنه قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وبينما هما يسيران في طريقهما إذ كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!

فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق، وبعد مدة كُسرت قدم الرجل، فما عاد يقدر على حمل شيء، وأصبح يجر رجله جرًّا، فقال: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!

فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان المسيرة، وفي الطريق لدغت أفعى الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم، فقال الرجل: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!

وهنا غضب الابن و قال لأبيه: أهناك ما هو أعظم مما أصابنا ؟؟

وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد جاءها زلزال وتهدمت على من فيها.

فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع من هلك.


لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----      اضغط هنا  
google-playkhamsatmostaqltradent