خطبة بعنــــوان:
الوعـــــي
الرشيــــــــد
وأثره في مواجهة التحديات
للشيخ / محمد حســــن داود
(28 ربيع الأول 1445هـ -
13 أكتوبر 2023م)
الموضوع:
الحمد لله رب
العالمين، القائل في كتابه العزيز: (فَاعْتَبِرُوا
يَا أُوْلِي الأَبْصَارِ) (الحشر 2)، وقال سبحانه: (إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الرعد3)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف:
" مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِه
،مُعَافى فِي بَدَنِهِ ،عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ
الدُّنْيا بِحَذَافِيْرِهَا" (رواه ابن ماجه) اللهم صل وسلم وبارك علي
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فلا
شك أن الوعي بمكانة الوطن ومدى المخاطر والتحديات التي يواجهها قيمة عالية في غاية
الأهمية، يجب إن ينتبه إليها كل أبناء المجتمع، فهي باب عظيم إلى الاستقرار والرقى
والتقدم.
وإن
من محاسن الشريعة الإسلامية اهتمامها ببناء الفكر، ودعوتها إلى إعمال العقل،
والوعي، تحقيقا لما فيه مصالح العباد؛ فقد قال الله تعالى: (قُلِ انظُرُوا مَاذَا
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (يونس101) وقال سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ
لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ )
(المؤمنون 78).
كما أن الناظر في دعوة الرسلِ
والأنبياءِ يجد أنها لا تخرج عن كونها مهمَّةَ نشر الوعي والبعد عن الفساد
والإفساد.
ومن
اهتمام الشريعة ببناء العقل والوعي ما أورده القرآن الكريم من أخبار الأمم السابقة،
والتي جاء في سياق الحديث عنها، قول الله (جل وعلا): (لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ
تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) (الحاقة12)، في إشارة إلى أن هذه
الأخبار ليست للتسلية أو للترف الفكري، وإنما المقصود منها حصول الوعي وأخذ الدروس
والعبر؛ قال جل وعلا: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي
الأَلْبَابِ) (يوسف111)، وقال سبحانه: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ) (الرعد3)، وقال عز وجل: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ
يَعْقِلُونَ) (الرعد4).
كذلك
من اهتمام النبي (صلى الله عليه وسلمَ) بالوعي نجد أنه جعل فداء كل أسير من أسرى
بدر ممن يحسنون القراءة والكتابة أن يعلم عشرة من أبناء الصحابة (رضي الله عنهم)،
وأمر زيد بن ثابت أن يتعلم من اللغات غير العربية؛ ولا شك أن هذا كله له دور كبير
في نشر الوعي وإعمال العقل.
ولقد ذم القرآن الكريم من يعطلون عقولهم عن التفكر
والتدبر والوعي، قال تعالى: (وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف105) وقال:
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا
أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن
تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج 46) وقال سبحانه: (وَلَقَدْ
ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا
يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا
يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ
الْغَافِلُونَ) (الاعراف179).
ولا شك أن من أخطر التحديات التي يجب أن تواجه بالوعي بها
وبمخاطرها هي التحديات التي تواجه أمن الوطن وأمانه، فالأمن والأمان رزق ونعمة من
أجل النعم؛ قال تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي
أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) (قريش3- 4)، وقال سبحانه: (
أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ
شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (القصص
57)، وتدبر قول النبي (صلى الله عليه وسلمَ): "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً
فِي سِرْبِه ،مُعَافى فِي بَدَنِهِ ،عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا
حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيا بِحَذَافِيْرِهَا" (رواه ابن ماجه)، حيث قدم نعمة الأمن
في الذكر على نعمة الصحة، والرزق؛ لأن وجود الأمن سبب لوجود الرزق، ولأنه لا يطيب
للإنسان رزق في عدم وجود الأمن، ودليل ذلك أن الله (عز وجل) قدم الخوف في الابتلاء
على نقص الطعام، فقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ
وَالْجُوعِ)(البقرة 155).
ومن
ثم فأن أمرا هذا شأنه، ونعمة هذا قدرها، يجب علينا شكرها بالمحافظة عليها، وقد قال
الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) (إبراهيم 7)، وأن نكثر من الدعاء
بدوامها على وطننا الحبيب الغالي، وقد جعلها سيدنا يوسف (عليه السلام) دعوة لمصر وأهلها، قال تعالى:
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا
مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) (يوسف 99)، وأن نعي كل التحديات والمخاطر التي
تحيط بهذه النعمة.
وإن من أجل عوامل الحفاظ على الوطن:
- الوعي بقيمة الوطن والوفاء له والمحافظة عليه والاصطفاف
خلفه؛ فالوطن نعمة عظيمة ومنة كبيرة، إذ
يلقى النبي (صلى الله عليه وسلمَ) في حبه درسا بليغا يقرع كل الآذان ويتردد رجع
صداه في كل زمان ومكان، عندما خرج مهاجرا، ووصل أطراف مكة، التفت إليها، وقال:
"وَاللهِ إِنَّي أَعْلَمُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبَّهَا إِلَى
اللهِ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُوُنِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"، وعندما
وطأت قدمه وطنه الثاني (المدينة) إذ يتوجه إلى الله داعيا أن يحبب إليهم المدينة
كما حبب إليهم مكة، مما يؤكد مدى مكانة الوطن، ووجوب التماسك والترابط والاصطفاف خلفه.
- الرجوع إلى أهل العلم والخبرة
والاختصاص دون سواهم، كل في مجاله.
- كذلك الاهتمام بالعلم والتعلم: فهو من ركائز وأسس
البناء والرفعة والتقدم، وبه تتفاضل الأمم، وتتحدى المخاطر؛ فقد قال تعالى: ( قُلْ
هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) (سورة الزمر9). ولله در القائل :
العلم يرفع بيوتا لا عماد لها *** والجهل يهدم بيوت العز
والكرم
فلا
يمكن أن تبنى حضارة دون أن يكون أحد أركانها العلم؛ فبالعلم تنهض الأمم وتتقدم.
فيما
يجب أن نعلم أن العلم الذي تهدف إليه هذه الآيات لا يقف عند العلوم الشرعية،
بل يشمل كل علم نافع في جميع المجالات التي فيها مصلحة البشرية، وتيسير أمور
حياتها؛ كالطب، والصيدلة، والهندسة، والكيمياء، والرياضيات، والميكانيكا، وعلوم
الحاسوب والتكنولوجيا، والبناء، والملاحة ... الخ ؛ فحينما مدح الله (سبحانه وتعالي)
داود وسليمان في القرآن بالعلم فقال: ( ولَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ
عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ
عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) (النمل 10) كان منه صناعة الحديد، ومنه منطق الطير،
كما قال تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ
الْفَضْلُ الْمُبِينُ) (النمل16) كما أن قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ
مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) (فاطر28) جاء في
معرض الحديث عن العلوم الكونية، إذ يقول الله (جل وعلا): (أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا
أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ
مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ
الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) (فاطر 27-28) ؛ مما يدل على اهتمام
الإسلام ودعوته إلى العلم النافع في جميع المجالات .
- كما أن في العلم حفظ العقول مما يفسدها ويضر بها، من
تصورات خاطئة وأفكار متطرفة ولا شك أن حفظ العقول من التصورات الخاطئة، ومناهضة
الأفكار المتطرفة من أعظم سبل مواجهة هذه التحديات والمخاطر.
- كذلك القوة الاقتصادية فهي ضرورية للتقدم والرقى وهى
عماد أول من أعمدة البناء وعامل أول من عوامل القوة، ولن يقوى الاقتصاد في مجتمع إلا
بالعمل والإنتاج ؛ ولذا أمرنا الإسلام أن نبذل الجهد وأن نستفرغ الوسع والطاقات
والمواهب في العمل والإنتاج حتى في أشد الظروف؛ حتى وجهنا الإسلام أن قيام الساعة
لا ينبغي أن يحول بيننا وبين القيام بعمل فيه نفع للبلاد والعباد، فعَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ:
"إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ، فَإِنِ
اسْتَطَاعَ أَنْ لا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا " (الأدب
المفرد للبخاري) ولو نظرت في كتاب الله تعالى لوجدت أن الله (جل وعلا) حث على
العمل وطلب الرزق بعد الأمر بالصلاة، ولعل في ذلك إشارة قوية لأهمية ومكانة العمل،
قال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا
مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
(الجمعة 10)، فكان سيدنا عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ (رضي الله عنه) إِذَا صَلَّى
الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ "
اللَّهُمَّ إِنِّي أَجَبْتُ دَعْوَتَكَ وَصَلَّيْتُ فَرِيضَتَكَ، وَانْتَشَرْتُ
كَمَا أَمَرْتَنِي، فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَنتَ خَيْرُ
الرَّازِقِينَ"،
- كما أن الشائعات من الأخطار التي يجب الحذر منها والوعي
بمخاطرها؛ فهي سلاح لا تراه إلا بيد المغرضين وأصحاب الأهواء والأعداء؛
غايتهم منها كسر التآلف والتكاتف وإثارة الأحقاد ونشر الظنون السيئة، وترويج
السلبيات بين أبناء المجتمع وخلخلة الصفوف وإضعاف تماسكها والنيل من وحدة أبناء
الوطن وإضعاف نموه وقوته، لذلك حذر الإسلام من إطلاق اللسان وأمر بحفظه فقال
صلى الله عليه وسلمَ: " وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى
وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ"
(رواه الترمذي وقال حسن صحيح)، كما وضع منهجا حكيما لوقاية المجتمع من خطر
الشائعات ومن أجل ملامحه: وجوب التثبت من الأخبار، قال تعالى( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا
قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات6)
ومنه أيضا: عدم ترديد الشائعات أو إذاعتها والخوض فيها مع الخائضين، لأن في ترديدها
انتشار لها ومساهمة في ترويجها، وذلك فيه مساعدة المغرضين، قال الله (جل وعلا):
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ مَا لَيْسَ
لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
(النور15) ويقول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلمَ): "كَفَى بِالْمَرْءِ
كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ" وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "إِنَّ اللَّهَ
تعالى يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا, وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ
تَعْبُدُوهُ, وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ
جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ, وَكَثْرَةَ
السُّؤَالِ, وَإِضَاعَةِ الْمَالَ" (رواه مسلم) ومن ثم فالواجب على
كل مخلص لوطنه أن يحذر الوقوع في مخالب الشائعات بل وجب عليه التصدي لها، دفاعا عن
وطنه وأمنه واستقراره، فليكن منهجه في حديثه قول الرسول (صلى الله عليه وسلم):
"وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا
أَوْ لِيَصْمُتْ" متفق عليه) وليكن منهجه في سمعه قول الله (عز وجل): (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ
تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات6).
- إن الوعي الحقيقي: هو البناء لا الهدم، هو الإعمار لا
التخريب، هو التضحية من أجل الوطن والوفاء له وخدمته، باحترام أنظمته وقوانينه،
بالتشبث بكل ما يؤدي إلى وحدته وقوته، بالمحافظة على منشآته ومنجزاته، بالمحافظة
على أمواله وثرواته، بنشر الخير والقيم والأخلاق الفاضلة، بالتنافس في خدمته كل
حسب طاقاته وقدراته والمحافظة على أمنه واستقراره، بأن يكون كل منا قدوة للأبناء والأجيال في حب الوطن وخدمته والحفاظ
عليه والدفاع عنه.
اللهم احفظ مصر من كل مكروه وسوء.
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا