خطبة بعنـــــــوان :
ذكر الله (عز وجل )
وأثره في استقامة النفس البشرية
للشيخ /
محمد حســـــن داود
ولتحميل
الخطبة : word اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : pdf اضغط هنا
العناصــــــر:
- ذكر الله، مكانته ودرجته . - دعوة القران والسنة إلى الإكثار من ذكر الله.
- الذكر هو روح العبادة ومعناها ومبناها.
- اثر ذكر الله جل وعلا في استقامة النفس . - فضل ذكر الله جل وعلا.
- ذكر الله، مكانته ودرجته . - دعوة القران والسنة إلى الإكثار من ذكر الله.
- الذكر هو روح العبادة ومعناها ومبناها.
- اثر ذكر الله جل وعلا في استقامة النفس . - فضل ذكر الله جل وعلا.
الموضوع: الحمد
لله رب العالمين، سبحانه سبحانه، ترتقي الأرواح وتطمئن القلوب بذكره، وتطيب النفوس
وتسعد باسمه، من تقرب إليه شبرا تقرب إليه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا،
ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، من ذكره في نفسه ذكره في نفسه، ومن ذكره في ملأ ذكره في
ملأ خير منه، فقد قال جل وعلا ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا
تَكْفُرُونِ ) البقرة152) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا
محمدا عبده ورسوله،القائل في حديثه الشريف " مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي
لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ" متفقٌ عليه) اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه،
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فقد تصدأ القلوب
كما يصدأ الحديد، وتظمأ كما يظمأ الزرع، وتجف كما يجف الضرع ؛ ومن ثم، فهي تحتاج إلى
تجلية وري، يزيلان عنها الأصداء والظمأ، تحتاج إلى ما يوقظها، تحتاج إلى أمان واطمئنان
وسكينة، وليس ذلك إلا في ذكر الله جل وعلا؛ قال تعالى(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ
قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )الرعد28)
فذكر الله جل وعلا من أزكى الأعمال، وخير الخصال، وأعظم العبادات، فيه شفاء للأسقام،
ودواء للآلام، يستدفع الذاكرون به الآفات، ويستكشفون به الكربات، وتهون عليهم به الابتلاءات،
فما أعظم فضله، وما أعظم أجره، وما أعظم أثره، وما ارقي وأعلى مكانته؛ فعَنْ أُمِّ
أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي، قَالَ:
"اهْجُرِي المَعَاصِيَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ، وَحَافِظِي عَلى الفَرَائِضِ
فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْجِهَادِ، وَأَكْثِري مِنْ ذِكْرِ اللهِ، فَإِنَّكِ لا تَأْتِينَّ
اللهَ بِشَيْءٍ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِهِ" رواه الطبراني) وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَىَّ
مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ " رواه مسلم) ومن ثم فقد تواترت النصوص تحثنا علي ذكر الله جل
وعلا وتدعونا إليه، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا
كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ
لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)النور41
- 43) فعن بن عباس، في قوله تعالى (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا
كَثِيرًا) يَقُولُ : لَا يَفْرِضُ عَلَى عِبَادِهِ فَرِيضَةً إِلَّا جَعَلَ لَهَا حَدًّا
مَعْلُومًا، ثُمَّ عَذَرَ أَهْلَهَا فِي حَالِ عُذْرٍ، غَيْرَ الذِّكْرِ فَإِنَّ اللَّهَ
لَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدًّا يُنْتَهَى إِلَيْهِ، وَلَمْ يَعْذِرْ أَحَدًا فِي تَرْكِهِ
إِلَّا مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ، فَقَالَ : اذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا
وَعَلَى جُنُوبِكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فِي السَّفَرِ
وَالْحَضَرِ، فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَالصِّحَّةِ وَالسَّقَمِ، وَالسِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ،
وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، وَقَالَ : وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا فَإِذَا فَعَلْتُمْ
ذَلِكَ صَلَّى عَلَيْكُمْ هُوَ وَمَلَائِكَتُهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : هُوَ الَّذِي
يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ". كذلك من ينظر السنة النبوية يجد دعوة
النبي صلى الله عليه وسلم، إلى الإكثار من ذكر الله تعالى بالقول والفعل؛ فعَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ " أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ
الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ، قَالَ"
لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ " رواه الترمذي) أما عن حاله
صلى الله عليه وسلم في ذكر الله جل وعلا؛ فتقول أم المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها
" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى
كُلِّ أَحْيَانِهِ " .
إن الذكر هو روح العبادة ومعناها ومبناها؛ فلقد سميت الصلاة بالذكر؛ قال تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ
فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ )الجمعة9) وأمر الله تعالى بإقامتها من اجل ذكره، قال تعالى (إِنَّنِي
أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)
طه14) وغير أنها كلها ذكر لله تعالى سواء بالقلب أو الجوارح أو اللسان فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الذكر ختاما للصلاة؛ فعَنْ
كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:"مُعَقِّبَاتٌ
لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَوْ فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ: ثَلَاثٌ
وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ
تَكْبِيرَةً " رواه مسلم)أما الصيام؛ فلا شك أن أيامه كلها ذكر لله تعالى
قولا وفعلا فالصيام ذكر لله غير ما فيه من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير وقراءة للقران
وصلاة التراويح...الخ. وفي ختامه يقول الله جل وعلا (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ
اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة185) وفي الحج يقول الله
جل وعلا( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ
يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا
اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ
) (الحج27، 28)وفي ختامه قال تعالى (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا
اللَّهَ كَذِكْرِكُـمْ آبَاءَكُـمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ) البقرة200) ومن ذلك أيضا
ارتباطه الوثيق بمواسم العبادات والطاعات والأوقات التي تعظم فيها الأجور وتضاعف فيها
الحسنات؛ ففي عشر ذي الحجة؛ يقول النَّبِيِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الْعَمَلِ
فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ
وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ " رواه احمد)
ومع أن ذكر الله
جل وعلا خفيف على اللسان ، ولا يحصل به تعب الأبدان؛ إلا انه يورث يقظة القلب وحياته
وصلاحه؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي
لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ" متفقٌ عليه) فالذكر للقلبِ كالماءِ للزرعِ، لا حياة له إلا به،
فإذا كانت القلوب يقظة، مطمئنة بذكر الله صلحت، وصلحت بصلاحها الجوارح واستقامت، فقد
قال النبي صلى الله عليه وسلم" أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ
صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ
الْقَلْبُ" متفق عليه) إذن فذكر الله يورث الخوف من الله، يورث الخشية والحياء
من الله، يورث مراقبة الله في السر والعلن، ولا شك أن هذا كله باب عظيم إلى استقامة
القلب والجوارح؛ فقد قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ
* وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا
يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ
إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا
سَابِقُونَ )المؤمنون57-61) وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ
" قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
. قَالَ " لَيْسَ ذَاكَ وَلَكِنَّ الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ
أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى وَتَتَذَكَّرَ
الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ
ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ " رواه الترمذي).
لقد أثنى الله سبحانه
وتعالى في كتابه على الذاكرين، فقال(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
)آل عمران 190،191) وقال سبحانه (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا
وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )الأنفال2)
فمع انه أيسر العبادات
عملا ، إلا انه من أعظمها أجرا، وأكثرها فضلا ،وأعلاها شأنا، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
:أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى ، وَالنَّعِيمِ
الْمُقِيمِ ، فَقَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي ، وَيَصُومُونَ
كَمَا نَصُومُ ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ
، فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ
شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ ؟ وَلَا
يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ قَالُوا
: بَلَى ، يَا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ : تُسَبِّحُونَ ، وَتُكَبِّرُونَ ، وَتَحْمَدُونَ
، دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً قَالَ أَبُو صَالِحٍ : فَرَجَعَ
فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، فَقَالُوا : سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الْأَمْوَالِ بِمَا فَعَلْنَا ، فَفَعَلُوا
مِثْلَهُ ، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ذَلِكَ فَضْلُ
اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ " رواه مسلم) ويقول صلى الله عليه وسلم
"مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ
مِائَةَ مَرَّةٍ ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ
بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ ) رواه مسلم ) وعن
أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ
" ، قَالُوا : وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " الذَّاكِرُونَ
اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ " رواه مسلم)
كذلك من اجل
فضائل ذكر الله جل وعلا :
- قرب العبد من
الله جل وعلا ، وذكره سبحانه للعبد، قال تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا
لِي وَلَا تَكْفُرُونِي) البقرة152) وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى
: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي ؛ فَإِنْ ذَكَرَنِي
فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي
مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ،..." رواه مسلم )
- تفريج الكربات،
فقد قال الله جل وعلا حكاية عن سيدنا يونس وهو في بطن الحوت ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ
مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) الصافات143،
144 )
- عظم الأجر ،وتكفير
الذنوب، قال تعالى (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ
لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )الأحزاب35) وعن سعد بن أبي وقاص، انه قال: كُنَّا
عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ" أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ:
كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ،
فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ" رواه
مسلم) وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ،
وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ،
وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟
قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
"رواه ابن ماجه) ويقول صلى الله عليه وسلم " مَنْ قَالَ لا إلَهَ إِلاَّ
اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ؛ وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ، عَشْرَ مَرَّاتٍ ، كَانَ كَمَنْ أعْتَقَ أرْبَعَةَ أنْفُسٍ منْ وَلَدِ
إسْمَاعِيلَ" متفقٌ عَلَيْهِ)
- يَثْقُل به ميزان
حسنات العبد يوم القيامة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم" كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ
علَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ في المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ
اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ" متفق عليه)
- أن الله يباهى
بالذاكرين الملائكة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ مُعَاوِيَةُ
عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ ، قَالُوا : جَلَسْنَا
نَذْكُرُ اللَّهَ ، قَالَ : آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ ؟ ، قَالُوا : وَاللَّهِ
مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ ، قَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً
لَكُمْ ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : " مَا
أَجْلَسَكُمْ " ، قَالُوا : جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا
هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا ، قَالَ : " آللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ
إِلَّا ذَاكَ ؟ " ، قَالُوا : وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ ؟ قَالَ
: " أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي
جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ
" رواه مسلم)
- هو نجاة من
عذاب الله جل وعلا، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خُذُوا جُنَّتَكُمْ " ، قَالُوا
: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ ؟ ، قَالَ : " لَا ، وَلَكِنْ
جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ ، قَوْلُ سُبْحَانَ الله ، وَالْحَمْدُ للهِ ، وَلا إِلَه
إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أكْبَرُ ، فَإِنَّهُنْ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنْجِيَاتٍ
، وَمُعَقِّبَاتٍ ، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ " مستدرك الحاكم) عَنْ مُعَاذِ بْنِ
جَبَلٍ , أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: " مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ
ذِكْرِ اللَّهِ " رواه احمد) فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ
لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا
وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ ،
قَالَ : فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، قَالَ :
فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي ؟ قَالُوا
: يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ ، وَيُكَبِّرُونَكَ ، وَيَحْمَدُونَكَ ، وَيُمَجِّدُونَكَ
، قَالَ : فَيَقُولُ : هَلْ رَأَوْنِي ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : لَا وَاللَّهِ مَا
رَأَوْكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : لَوْ
رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً ، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا ، وَتَحْمِيدًا
، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا ، قَالَ : يَقُولُ : فَمَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالَ : يَسْأَلُونَكَ
الْجَنَّةَ ، قَالَ : يَقُولُ : وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : لَا ، وَاللَّهِ
يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا ، قَالَ : يَقُولُ : فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا ؟
قَالَ : يَقُولُونَ : لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا
، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا ، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً ، قَالَ : فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ
؟ قَالَ : يَقُولُونَ : مِنَ النَّارِ ، قَالَ : يَقُولُ : وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ
: يَقُولُونَ : لَا ، وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا ، قَالَ : يَقُولُ : فَكَيْفَ
لَوْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا
، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً ، قَالَ : فَيَقُولُ : فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ
لَهُمْ ، قَالَ : يَقُولُ : مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ : فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ
إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ ، قَالَ : هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ
"البخاري)
- انه غراس
الجنة: عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقِيتُ
إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي
السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ،
وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ" رواه الترمذي)وعن جابر رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:" مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ
، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ" رواه الترمذي)
- يَخْنَسُ به الشيطان،
وتَنْحَلُّ بسببه عُقَدُه: فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنهن أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ " يَعْقِدُ
الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ،
يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ
اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى
انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ
النَّفْسِ كَسْلاَنَ" متفق عليه) وعن أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: " مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ
وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ
؛ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ
عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ
حَتَّى يُمْسِيَ ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ
أَكْثَرَ مِنْهُ " متفق عليه)وعن بن عباس رضي الله عنهما " الشَّيْطَانُ
جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِذَا سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ، فَإِذَا ذَكَرَ
اللَّهُ خَنَس".
== إن العبد دائما
ما يلجأ إلى الله جل وعلا في السراء والضراء طمعا أن يكفيه هم الدنيا والآخرة، وان
يفرج ضائقته وكربته، فمن أراد إجابة الدعاء فعليه بالإكثار من ذكر الله جل وعلا؛
فهو من أسرار القبول؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَتْ أُمُّ
سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ
اللَّهِ عَلِّمْنِي كَلِمَاتٍ أَدْعُو بِهِنَّ . قَالَ : " تُسَبِّحِينَ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ عَشْرًا وَتَحْمَدِينَهُ عَشْرًا وَتُكَبِّرِينَهُ عَشْرًا ثُمَّ سَلِي
حَاجَتَكِ فَإِنَّهُ يَقُولُ : قَدْ فَعَلْتُ قَدْ فَعَلْتُ "رواه احمد) وعن
ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سئلت : بِمَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتِحُ قِيَامَ اللَّيْلِ ؟ فقالت" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ عَشْرًا ، وَيَحْمَدُ عَشْرًا ، وَيُسَبِّحُ
عَشْرًا ، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا ، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَشْرًا" رواه أبو داود والنسائي واحمد)
فأكثروا من ذكر
الله جل وعلا فهو خير ما يكنزه العبد، فعن أَبُى عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، قَالَ:
" مَرَّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي مَوْكِبِهِ وَالطَّيْرُ
تُظِلُّهُ وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَمَرَّ بِعَابِدٍ
مِنْ عُبَّادِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ: وَاللهِ يَا ابْنَ دَاوُدَ لَقَدْ آتَاكَ
اللهُ مُلْكًا عَظِيمًا فَسَمِعَ سُلَيْمَانُ كَلَامَهُ فَقَالَ: لَتَسْبِيحَةٌ فِي
صَحِيفَةٍ أَفْضَلُ مِمَّا أُوتِي ابْنُ دَاوُدَ إِنَّ مَا أُوتِي ابْنُ دَاوُدَ يَذْهَبُ
وَالتَّسْبِيحَةُ تَبْقَى " حلية الأولياء )
(فاللهم أعنا
على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)
===== كتبه =====
محمد حســـــــن داود
إمام وخطيب ومدرس
محمد حســـــــن داود
إمام وخطيب ومدرس