recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة : ركائز الأمن المجتمعي - للشيخ/ محمد حســـــن داود (21 ربيع الآخر 1444هـ - 26 نوفمبر2021م)

 

خطبة بعنــــوان:
ركائز الأمن المجتمعي
للشيخ/ محمد حســـــن داود
21 ربيع الآخر 1444هـ - 26 نوفمبر2021م


العناصــــــر:      مقدمة :
- الأمن نعمة عظيمة لها مكانتها ودرجتها.
- من ركائز ومقومات الأمن المجتمعي.
- من أثار الأمن المجتمعي على الفرد والمجتمع.

الموضوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) (قريش3، 4)،. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: ):" مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِه ،مُعَافى فِي بَدَنِهِ ،عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيا بِحَذَافِيْرِهَا" (رواه ابن ماجه)، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإن من أجلِّ النعم وأعظمها: نعمة الأمن والأمان، قال تعالى (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) (قريش3، 4)، فالأمن والأمان حاجة ومطلب الجميع، لا سعادة ولا صحة ولا نزهة ولا تقدم ولا رقى، بل ولا حياة بدونه، فالإنسان إن لم تتوفر له الطمأنينة النفسية والسكينة القلبية لا يستلذ بعيش وإن كان غنيًا، ولا يهنأ بثوب وإن كان فاخرًا، ولا يفرح بمركب ولو كان فارهًا، وقد سئلَ أحد الحكماء، ما النعيم؟ قال: الأمن، فإني رأيت الخائفَ لا عيشَ له. وسئل آخر: الأمن أفضل أم الصحة؟ قال: الأمن.

فإذا اجتمعت للإنسان كل نعم الحياة وفقد الأمن والأمان فما صار حيا. ومن تدبر القران يجد أن الأمن والأمان في الجنة من نعيمها، فقد قال تعالى في أهل الجنة (ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ) (الحجر46). وقال سبحانه (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ) (الدخان55)، وقال عز وجل (إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) (سبأ 37)، لذلك ولغيره كان طلب الأمن في البلاد والأهل والأولاد والعمل والعبادة، هو أول ما دعا به الخليل إبراهيم ( عليه السلام) قال تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ...) (126 البقرة) وقال سبحانه (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ) (إبراهيم 35) وتدبر قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِه ،مُعَافى فِي بَدَنِهِ ،عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيا بِحَذَافِيْرِهَا" (رواه ابن ماجه). ومن ذلك أن كان من دعائه صلى الله عليه وسلم، إذا رأى الهلال: "اللَّهُمَّ أَهلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ " (رواه الترمذي).

إن لتحقيق الأمن المجتمعي مقومات وعوامل وركائز، منها:

- تقوية الجانب الإيماني، فالإيمان هو نور الحياة الذي يضيء للناس طريقهم، الى الخير دافع ومن الشر مانع، ولقد بينت نصوص الكتاب والسنة أن للإيمان اثارا عظيمة وفضائل كثيرة في تحقيق السكينة, فإن شجرة الإيمان إذا ثبتت وقويت أصولها وتفرعت فروعها، وزهت أغصانها، وأينعت أفنانها عادت على صاحبها وعلى المجتمع بكل خير، فقد قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (النحل 97) وقال سبحانه ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) (الرعد28)، وقال سبحانه (وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ) (الأعراف 94) ، وقال جل  وعلا (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (الأنعام82) فهو سبب مباشر لتحقيق حياة طيبة للإنسان، وطمأنينة وسكينة في قلبه، ونجاة له من العذاب يوم القيامة، هذا من جانب، ومن جانب آخر تحقيق الأمن المجتمعي، وذلك من خلال مراقبة العبد لربه وخشيته والخوف منه، فمراقبة الله شجرة طيبة إذا نبت أصلها في القلب إمتدت فروعها الى الجوارح فأثمرت عملا صالحا وقولاً حسنا وسلوكاً قويما وفعلاً كريما وحجبت النفوس عن الشرور والمفاسد والآثام؛ أما ترى في القرآن أثر ذلك الخوف بين قلبين تملك من أحدهما وفقده الآخر؛ قال تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) (المائدة27، 28) أما ترى أثره مع الكفل من بنى اسرائيل؛ فعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ أَكَثَرَ مِنْ ذَلِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ كَانَ الْكِفْلُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَتَوَرَّعُ مِنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَارًا عَلَى أَنْ يَطَأَهَا فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنْ امْرَأَتِهِ أَرْعَدَتْ وَبَكَتْ فَقَالَ مَا يُبْكِيكِ أَأَكْرَهْتُكِ قَالَتْ لَا وَلَكِنَّهُ عَمَلٌ مَا عَمِلْتُهُ قَطُّ وَمَا حَمَلَنِي عَلَيْهِ إِلَّا الْحَاجَةُ فَقَالَ تَفْعَلِينَ أَنْتِ هَذَا وَمَا فَعَلْتِهِ اذْهَبِي فَهِيَ لَكِ وَقَالَ لَا وَاللَّهِ لَا أَعْصِي اللَّهَ بَعْدَهَا أَبَدًا فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ مَكْتُوبًا عَلَى بَابِهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِلْكِفْلِ" (رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن؛ وقد ضعفه البعض) .

- فرض العقوبات الرادعة لمن يعمل على الاخلال بالأمن والأمان، فإن الله (عز وجل) يذع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

- شكر هذه النعمة: فإن من تمام النعمة السعي إلى استمرارها واستقرارها وذلك بشكر الله تعالى عليها وعدم الإخلال بها ،فإن أمرا هذا شأنه، ونعمة هذا أثرها، لجديرة بأن نحافظ عليها وان نتوجه الى الله بالشكر عليها، فقد قال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ (إبراهيم 7)

- حسن الخلق؛ فحسن الخلق من أجل مقومات تحقيق الامن المجتمعي، ومن ذلك عدم ترويج الشائعات، وحفظ اللسان، وحفظ الامانة؛ إذ إن الأمانة هي أم الفضائل، لؤلؤة نفيسة، قال فيها النبي (صلى الله عليه وسلم) " لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ " (رواه احمد والبزار )

وإننا إذا نظرنا إلى كلمة الأمانة لوجدنا فيها معنى الأمن والأمان والاطمئنان والراحة والاستقرار، وهذا ليس كلاما بل واقعا حقيقيا، فهذه صورة عظيمة تبين مدى تحقيق الامانة للأمن المجتمعي يقول نافع: خرجت مع ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له فوضعوا سفرة فمر بهم راع فقال له عبد الله: هلم يا راعي فأصب من هذه السفرة؛ فقال : إني صائم؛ فقال له عبد الله  في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت في هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وبين الجبال ترعى هذه الغنم وأنت صائم؛ فقال الراعي : أبادر أيامي الخالية فعجب ابن عمر وقال : هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك نجتزرها ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه ونعطيك ثمنهاقال : إنها ليست لي إنها لمولاي؛ قال : فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب ...؟ !فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول فأين الله ؟ (صفة الصفوة لابن الجوزى).

ومن قصص العرب في ذلك: أن رجلاً كانت عنده فرس معروفه بأصالتها، سمع بها رجل فأراد أن يسرقها منه، واحتال لذلك بأن أظهر نفسه بمظهر المنقطع في الطريق عند مرور صاحب الفرس، فلما رآه نزل إليه وسقاه ثم حمله وأركبه فرسه، فلما تمكن منه أناخ بها جانبا وقال له: الفرس فرسي وقد نجحت خطتي وحيلتي، فقال له صاحب الفرس: لي طلب عندك، قال: وما هو؟ قال: إذا سألك أحد: كيف حصلت على الفرس؟ فلا تقل له: احتلت بحيلة كذا وكذا، ولكن قل: صاحب الفرس أهداها لي، فقال الرجل: لماذا؟! فقال صاحب الفرس: حتى لا ينقطع المعروف بين الناس، فإذا مرّ قوم برجل منقطع حقيقة يقولون: لا تساعِدوه لأن فلانًا قد ساعد فلانًا فغدر به؛ فنزل الرجل عن الفرس وسلمها لصاحبها واعتذر إليه ومضى.

ومن مقومات تحقيق الامن المجتمعي: التكافل والتراحم بين ابناء المجتمع، فيشعر كل فرد فيه بأخيه ويحمل له من الخير في قلبه ما يحمله لنفسه، فعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (رواه البخاري) وهذا مما دعانا اليه الاسلام في تواد وتراحم كالجسد الواحد يعضد بعضه بعضاً، فقد قال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة2) وقالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): "أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِناً عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِناً عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِناً عَلَى عُرْىٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ " ويقول النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ" (رواه مسلم) ويقول أيضا " أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا، ..." رواه الطبراني) وها هو صلى الله عليه وسلم يمدح الاشعريين بهذا التكافل والتراحم والمودة والتعاون، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الأَشْعَرِيين إِذَا أَرْمَلُوا في الْغَزْوِ أَو قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِم بالمَدِينَةِ؛ جَمَعُوا مَا كَانَ عِندَهُم في ثَوبٍ وَاحدٍ، ثُمَّ اقتَسَمُوهُ بَيْنَهُم في إِنَاءٍ وَاحِدٍ بالسَّويَّةِ، فَهُم مِنِّي وَأَنَا مِنهُم"  (متفقٌ عَلَيْهِ)

إن الأمن نعمة عظيمة ومنة كبيرة لها أثرها على الفرد والمجتمع؛ ففي ظل الأمن والأمان، تستقر الحياة، ويأمن الناس على حياتهم، ويستقيم معاشهم، ويأمنوا على أموالهم وأعراضهم، بالأمن يصير النوم سباتاً، والطعام هنيئاً، والشراب مريئا، في ظل الأمن يقر الساكن في بيته، ويأنس ويرتاح مع أهله وأولاده، في ظل الأمن تقام الصلوات وتؤدى الفرائض والعبادات، فهذه عبادة الحج؛ من شروط وجوبها: الأمن، فإذا وجد الإنسان نفقة الحج ولم يكن الطريق إليه آمناً فلا يجب عليه الحج، قال الله تعالى: (فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) (البقرة196 )

في ظل الأمن تتقدم وترقى و تزدهر المجتمعات ،ويقوم العامل بعمله فيزيد الإنتاج وينمو الاقتصاد ،أما ترى أن الله تعالى لما منَّ على ثمود (قوم صالح) بنعمة الأمن نهضوا بدولتهم وبنوا حضارتهم، قال تعالى: (وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ ) (الحجر 82) فلو انعدم الأمن ما استطاعوا أن ينحتوا بيوتاً من الخشب فضلا عن الجبال . كما  أن الله تعالى لما منَّ على سبأ حيثُ أسكنهم الديار الأمنة، تمكنوا من بناء حضارتهم، وتشييد مملكتهم، قال تعالى (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا آمِنِينَ) (سبأ18).

اللهم أدم على مصرنا الحبيبة نعمة الأمن والأمان
وأحفظها وجيشها من كل مكروه وسوء

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
ماجستير في الدراسات الإسلامية

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent