recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة: الــــــزارع المجـــــد - للشيخ / محمد حســــن داود (19 شوال 1443هـ - 20 مايو 2022م)

 

خطبة بعنــــوان:
الــــــزارع المجـــــد
للشيخ / محمد حســــن داود
19 شوال 1443هـ - 20 مايو 2022م


العناصــــــر:      مقدمة :
- الزراعة ومكانتها وأهميتها.
- الزراعة في حياة الانبياء والصحابة.
- فضل الزراعة.
- من صور الجد في الزراعة.

الموضوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)( الأنعام141)،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ"(متفق عليه). اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

فمن نعم الله (سبحانه وتعالى) على عباده أن جعل هذه الأرض فراشا، ومهدها أحسن مهاد، قال عز وجل: ﴿‌وَالْأَرْضَ ‌فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ﴾(الذاريات 48)، جعلها سبحانه وتعالى قرارا، وأرسل السماء عليها مدرارا، وأجرى في مناكبها عيونا وانهارا، فأنبتت زروعا وثمارا قال سبحانه (أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا) (النمل 61) وقال عز وجل ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا) (فاطر 27) وقال جل وعلا:(وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأنعام141)، ولا يمكن للإنسان الذي شرفه الله باستخلافه في الأرض، وحمّله مسئولية عمارتها أن يؤدي حق هذه المسئولية إلا بالغرس والزراعة بكل جد ونشاط.

ومن ينظر القرآن الكريم، يجد ما يبين مدى حرص الإسلام على الحث على الزراعة بكل جد، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ ‌الْأَرْضُ ‌الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) (يس 33-35) وقوله تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ ‌إِلَى ‌طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ (عبس24– 32) وكان من تكريم الله (سبحانه) للزرع، أن جاء في القرآن ذكره واقيا لنبي الله يونس (عليه السلام)، قال تعالى: (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ) (الصافات 145- 146)

كذلك من تكريم الله (عز وجل) له، أنه من نعيم الجنة قال تعالى: (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مّخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مّنضُودٍ * وَظِلّ مّمْدُودٍ * وَمَآءٍ مّسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لاّ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ مَمْنُوعَةٍ) (الواقعة 27- 33)، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنَّ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (وَظِلٍّ مَمْدُود)".

ومن عظيم أمر الزرع أنه يُذكِّر دائما بقدرة الله (سبحانه وتعالى) فإن نظرت في الزروع لوجدت أن من الأشجار الكبيرة، ما كان أصلها بذرة صغيرة، ومن الزروع الصغيرة، ما كان أصلها بذرة كبيرة، فسبحان من أنبت من البذرة الصغيرة شجرة كبيرة، وأنبت من البذرة الكبيرة شجرة صغيرة، وتأمل إذا نصبت خيمة لتستظل بها كيف تشدها بالأوتاد من كل الجوانب حتى لا تسقط ولا تميد، فهكذا تجد الشجر له عروق ممتدة في الأرض منتشرة إلى كل الجوانب لتقيمه، ويقال أنه ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً على وجود الله (عز وجل) ففكر لحظة، ثم قال لهم : الدليل هو ورقة التوت. فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا: كيف تكون ورقة التوت دليلاً على وجود الله؟! فقال الإمام الشافعي: ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا، وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك ذا الرائحة الطيبة، فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! .

ومن عظيم أمره أنه يجدد التوكل على الله في قلب العبد، ويؤكد على أمر الأخذ بالأسباب، فالعبد يعلم جيدا أن هذه البذور لن تنبت إلا بأمر الله (سبحانه)، لذا فهو متوكل عليه، وقد قال تعالى (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، كما يعلم أن الله (جل وعلا) قد جعل إلقاء البذرة في الأرض ورعايتها سببا لخروج الزرع وجني ثماره، وما أعظم قول عمر بن الخطاب، لأولئك الحجّاج حينما عبّروا عن أنفسِهم بالمتوكّلين، إذ قال لهم: "إنما المتوكل الذي يلقي حبة في الأرض، ويتوكل على الله".

إن الناظر في سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) يجد ما يدل على حرصه على العمل بالزراعة بكل جد، إذ يقول: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ " كذلك يجد ما يبين أجر الزارع ومكانته، ومن ذلك: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ" (متفق عليه)، وعنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلَّا كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَلَا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ (أي لا ينقصه ويأخذ منه) إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ" (رواه مسلم)، ليس ذلك وفقط بل يجري عليه أجر زرعه ما أكل الناس منه، وإن مات، فعَن أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم): "سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ، وهُو فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ" (مسند البزار) ويقول النووي: "اختلف في أطيب الكسب فقيل، التجارة، وقيل: الصناعة باليد، وقيل: الزراعة وهو الصحيح".

إن الاهتمام بالزراعة مظهر حضاري يدل على فهم المجتمع لسنة الله في خلقه، ومدى صعوده في سلم الحضارة الإنسانية، فكم تغنَّى الشعراء بالأشجار وكتب فيها الأدباء، ولقد رأينا الناس في كل العهود يعتنون بالزراعة، فها هم الأنبياء، ومنهم آدم، وإبراهيم، ولوط (عليهم السلام) كانوا في الزراعة، كما كان الصحابة (رضي الله عنهم) يعلمون قدر الزراعة ويعرفون مكانتها، حتى كانوا سابقينَ في أمرِها، فكانَ سيدُنَا طلحةُ بنُ عبيدِ اللهِ (رضي اللهُ عنه) أوَّلَ مِن أدخلَ زراعةَ القمحِ للمدينةِ، وكان يزرعُ على عشرين ناضحًا، وينتجُ ما يكفِي أهلهُ بالمدينةِ سنتَهُم" كما يقول ابن حزم: "لم تزلْ الأنصارُ كلُّهُم، وكلُّ مِن قسَّمَ لهُ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) أرضًا مِن فتوحِ بنِي قريظةَ، ومَن أقطعَهُ أرضًا مِن المهاجرين يزرعون ويغرسون بحضرتِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم". ولقد روى الإمام أحمد وغيره أن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) أسلم وهو رقيق، فشارط سيده على أن يغرس له خمسمائة نخلة، فإذا عاشت فهو حر، فلما استشار النبي (صلى الله عليه وسلم) وافقه على ذلك، وأمره أن يهيئ الغراس، ويحفر لها الحفر اللازمة، فإذا تم ذلك أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ليغرسها بيده، وهكذا كان، وعاشت النخلات، وعتق سلمان (رضي الله عنه)، وانضم إلى الصحابة الكرام، وكانت البداية غرس النخلات.

ولقد أخبر النبي (صلّى اللهُ عليه وسلّم) عن رجل من أهل الجنة ونعيمها، أحب الزراعة، يطلب من الله (سبحانه وتعالى) أن يزرع في أرض الجنة، فعن أبي هريرةَ (رضى اللهُ عنه )قال: إنَّ النَّبيَّ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) كانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ - وعِنْدَهُ رَجُلٌ مِن أهْلِ البَادِيَةِ-: أنَّ رَجُلًا مِن أهْلِ الجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ في الزَّرْعِ، فَقَالَ له: ألَسْتَ فِيما شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، ولَكِنِّي أُحِبُّ أنْ أزْرَعَ، قَالَ: فَبَذَرَ، فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ واسْتِوَاؤُهُ واسْتِحْصَادُهُ، فَكانَ أمْثَالَ الجِبَالِ، فيَقولُ اللَّهُ: دُونَكَ يا ابْنَ آدَمَ؛ فإنَّه لا يُشْبِعُكَ شَيءٌ. فَقَالَ الأعْرَابِيُّ: واللَّهِ لا تَجِدُهُ إلَّا قُرَشِيًّا أوْ أنْصَارِيًّا؛ فإنَّهُمْ أصْحَابُ زَرْعٍ، وأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بأَصْحَابِ زَرْعٍ. فَضَحِكَ النَّبيُّ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) (رواه البخاري).

وقد وردَ "أنَّ كسرى خرجَ يومًا يتصيدُ فوجدَ شيخًا كبيرًا يغرسُ شجرَ الزيتونِ، فوقفَ عليهِ وقالَ لهُ: يا هذا أنت شيخٌ هرمٌ والزيتونُ لا يثمرُ إلا بعدَ كذا سنةً، فلِمَ تغرسهُ فقال: أيُّها الملكُ زرعَ لنَا مَن قبلَنَا فأكلنَا، فنحنُ نزرعُ لمَن بعدنَا فيأكل".

إن الزارع المجد وطني مخلص، تحمله وطنيته على أداء دوره في مقاومة محاولات التجريف والتبوير للأراضِي الزراعيةِ والبناءِ عليهَا، حيث أن هذا التجريف والتبوير لا شك أكثر اسباب نقصِ المحاصيلِ،، مما يدفع إلى زيادةِ الاستيرادِ، وفي هذا عبئا على الدولةِ، وهذا ضرر منهي عنهُ، إذ يقول النبي (صلَّی اللهُ عليه وسلم): "لا ضررَ ولا ضرار".

كمَا أنَّ الزارعَ المجدَّ ينطلق مِن وطنيتِهِ في تسويقِ محصولِه بعدَ حصاده بلا تأخير، ولا حبس، ولا احتکارٍ، فالزارع الوطني التقي، يراقب الله (تعالى) يحب الغيره كما يحب لنفسه، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) " لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (رواه البخاري) لا يعرف استغلال الأزمات أو المتاجرة بمعاناة الناس، أوالاحتكار والتضييق على الناس في طعامهم، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) "مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ، وَبَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ". وعَنْ عُمَر بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ وَالْإِفْلَاسِ"(رواه بن ماجه )، ويقول: "لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ" (رواه مسلم) ولا تستهين بهذا اللفظ، فالله (عز وجل) قد وصف به أصحاب النار(أعاذنا الله جميعا من النار).

كما أن الزارع المجد يؤدي زكاة الزروع والثمار بلا تسويف في إخراجها، فقد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ )(البقرة 267) وقال سبحانه (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ)( الأنعام141)، ولقد مدح الله (سبحانه وتعالى) من يخرج زكاة أمواله في غير موضع من القرآن، ومن ذلك: قوله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ) (المؤمنون1-4) وقوله تعالى في صفات المتقين ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ ( الذاريات 19) وفي التحذير من إمساكها وعدم إخراجها يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلَا "( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ  سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (آل عمران180).

اللهم احفظ مصر من كل مكروه وسوء

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
ماجستير في الدراسات الإسلامية

 لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا  

google-playkhamsatmostaqltradent