recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة: دروس من الهجرة النبوية - للشيخ / محمد حســــن داود (7 محرم 1444هـ - 5 أغسطس 2022م)

 

خطبة بعنــــوان:
دروس من الهجرة النبوية
للشيخ / محمد حســــن داود
7 محرم 1444هـ  - 5 أغسطس 2022م

العناصـــــر :    مقدمة.
- من دروس الهجرة النبوية.
- مفهوم الهجرة الذي نحتاج إلى تحقيقه.

الموضــــــوع:

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا) (التوبة40)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ" (رواه البخاري). اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

فإن الهجرة من مكة إلى المدينة قد انتهت بفتح مكة؛ فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ". إلا أن معاني الهجرة ستبقي متجددة، وستظل دروسها خالدة بقاء الدهر؛ فالذي أذن بها ويسر السبل لها هو المولى (جل وعلا)؛ والذي كان قائدا لهذا الحدث: النبي (صلى الله عليه وسلم)، والذي شارك فيه من امتدحهم القرآن الكريم؛ فقال تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة100). فالمتأمل في أحداث الهجرة النبوية يرى في طياتها دروسا جليلة، ومعان سديدة، وإن من أهمها:

- تجلي مدى أمانة النبي (صلى الله عليه وسلم): حيث كان المشركون يودعونه الغالي والنفيس من أموالهم، لعلمهم بمدى صدقه وأمانته، فقد كانوا يلقبونه بينهم بـ "الصادق الأمين" ولعلكم تعلمون قصة وضع الحجر الأسود، إذ تنازعت القبائل أيّها يضعه موضعه، حتّى كادوا يقتتلون، ثمّ اتّفقوا على أن يحكّموا أوّل داخل عليهم، ولما كان صلى الله عليه وسلم هو أوّل داخل، كان قولهم: هذا محمّد، هذا الصّادق الأمين، رضينا به، ثم حكّموه بينهم"

وها هو صلى الله عليه وسلم، كما عرفوه صادقا أمينا؛ حتى مع من كذّبوه وآذوه وتآمروا على قتله كان حريصا على أن يبقي عليا (رضي الله عنه) ليعيد إليهم أماناتهم، وكيف لا؟ وهو القائل: "أدِّ الأمانةَ إلى مَنِ ائتَمَنَك، ولا تَخُنْ مَن خانَك".

- معية الله (سبحانه وتعالى) لنبيه (صلى الله عليه وسلم) وتتجلى هذه المعية والعناية الربانية في كثير من مواضع الهجرة النبوية، ومن ذلك:

ما ورد من خبر سراقة بن مالك؛ إذ يقول أبو بكر (رضي الله عنه) "فَارْتَحَلْنَا بَعْدَمَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: وَنَحْنُ فِي جَلَدٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أُتِينَا، فَقَالَ: "لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا" فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَارْتَطَمَتْ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا، أُرَى فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ، فَادْعُوَا لِي، فَاللهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ فَدَعَا اللهَ، فَنَجَا، فَرَجَعَ لَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا قَالَ: قَدْ كَفَيْتُكُمْ مَا هَاهُنَا، فَلَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَدَّهُ" (رواه مسلم).

وعندما سكن النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه الغار، وجَدَّ المشركون في طلبهما، وتعقّبوا كل مكان يمكن أن يختبئا فيه، ووصلوا إلى باب الغار، اشتد الأمر على أبي بكر، فعاجله النبي (صلى الله عليه وسلم) بأن عناية الله تحوطهما، قال تعالى: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا) (التوبة40)، وفي هذا يقول أبو بكر الصديق (رضي الله عنه): نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا" (رواه مسلم).

ومع هذه العناية والمعية الربانية: إلا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يدع الأخذ بالأسباب قط في أمر من أمور حياته على وجه العموم، ولا في أمر الهجرة على وجه الخصوص، فمن أخذه بالأسباب في غزوة بدر: أن جعل الشمس خلفه حتى إن طلعت تتجه إلى عيون المشركين. وفي أحد: لبس درعين.

 وفي أمر الهجرة تراه يذهب إلى أبي بكر ليكلمه في الأمر في وقت شديد الحر، حين يستريح الناس في بيوتهم حتى لا يراه أحد، كما جهز الوسائل الضرورية للسفر قبل الموعد بزمن كاف، لتفادي الارتباك الذي ربما يحدث لحظة الهجرة، كما حرص صلى الله عليه وسلم على توزيع الأدوار والاختصاصات وتوفير الأدوات، فكان أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) يرافقه ويعاونه ويساعده، وهذا عبد الله بن أبي بكر، ينقل أخبار قريش إلى النبي وصاحبه، وهذه أسماء بنت أبى بكر تحمل الغذاء إلى النبي وصاحبه، وتكليف الراعي عامر بن فهيرة أن يسلك بقطيعه طريق الغار، ليزيل آثار الأقدام المؤدية إليه، ثم يسقي النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه من لبن غنمه. كما استعان صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أريقط الليثي؛ ليدله على أفضل الطرق الخفية إلى المدينة باعتباره خبيرا ماهرا في الطرق، غير أنه يتحلى بالرجولة فلا تضعف نفسه أمام مكافآت ترصدها قريش.

ومما يجدر بنا التنبيه إليه: أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله، بل إن الأخذ بالأسباب هو عماد التوكل على الله، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة له، والتوكل بالقلب عليه إيمان به، قال سهل بن عبد الله ألتستري" من طعن في الحركة (يعني الأخذ بالأسباب) فقد طعن في السنة، ومن طعن في التوكل، فقد طعن في الإيمان، فالتوكل حال النبي (صلى الله عليه وسلم) والكسب سنته، فمن عمل على حاله، فلا يتركن سنته". ولقد جاء رجل فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ (يعنى ناقته) وكأنه كان يفهم أن الأخذ بالأسباب ينافي التوكل على الله، فوجهه النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى أن مباشرة الأسباب أمر مطلوب ولا ينافي بحال من الأحوال التوكل على الله (سبحانه وتعالى) فقال له: "اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ". حتى في أقل الأمور يجدر بالعبد أن يأخذ بالأسباب.

- مدى حب الصحابة للنبي (والصحبة الطيبة): ويتجلّى هذا الأمر في أبهى صورِه مع أبي بكر الصديق، فلما وافقه النبي (صلى الله عليه وسلم) على الصحبة، إذ به يفرح فرحا شديدا، تقول أم المؤمنين عائشة: "فو الله مَا شَعُرْتُ قَطُّ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَحَدًا يَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَبْكِي يَوْمئِذٍ". وعندما خرجا معا، كان أبو بكر يتقدّم النبِي (صلى الله عليه وسلَّم) في الطريق وفي ترصد الأمكنة؛ حتَّى لا يصيبه أذًى، كما قال عمر بن الخطاب: "فَجَعَلَ يَمْشِي سَاعَةً بَيْنَ يَدَيْهِ، وَسَاعَةً خَلْفَهُ حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا لَكَ تَمْشِي سَاعَةً بَيْنَ يَدَيْ وَسَاعَةً خَلْفِي؟" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَذَكُرُ الطَّلَبَ فَأَمْشِي خَلْفَكَ، ثُمَّ أَذَكَرُ الرَّصْدَ، فَأَمْشِي بَيْنَ يَدَيْكَ، فَقَالَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ، لَوْ كَانَ شَيْءٌ أَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ بِكَ دُونِي؟" قَالَ: نَعَمْ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا كَانَتْ لِتَكُونَ مِنْ مُلِمَّةٍ إِلَّا أَنْ تَكُونَ بِي دُونَكَ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الْغَارِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَكَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَتَّى أَسْتَبْرِئَ لَكَ الْغَارَ، فَدَخَلَ وَاسْتَبْرَأَهُ " (رواه الحاكم في المستدرك)

- الاهتمام بعوامل البناء (والعلاقة الوثيقة بين العمل والعبادة) : إذ يتمثل ذلك في بناء المسجد وإقامة السوق، ففي أمر المسجد توثيق الصلة بالله (عز وجل)؛ فحسن صلة العبد بمولاه تمنعه الرزائل وتحثه على الفضائل، فهي طاعات وعبادات وقربات، بعد عن السيئات والذنوب والآثام، يقظة للضمير، أخلاق حسنة، معاملة طيبة، وسطية وبعد عن الغلو والتشدد؛ ولا شك أن لكل ذلك أثره على المجتمع، غير أن فيها عون وتوفيق للعبد ولقد قال الله (جل وعلا ): (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) (طه123)

على الجانب الآخر تجد اهتمام النبي (صلى الله عليه وسلم) بإقامة السوق؛ فعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنْ يَجْعَلَ لِلْمَدِينَةِ سُوقًا أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ جَاءَ سُوقَ الْمَدِينَةِ فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: هَذَا سُوقُكُمْ، فَلَا يُضَيَّقُ". وذلك لمكانة الاقتصاد في البناء والتقدم والرقي؛ إذ إن العمل والذي منه التجارة، أهم أسباب قوة الاقتصاد التي هي عماد أول من أعمدة البناء وعامل أول من عوامل القوة.

فالعبادة تشمل في معناها: إعلاء شأن الأخلاق الطيبة الكريمة والبعد عن المنكرات، والسوق يشمل في معناه زيادة القوة الاقتصادية.

وبجانب كونهما أمران لهما أهمية كبيرة في المجتمعات، فإن حرص النبي (صلى الله عليه وسلم) عليهما: يشير إشارة واضحة إلى أن الاسلام دين الوسطية والاعتدال، إذ يدعونا إلى التوزان بين العمل والعبادة، بين ما ينفع الناس في معاشهم ومعادهم، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (الجمعة 9، 10) فكان سيدنا عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ (رضي الله عنه) إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَجَبْتُ دَعْوَتَكَ وَصَلَّيْتُ فَرِيضَتَكَ، وَانْتَشَرْتُ كَمَا أَمَرْتَنِي، فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ".

- وثيقة المدينة: إذ تراه صلى الله عليه وسلم يبرم وثيقة المدينة مع جميع الطوائف التي كانت تسكن المدينة؛ إقرار للحقوق والواجبات، إقرار لحرية المعتقد وحرمة دور العبادة للجميع دون تمييز، كما تضمنت تحالف الجميع للعمل من أجل الوطن والدفاع عنه والحفاظ على أمنه واستقراره.

- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: ولعل ذلك كان سبيلا إلى الوحدة والتماسك والترابط، وما أعظم أثر التماسك والترابط  في بناء المجتمع؛ فليست ثمة قضية أجمع عليها العقلاء قديما وحديثا مثلما أجمعوا على عظم شأن التماسك والوحدة وخطر التفرق، وأن الوحدة قوة تتضاءل إلى جانبها كل القوى المتفرقة، ومن ذلك أكد الإسلام على أهمية الوحدة، قال تعالى (وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام 153).

كما أن في هذه المؤاخاة تكافل؛ والتكافل قيمة عظيمة، تتضمن تقديم يد الخير والعون على اختلاف صنوفه وألوانه، ولقد قال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة ٢).

ستبقى معاني الهجرة متجددة، وستظل دروسها خالدة، وإن مفهوم الهجرة التي نحتاج إلى تحقيقه في كل زمان، ليشمل هجرة المعاصي والذنوب، هجرة الخطايا والآثام، إذ يقول صلى  الله عليه وسلم "وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ" وفي رواية: "وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ"، كما يشمل: هجرة الأفكار المغلوطة، هجرة المنكرات، هجرة الكسل، هجرة الرذائل، هجرة الى كريم الأخلاق.

فما أحوجنا أن نعيش بالقلب والجوارح الدروس والعبر من سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فنأخذ من مشكاته، ونقتدي به في سيرته وسريرته، وفي سائر أحواله، حتى تستقيم دنيانا وآخرتنا.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
واحفظ مصر من كل مكروه وسوء

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent