recent
آخر المشاركات

خطبة بعنـوان: الوطنية بين الحقيقة والادعاء - للشيخ/ محمد حســــن داود (5 رجب 1444هـ - 27 يناير 2023م)

 

خطبة بعنـوان:
الوطنية بين الحقيقة والادعاء
للشيخ/ محمد حســــن داود
(5 رجب 1444هـ - 27 يناير 2023م)



 

العناصــــــر:      مقدمة :

-  حب الوطن ومكانته في الإسلام.
- من سمات الشخصية الوطنية.
- دعوة إلى تحقيق معاني الوطنية الحقيقية.

 

الموضوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) (آل عمران103)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

فإن الناظر في سيرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجد أسمى الأمثلة لحب الوطن، وترجمتها في الواقع عملا وبناء، حماية ودفاعا وتضحية، فلقد وجه المصطفى (صلى الله عليه وسلم) إلى إجادة الانتماء للوطن، وحسن الولاء والانتماء له، وإخلاص الوفاء له، داعيا إلى ترجمة هذا الحب إلي عمل وجد من أجل الوطن، وحفاظ عليه، ودفاع عنه؛ إذ يلقى درسا بليغا يقرع كل الآذان، ويتردد صداه في كل زمان ومكان, وذلك عندما خرج مهاجرا، ووصل أطراف مكة، التفت إليها، وقال: "وَاللهِ إِنَّي أَعْلَمُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبَّهَا إِلَى اللهِ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُوُنِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ" وفي رِوَاية "مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِليَّ، وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُوُنِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ". وفي المدينة يتوجه إلى الله داعيا أن يحببها إليهم كما حبب إليهم مكة، كما في (صحيح البخاري) عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا)، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ، كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ، أَوْ أَشَدَّ".

 فلقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعيش هذا الحب والانتماء الوطني بكل وجدانه وجوارحه؛ فعن أَنَس بْن مَالِكٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)، أنه قَالَ" كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَأَبْصَرَ دَرَجَاتِ المَدِينَةِ أَوْضَعَ نَاقَتَهُ - أَيْ أَسْرَعَ بِهَا - وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً حَرَّكَهَا ".

- ومن ثم، فالوطنية ليست كلمات، وإنما هي واجبات، تضحيات، فنعمة الوطن نعمة عظيمة، لا تقدر بالأموال، ولا تساوم بالأرواح، بل تبذل الأموال لأجلها وترخص الأرواح في سبيل حمايتها، ولقد الله (تعالى): (إنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة 11)،ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ "(رواه الترمذي وصححه).

ولقد بشر النبي (صلى الله عليه وسلم) حراس الوطن بالفضل العظيم والأجر الكبير، فقال صلى الله عليه وسلم: "عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ"، وقال أيضا: "أَلا أُنَبِّئُكُمْ بليلةٍ أفضلَ من ليلةِ القدرِ؟ حارِسُ الحَرَسِ في أرضِ خَوْفٍ لعلَّهُ ألَّا يرجعَ إلى أهلِهِ".

- كذلك من سمات الشخصية الوطنية: العمل وإتقانه، فلا شك أن القوة الاقتصادية ضرورية في تقدم الأوطان، وهى عماد أول من أعمدة البناء، وعامل أول من عوامل القوة، ولن يقوى الاقتصاد في أمة إلا بالعمل والإنتاج، ولذا أمرنا الإسلام أن نبذل الجهد، وأن نستفرغ الوسع والطاقات والمواهب في العمل والإنتاج حتى في أشد الظروف؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، قَالَ "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا " (الأدب المفرد للبخاري) ولو نظرت في كتاب الله (سبحانه وتعالى) لوجدت أن الله (جل وعلا) حث على العمل بعد الأمر بالصلاة، ولعل في ذلك إشارة قوية لأهمية ومكانة العمل، قال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (الجمعة 10)، فكان سيدنا عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ (رضي الله عنه) إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَجَبْتُ دَعْوَتَكَ وَصَلَّيْتُ فَرِيضَتَكَ، وَانْتَشَرْتُ كَمَا أَمَرْتَنِي، فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ".

وإذا كان العمل من أعظم أسباب التقدم؛ فإن ذلك لن يتحقق إلا بإتقانه، ولقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم)" إِنَّ اللهَ (عز وجل) يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ ". وفي رواية : "إن الله تعالى يُحب من العامل إذا عمل العمل أن يُحسن " (رواه البيهقي).

- ومن الوطنية: التكافل والتراحم؛ فمما لا شك فيه أن التكافل بين أبناء المجتمع من مقومات البناء، وزرع المحبة والمودة في القلوب، ولقد قال الله (تعالى): (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة ٢) ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى".  وعن أَبي سعيدٍ الخُدريِّ (رضي الله عنه) قَالَ: بينَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) إِذ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَال رسولُ اللَّه (صلى الله عليه وسلم):" مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَن كانَ لَهُ فَضْلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لا زَادَ لَهُ، فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ المَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لا حَقَّ لأحدٍ مِنَّا في فَضْلٍ" (رواه مسلم) وتدبر كيف كان هذا التكافل سببا في أن يمدح النبي (صلى الله عليه وسلم) الأشعريين: إذ يقول: "إنَّ الأشْعَرِيِّينَ إذا أرْمَلُوا في الغَزْوِ، أوْ قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدِينَةِ، جَمَعُوا ما كانَ عِنْدَهُمْ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بيْنَهُمْ في إناءٍ واحِدٍ، بالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وأنا منهمْ" (رواه مسلم) ولهذا الأجر والفضل كان الصحابة (رضي الله عنهم) ومن بعدهم من السلف الصالح على مثل هذا، فقد ذكر الحسن البصري (رحمه الله)" أنه أدرك أقواماً يتصدَّقون بنصف أقواتهم الضرورية على مَنْ هم أقلُّ حاجة منهم".

لقد بين القرآن الكريم والسنة النبوية أن للتكافل والصدقات الكثير من الأثار الطيبة، والفضائل الكريمة، ففيها دواء للأمراض القلبية، كما في قوله صلى الله عليه وسلم، لمن جاء يشكو إليه قسوة قلبه: "أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ وَتُدْرِكَ حَاجَتَكَ" قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "ارْحَمِ الْيَتِيمَ وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ يَلِنْ قَلْبُكَ وَتُدْرِكْ حَاجَتَكَ"، بل ودواء الأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ"، وفيها نماء للحسنات والدرجات فقد قال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة245)، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) "مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ, وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ" (رواه البخاري) وكفارة للسيئات، قال تعالى (ِإِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة271) ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) "والصَّدقةُ تُطْفِئُ الخطيئةَ كما يُطْفِئُ الماءُ النَّارَ". وكل متصدق في ظل صدقته يوم القيامة، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ" (رواه ابن حبان)،

- كذلك من الوطنية: حسن الخلق، وجمال السلوك، فالسلوك الحسنة من شأنها أن تبني مجتمعًا محصنًا لا تنال منه عوامل التردي، وما أجمل قول أمير الشعراء :

إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

غير أنه ما من شيء أثقل في ميزان العبد من حسن أخلاقه ورقى سلوكه، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ " (رواه الترمذي)

فالأخلاق الحسنة هي شِعار المؤمنين، وحِليَة المحسِنين، وسببٌ لطيب الحياة والفوز والفَلاح والسعادة وعلو الدرجات في الدارَيْن، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ" . وقال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ يَحْسُنُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ الْجَنَّةَ، وَيَسُوءُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ سُوءُ خُلُقِهِ النَّارَ"( شعب الإيمان للبيهقي). وإذا سألت من أقرب الناس مجلسا من الرسول (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة لوجدت أن منهم أحسن الناس أخلاقا، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا" (رواه الترمذي) .

وكما ان للأخلاق الحميدة والسلوك الحسنة الأثر الطيب على العبد فان لسوء السلوك أثره السيئ على العبد فلقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) "وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ يُفْسِدُ الْعَمَلَ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ". فما أحوجنا أن نتمسك بوصية النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ يقول: "اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".

 وحرى بنا في هذا المقام أن نُذِكِّر أن الأخلاق الطيبة لا تشمل ترويج الشائعات والأراجيف والأباطيل فقد قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النور19) بل إن الواجب مناهضة هذه الشائعات وعدم ترويجها؛ فليكن منهج كل واحد منا عند الحديث قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ". وليكن منهج كل واحد منا في سمعه قول الله (عز وجل): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)(الحجرات6)

- كذلك من سمات الشخصية الوطنية: الوفاء للوطن وخدمته، ويظهر ذلك في احترام أنظمته وقوانينه، كما يظهر في التشبث بكل ما يؤدي إلى وحدته وقوته، فقد قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران103) كما يظهر في الاهتمام بنظافته وجماله، وفي المحافظة على أمواله وثرواته، فالمال العام أشد حرمة من المال الخاص وذلك لكثرة الحقوق المتعلقة به، وتعدد الذمم المالكة له، كما يظهر في نشر الخير والقيم والأخلاق الفاضلة، ونشر روح المحبة والأخوة بين أبنائه، والتنافس في خدمته كل حسب طاقاته وقدراته، والمحافظة على أمنه واستقراره، كما يظهر في أن يكون كل منا قدوة للأبناء والأجيال في حب الوطن وخدمته والحفاظ عليه والدفاع عنه والوفاء له.

نسألك اللهم أن تحفظ مصر من كل مكروه وسوء
وأن تجعلها سخاء رخاء أمنا أمانا يا رب العالمين

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا

 

google-playkhamsatmostaqltradent