إتقان العمل
قصص ومواقف
جمع وترتيب
الشيخ محمد حســـن داود
1) راعي الغنم
===================
(2) قصة المقاول
حكي أن مقاولا معماريا يعمل في شركة عقارية كبيرة، وكان هذا المقاول متميزا بإتقانه في عمله، فلما تقدم به العمر رغب في التقاعد، فتقدم بطلب التقاعد، فحاول صاحب الشركة أن يثنيه عن هذا القرار، وأكثر له من المغريات ، إلا أن المقاول كان قد أنهى القرار، فوافق صاحب الشركة على طلبه شرط أن يقوم هذا المقاول ببناء منزل أخير، فيختم به سجل عمله الحافل، فوافق المقاول على هذا الشرط ولكن على مضض بعد أن أصر صاحب الشركة على هذا الأمر. ولأن المقاول كان يعلم بأن هذا البيت هو آخر بيت يبنيه؛ ولأنه لا يعتبر هذا البيت إلا رقما صغيرا في عدد البيوت التي بناها، فقد تساهل في العمل ولم يتقنه، وأسرع في إنجاز مهمته على حساب الجودة والإتقان، وعندما انتهى المقاول من البناء أسرع إلى صاحب الشركة ليخبره بأنه أنجز ما عليه من مهمة وليسلمه مفتاح البيت، ولكن صاحب الشركة فاجأه بابتسامة، وقال له: اسمح لي أن أقدم لك هذا البيت هدية مني مقابل إخلاصك وتفانيك في السنوات الماضية، ولقد كان إصراري على أن تقوم أنت ببناء هذا البيت لما رأيته منك من إتقان للعمل!!. العمل.
==================
(3) قصة صاحب البقالة وصانع الزبدة
كان هناك رجل وزوجته فقيران، وكانت الزوجة تصنع الزبدة على شكل كرة وزنها كيلو ثم يأخذها الزوج ويبيعها لأحد أصحاب محلات البقالة، ويشتري بثمنها حاجات البيت... وفي أحد الايام شك صاحب المحل بالوزن .. فقام بوزن كل كرة من كرات الزبده فوجدها تسعمائة جرام.
فغضب من الفقير، وعندما حضر الفقير في اليوم الثاني قابله بغضب وقال له: لن أشتري منك، فسأله الفقير عن السبب .
فقال تبيعني الزبدة على أنها كيلو، وفي الحقيقة هي أقل
حينها حزن الفقير ونكس رأسه ثم قال: نحن يا سيدي لا نملك ميزان ولكني أشتريت منك كيلو من السكر وجعلته لي مثقال كي أزن به الزبدة ... ! فتدبر ايها التاجر واصلح مكيالك يصلح الله لك عملك.
===================
(4) الوزراء الثلاثة
في يوم من الأيام استدعى الملك وزراءه الثلاثة، وطلب من كل وزير أن يأخذ كيساً ويذهب إلى بستان القصر ويملأ هذا الكيس له من مختلف طيبات الثمار والزروع، وطلب منهم أن لا يستعينوا بأحدٍ في هذه المهمة وأن لا يسندوها إلى أحد آخر.
فاستغرب الوزراء من طلب الملك وأخذ كل واحد منهم كيسه وانطلق إلى البستان؛ فحرص الأول على أن يُرضِيَ الملك فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخيّر الطيّب والجيّد من الثمار حتى ملأ الكيس.
أما الثاني فقد كان مقتنعاً بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنه لن يتفحص الثمار، فقام بجمع الثمار بكسل وإهمال فلم يتحرَّ الطيّب من الفاسد حتى ملأ الكيس بالثمار كيفما اتفق.
أما الثالث فلم يعتقد أن الملك سوف يهتم بمحتوى الكيس أصلاً، فملأ الكيس بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار.
وفي اليوم التالي، أمر الملك أن يُؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها، فلما اجتمعوا بالملك أمر الملك الجنود بأن يأخذوهم ويسجنوهم كل واحد منهم على حده مع الكيس الذي معه لمدة ثلاثة أشهر في سجن بعيد لا يصل إليهم فيه أحد كان، وأن يمنع عنهم الأكل والشراب.
فالوزير الأول بقي يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى انقضت الأشهر الثلاثة، والوزير الثاني عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمداً على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها؛ أما الثالث فمات جوعاً قبل أن ينقضي الشهر الأول.
================
(5) الشاب المتقن في عمله
دخل شاب إلى محل هاتف وبدأ باتصال هاتفي. انتبه صاحب المحل إلى هذا الشاب، وسمع المكالمة الآتية: قال الفتى للطرف الآخر: سيدتي، هل يمكنني العمل لديكِ في تهذيب عشب حديقتك؟ أجابت السيّدة عبر الهاتف: لديّ من يقوم بهذا العمل. قال الفتى: سأقوم بالعمل بنصف الأجرة التي يأخذها هذا الشخص. قالت: أنا راضية بعمل ذلك الشخص ولا أريد استبداله. فألح الفتى وقال: سأنظف أيضا ممر المشاة والرصيف أمام منزلك، وستكون حديقتك أجمل حديقة في البلد. ومرة أخرى أجابته السيدة بالنفي، فتبسّم الفتى وأقفل الهاتف. تقدم صاحب المحل إلى الفتى وقال له: لقد أعجبتني همتك العالية، وأحترم هذه المعنويات الإيجابية فيك وأعرض عليك فرصة للعمل لدي في المحل. أجاب الرجل: لا، وشكراً لعرضك، غير أني فقط كنت أتأكد من إتقان عملي الذي أقوم به حاليا. لأنني أنا الذي أعمل عند هذه السيدة التي كنت أهاتفها.
للتحميـــــــل word اضغط هنا
للتحميــــــــل pdf اضغط هنا