خطبة
بعنـوان:
معجزة الإسراء والمعراج
وطــــلاقة القــــدرة الإلهية
للشيخ/ محمد حســــن داود
(26 رجب 1444هـ - 17 فبراير 2023م)
العناصـــــر : مقدمة.
- مقدمات في رحاب معجزة الإسراء والمعراج.
- دروس وعبر من معجزة الإسراء والمعراج.
- الإسراء والمعراج منح وعطايا.
الموضوع: الحمد
لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً
مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الإسراء 1)، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم
صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
تظل السيرة النبوية منبعا عذبا وموردا صافيا
ينهل منه المسلمون الدروس والعبر في كل زمان ومكان، ونحن إذ تعود علينا الأيام بذكرى
"الإسراء والمعراج" تلك المعجزة العظيمة، يجدر بنا أن نأخذ منها الدروس والعبر:
فبعد أن منَّ الله (تعالى) على
المؤمنين ببعثة النبي (صلى الله عليه وسلم)، بدأ يدعو قومه إلى عبادة الله وحده،
فمنهم من آمن بدعوته، ومنهم من تعهده بالإيذاء، وهكذا تواترت الابتلاءات على النبي
(صلى الله عليه وسلم)، وتضاعفت بوفاة أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها) وهي التي قال في شأنها: "مَا أَبْدَلَنِي
اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) خَيْرًا مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ،
وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي
النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ
النِّسَاءِ" (رواه احمد)، وازداد الألم ألما بموت عمه أبي طالب
الذي احتضنه وهو صغير، ثم دافع عنه حين بُعث.
فاستغلت قريش موت عمه فزادت من الإيذاء
والتضييق عليه، حتى خرج إلى الطائف، أملا أن يجد قبولا بينهم، لكن كانت المفاجأة،
إذ أغروا به غلمانهم وصبيانهم، فتبعوه وأخذوا يسبونه ويرمونه بالحجارة، حتى سالت
الدماء من قدميه، فرجع صلى الله عليه وسلم إلى مكة، ولم يدخلها إلا في جوار المطعم
بن عدى.
- لكن دوام الحال من المحال، فبعد
العسر يسر، وبعد الصبر جبر، ولن يغلب عسر يسرين، فقد قال تعالى: (فإنَّ مَعَ العُسْرِ
يُسْراً * إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً) (الشرح 5-6)، (وهذا أول الدروس والعبر من
هذه المعجزة).
ففي ظل هذه الأجواء، ومن هذه المحنة،
كانت المنحة؛ إذ يمن الله (عز وجل) على نبيه بمعجزة عظيمة، تصديقا له وتثبيتا
لقلبه وتسرية عن نفسه، معجزة لعلو مكانتها خلد الله (جل وعلا) ذكرها في موضعين من
القرآن الكريم؛ قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الإسراء 1) وقال
سبحانه: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ
الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا
فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ
مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا
يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ﴾ النجم
1-14)، وكأن لسان الحال يقول: إن كان من أهل الأرض من لا يعرفون قدرك؛ فإن أهل السماء
يعرفون منزلتك.
فكان فيها: أن سخر الله (عز وجل) له البراق.
وفيها: استقبال الأنبياء له في المسجد
الأقصى، وصلاته بهم إماما.
وترحيب الأنبياء به في السماوات
ودعاؤهم له، حيث رأي في الأولى: آدم، وفي الثانية: عيسى ويحي، وفي الثالثة: يوسف، وفي
الرابعة: إدريس، وفي الخامسة: هارون، وفي السادسة: موسى، وفي السابعة إبراهيم
(عليهم الصلاة والسلام).
وفيها رأى البيت المعمور في السماء، إذ
يقول في وصفه: "يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا
يَعُودُونَ إِلَيْهِ".
ورأى نهر الكوثر: وفي ذلك يقول: "أَتَيْتُ
عَلَى نَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفًا، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا
جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ" (البخاري)،
ورأى جبريل
(عليه السلام) على صورته الحقيقية، فقد قال: "رَأَيْتُ جِبْرِيلَ
عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عَلَيْهِ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، يُنْتَثَرُ مِنْ
رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ" (رواه أحمد).
ووصل سدرة المنتهى، قال تعالى (ولَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ
الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ) (النجم 13- 16)،
كما
رأى عواقب بعض الذنوب، وفضل بعض الطاعات؛ قال تعالى: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)
(النجم 18).
- ومن الدروس
أيضا: معية الله (عز وجل) لعباده المؤمنين؛ وهذا الدرس واضح في أحداث المعجزة
كلها، كما يظهر لنا في أنه لما أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) قريشا بالإسراء، سألوه
أن ينعت لهم المسجد الأقصى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):
" فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ، فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ
النَّعْتِ" قَالَ: "فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى وُضِعَ
دُونَ دَارِ عِقَالٍ أَوْ عُقَيْلٍ فَنَعَتُّهُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ "
(رواه أحمد).
- طلاقة وعظمة القدرة الإلهية، فقد قال
تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)
(يس 82) فكما أن هذه المرائي التي ذكرتها، وما كان من أمر مجيء المسجد، فيها تكريما
للنبي (صلى الله عليه وسلم) فيها أيضا بيانا لطلاقة وعظمة القدرة الإلهية؛ حيث
الإسراء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) بروحه وجسده يقظة لا مناما، من مكة إلى بيت المقدس،
والمعراج إلى سدرة المنتهى عبر السموات السبع، ثم إلى ما وراء ذلك مما لا يعلمه
إلا الله، وكذلك جمع الأنبياء في المسجد الأقصى وصلاة النبي بهم إماما...؛ مما يعني
هذا أن الزمان والمكان من صنع الله (عز وجل)، وأنه (سبحانه) لا يعجزه شيء، وأن
قدرته فاقت كل حد.
- إن
هذه القدرة الالهية العظيمة التي ظهرت في طيات أحداث الإسراء والمعراج، والتي
أفصحت عنها آية سورة الإسراء، يجب أن تقابل بأمر عظيم ظهر أيضا مكانته ودرجته في رحلة الإسراء
والمعراج، وأفصحت عنه آية سورة الإسراء، ألا وهو تحقيق معاني العبودية لله، فقد
قال تعالى (سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الإسراء 1).
فالعبودية لله شرف بل أعظم شرف، فنرى أن
الله (تعالى) في هذا المقام العظيم وصف نبيه بالعبودية فقال: ( بعبده) كما وصفه بهذا
الوصف في مقام إنزال القرآن عليه، قال تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ
عَلَىٰ عَبْدِهِ ) (الفرقان 1) وهي المكانة التي ارتضاها النبي (صلى الله عليه وسلم)
لنفسه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : " جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ
، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ قَبْلَ
السَّاعَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ، قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ،
قَالَ: أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ، أَوْ عَبْدًا رَسُولًا ؟ قَالَ جِبْرِيلُ:
تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ، قَالَ : بَلْ عَبْدًا رَسُولًا "(رواه أحمد)
كما وصف الله (جل وعلا) بها الأنبياء، فقال
﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾ (ص 45) وقال ﴿وَاذْكُرْ
عَبْدَنَا أَيُّوبَ﴾ (ص41)وقال: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ) (ص17)
وهذا يظهر لنا جليا أن العبوديةَ لله هي
مرتبة سامية ودرجة عالية، يجب أن نقوم على حقها بالطاعة، فقد
قال تعالى (وَمَن
يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم
مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ
رَفِيقًا) (النساء 69).
- الأخذ بالأسباب: إذ يضرب لنا النبي (صلى
الله عليه وسلم) أروع الأمثلة في ذلك، حين وصل بيت المقدس فربط البراق بالحلقة
التي يربط بها الأنبياء ولم يترك البراق هملا، فقد قال: "أُتِيتُ
بِالْبُرَاقِ (وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ
الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ) قَالَ: فَرَكِبْتُهُ
حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي
يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ
رَكْعَتَيْنِ".
حيث إن الآمال الصادقة هي المقرونة
بالأخذ بالأسباب، وها هو صلى الله عليه وسلم يوجه إلى الأخذ بالأسباب حتى في أقل
الأشياء فعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ (يعنى ناقته) وكأن هذا
الرجل كان يظن أن الأخذ بالأسباب ينافي التوكل على الله (تعالى)، فوجهه النبي (صلى
الله عليه وسلم) إلى أن الأخذ بالأسباب أمر مطلوب، وهو من التوكل على الله (تعالى)،
فقال له صلى الله عليه وسلم: "اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ".
ولقد كان سيدنا عمر بن الخطاب (رضي
الله عنه) يقول: "لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول:" اللهم ارزقني وقد
علمت أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة". ويقول أيضا: "أَلَا
أُخْبِرُكُمْ بِالمُتَوَكِّلِيْنَ؟ رَجُلٌ أَلْقَى حَبَّةً فِي الأَرْضِ ثُمَّ
تَوَكَّلَ عَلَى رَبِّهِ" .
- بيان مكانة المسجد الأقصى: فللمسجد الأقصى مكانة عظيمة
في الإسلام؛ فلقد شرفه الله تعالى ووصف أرضه بالبركة، فقال تعالى في مستهلّ سورة
الإسراء (الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) ومن الآية يتضح أنه منتهى الإسراء، وبداية
المعراج إلى الملأ الأعلى، وهو قبلة المسلمين الأولى، كما في حديث الْبَرَاءِ بْنِ
عَازِبٍ، " أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى قِبَلَ بيت المقدس ستة عشر
شهرا او سبعة عشر شهرا". كما عظم الإسلام أجر الصلاة فيه، فقد قال صلّى الله
عليه وسلّم: "فَضْلُ الصًّلاَةِ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ
مِائَةُ أَلْفِ صَلاَةٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلاَةٍ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ
المَقْدِسِ خَمْسُمِائَةِ صَلاَةِ " رواه
الطّبرانيّ والبزّار) .
إن الإسراء
والمعراج معجزة إلهية متكاملة, كانت ولا زالت معجزة بكل المقاييس والمعايير، وقفت
أمامها العقول حائرة والأبصار متأملة, وكما كان فيها إظهارا لطلاقة القدرة الإلهية،
وتأييدا وتكريما للنبي (صلى الله عليه وسلم)، أيضا كان للأمة فيها نصيبا كبيرا من
المنح والعطايا والخيرات، منها :
الصلاة: فهي عبادة جليلة يشترك فيها أهل السماء مع أهل
الأرض، هي أُم العبادات وأساس الطاعات، راحة لكل مهموم وفرجا لكل مكروب فيها يناجى
العبد مولاه وهو منه اقرب ما يكون ولذا كان صلى الله عليه وسلم يقول:" أرحنا
بها يا بلال". كما يقول صلى الله عليه وسلم: "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ
الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ". هي صلة بين
العبد وربه، هي رفعة في الدرجات وكفارة للسيئات " فقد قال صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ
يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ
شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ. قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ
الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا" (رواه البخاري).
ومنها ما جاء
في حديث الإسراء والمعراج الذي رواه البخاري ومسلم، وفيه: "وَمَنْ هَمَّ
بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ
لَهُ عَشْرا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئا،
فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً".
ومنها: قوله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ
بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ
أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ،
وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ " (رواه الترمذي)
ومنها: قول
ابن مسعود: "فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
ثَلَاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ
الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا،
الْمُقْحِمَاتُ " (رواه مسلم).
ومنها: لما
صعد صلى الله عليه وسلم إلى السماء السادسة ورأى موسى (عليه السلام)، وبعد أن سلم
عليه ، بكى موسى فقيل له: "ما يبكيك؟"، فقال: "أَبْكِي لِأَنَّ
غُلاَمًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ
يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي"
(البخاري).
فاللهم أجعلنا ممن يدخلون الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب
واحفظ اللهم مصر من كل مكروه وسوء
===
كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا