recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة: حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن - للشيخ / محمد حســــن داود (12 ذو الحجة 1444هـ - 30 يونيو 2023م)

 

خطبة بعنــــوان:
حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة عن الأمن
للشيخ / محمد حســــن داود
(12 ذو الحجة 1444هـ - 30 يونيو 2023م)


العناصـــــر :    مقدمة.
- نعمة الأمن، مكانتها وفضلها.
- حديث القرآن والسنة عن الأمن.
- الأمن والإيمان قرينان.
- الأمن من نعيم الجنة.

الموضــــــوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (الأنعام82)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِه ،مُعَافى فِي بَدَنِهِ ،عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيا بِحَذَافِيْرِهَا" (رواه ابن ماجه)، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد


فإن نعم الله (سبحانه وتعالى) على عباده كثيرة، لا تعد ولا  تحصى، قال تعالى: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) (إبراهيم34)، وقال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل 18) ، ورزق الله ( تعالى) لعباده متعدد ومتنوع؛ فليس الرزق محصورا في المال فقط، وإنما الأمن والأمان رزق ونعمة من أجل النعم؛ قال تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) (قريش3- 4)، وقال سبحانه: ( أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (القصص 57).

والأمن حاجة ومطلب الجميع، فلا سعادة ولا صحة ولا نزهة ولا تقدم ولا رقى، بل ولا حياة بدونه، فإن الإنسان إن لم يتحقق في قلبه معنى الأمن لا يستلذ بعيش وإن كان غنيًا، ولا يهنأ بثوب وإن كان فاخرًا، ولا يفرح بمركب ولو كان فارهًا، وقد سئلَ أحد الحكماء، ما النعيم؟ قال: الأمن، فإني رأيت الخائفَ لا عيشَ له. وسئل آخر: الأمن أفضل أم الصحة؟ قال: الأمن. فإذا اجتمعت للإنسان كل نعم الحياة وفقد الأمن والأمان فما صار حيا.

والأمن باب التقدم والرقي، أما ترى أن الله (تعالى) لما منَّ على ثمود (قوم صالح) بنعمة الأمن بنوا حضارتهم، قال تعالى: (وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ ) (الحجر 82) فلو انعدم الأمن ما استطاعوا أن ينحتوا بيوتاً من الخشب فضلا عن الجبال . كما  أن الله تعالى لما منَّ على سبأ حيثُ أسكنهم الديار الأمنة، تمكنوا من بناء حضارتهم، وتشييد مملكتهم، قال تعالى (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا آمِنِينَ) (سبأ18).

لذلك ولغيره كان طلب الأمن في البلاد والأهل والأولاد والعمل والعبادة، هو أول ما دعا به الخليل إبراهيم ( عليه السلام)، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) (126 البقرة) وقال سبحانه: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ) (إبراهيم 35)، حيث قدم إبراهيم (عليه السلام) الأمن في الطلب على العبادة، لأنه إذا انعدم الأمن انعدمت بعض العبادات والطاعات والقربات، فانظر على سبيل المثال عبادة الحج؛ من شروط وجوبها: الأمن، فإذا وجد الإنسان نفقة الحج ولم يكن الطريق إليه آمناً فلا يجب عليه الحج، قال الله تعالى: (فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) (البقرة196 ).

وتدبر قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِه ،مُعَافى فِي بَدَنِهِ ،عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيا بِحَذَافِيْرِهَا" (رواه ابن ماجه)، حيث قدم نعمة الأمن في الذكر على نعمة الصحة، والرزق؛ لأن وجود الأمن سبب لوجود الرزق، ولأنه لا يطيب للإنسان رزق في عدم وجود الأمن، ودليل ذلك أن الله (عز وجل) قدم الخوف في الابتلاء على نقص الطعام، فقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ)(البقرة 155).

كما كان من دعائه (صلى الله عليه وسلم): " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي". وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال، قال: "اللَّهُمَّ أَهلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ " (رواه الترمذي).

إن الأمن والإيمان قرينان؛ ولذلك ربط القرآن الكريم بينهما في  غير موضع، قال تعالى:  (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ) (سبأ 15 -18).

وقال سبحانه: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) (النحل 112).

وقال جل  وعلا (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) (الأنعام82).

كذلك من ينظر سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) يجد كيف ربط الإيمان بالأمن فجعل المؤمن الحق هو من أمنه الناس على أموالهم وأعراضهم، هو من أمن الناس وسلموا من أفعاله وأقواله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ): "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ".

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ".

وقال أيضا: "وَالله لاَ يُؤْمِنُ، وَالله لاَ يُؤْمِنُ، وَالله لاَ يُؤْمِنُ" قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَهُ" (صحيح مسلم)، وفي رواية: "قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: شَرُّهُ" (مسند أحمد).

وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ ، وَلَا الْبَذِيءِ ".

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ: "لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ" (رواه البخاري).

إما إذا ذهب الأمان بين الناس على أموالهم وأنفسهم فقد انقطع بينهم المعروف؛ ومن قصص العرب في ذلك: أن رجلاً كانت عنده فرس معروفه بأصالتها، سمع بها رجل فأراد أن يسرقها منه، واحتال لذلك بأن أظهر نفسه بمظهر المنقطع في الطريق عند مرور صاحب الفرس، فلما رآه نزل إليه وسقاه ثم حمله وأركبه فرسه، فلما تمكن منه أناخ بها جانبا وقال له: الفرس فرسي وقد نجحت خطتي وحيلتي، فقال له صاحب الفرس: لي طلب عندك، قال: وما هو؟ قال: إذا سألك أحد: كيف حصلت على الفرس؟ فلا تقل له: احتلت بحيلة كذا وكذا، ولكن قل: صاحب الفرس أهداها لي، فقال الرجل: لماذا؟! فقال صاحب الفرس: حتى لا ينقطع المعروف بين الناس، فإذا مرّ قوم برجل منقطع حقيقة يقولون: لا تساعِدوه لأن فلانًا قد ساعد فلانًا فغدر به؛ فنزل الرجل عن الفرس وسلمها لصاحبها واعتذر إليه ومضى.

ولقد بين لنا القرآن الكريم، أن الأمن والأمان من جزاء المتقين، في الدنيا والآخرة فقد قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (النحل 97) وقال تعالى: (وَلَوۡ أَنَّ أَهۡلَ ٱلۡقُرَىٰٓ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَفَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَرَكَٰتٖ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذۡنَٰهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ) (الأعراف 94)، وقال عز وجل: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ) (الحجر  45 46)، وقال تعالى: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (النمل 89) وقال تعالى: (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103)

وأن الأمن والأمان في الجنة من نعيمها، فقد قال تعالى في أهل الجنة (ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ) (الحجر46). وقال سبحانه (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ) (الدخان55)، وقال عز وجل (إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ) (سبأ 37).

ومن ثم فأن أمرا هذا شأنه، ونعمة هذا قدرها، يجب علينا شكرها بالمحافظة عليها، وقد قال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ (إبراهيم 7)، وأن نكثر من الدعاء بدوامها على وطننا الحبيب الغالي، وقد جعلها سيدنا يوسف (عليه  السلام) دعوة لمصر وأهلها، قال تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) (يوسف 99).

فاللهم أدم على مصرنا الحبيبة نعمة الأمن والأمان
وأحفظها وجيشها من كل مكروه وسوء

.

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا

 

google-playkhamsatmostaqltradent