recent
آخر المشاركات

خطبة بعنـــــــوان : الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل - للشيخ / محمد حســـــن داود (23جمادى الآخرة 1445هـ - 5 يناير 2024م)

 

خطبة بعنـــــــوان :
الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل
للشيخ / محمد حســـــن داود
(23جمادى الآخرة 1445هـ - 5 يناير 2024م)



العناصــــــر:      مقدمة :
- من حقوق الطفل في الإسلام.
- الصحة الإنجابية بين حق الوالدين وحق الطفل.
- تنظيم النسل وأثره في الصحة الإنجابية.
- دعوة إلى الاهتمام بحقوق الطفل ورعايته.

الموضوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ) (البقرة 233)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُوْلُ" (رواه أبو داود والنسائي)، اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

فلما كانت مرحلة الطفولة مرحلة أساسية في بناء شخصية وسلوك الفرد، الذي بدوره هو جزء من المجتمع؛ كان اهتمام الإسلام بأمرها اهتماما بالغا، فمع أن الأبناء هم زهرة الحياة الدنيا وأحد شقي زينتها، وبهجة النفوس، وقرة الأعين، إذ يقول الله (جل وعلا): (لْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) (الكهف46)، هم أيضا جيل الغد، ورجال المستقبل.

ومن ثم كان اهتمام الإسلام بالطفل، حتى وضع الضوابط والتوجيهات التي على أثرها ينال الطفل حقه في الرعاية والنشأة الطيبة، ومن ذلك:

- أنه لما كان الدور الأكبر في الرعاية والنشأة الطيبة، يتمثَّل في دور الوالدين، فقد حرص الإسلام على أن تنشأ الأسرة في الأساس بزوج تقيٍّ وزوجة صالحة، فعن عائشة (رضي الله عنها) أن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، قال" تَخَيَّروا لِنُطَفِكُم" (رواه ابن ماجة والحاكم والبيهقي) فقد حث النبي (صلى الله عليه وسلم) على اختيار الزوجة الصالحة التي بدورها ستكون مدرسة طيبة للطفل ينهل منها حسن الأخلاق وطيب الصفات، فقال صلى الله عليه وسلم "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ" (رواه البخاري ومسلم)، وكذلك حث الزوجة وأهلها على اختيار الزوج على نفس المعيار والأساس؛ فقال: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ " (رواه الترمذي) ولا ريب في أن هذا الاختيار وذاك الأساس من شأنه أن يعود بالتربية الحسنة واكتساب الأخلاق الحميدة من الأبوين، لما للوالدين من تأثير على أخلاق الطفل وسلوكه.

- تسميته باسم حسن: فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ "( رواه أبو داود ) فلقد حث الإسلام على انتقاء الأسماء الطيبة للأطفال ولعل من جوانب العلة في ذلك؛ مراعاة الجانب النفسي عند الطفل ،وهذا الجانب يمثل أساسا من أهم الأسس التي تبنى شخصية الفرد من طفولته، إذ إن الطفل يتأثر نفسياً باسمه وكنيته، وتتأثر رؤيته لنفسه بذلك، فنجد بعض الأطفال الذين يعانون من أسمائهم؛ لأنها تحمل معان سيئة، في حرج، بينما لو منحه أبواه اسماً جميلاً، ذا معنى ومغزى، انعكس ذلك عليه بهجة وسعادة، و في الغالب أيضا سعيا إلى الصفات الحميدة التي يحملها هذا الاسم ؛ ولقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحب الأسماء الجميلة، ويبدل غيرها؛ فغير اسم عاصية: وقال أنت جميلة. وسمى حربا: سلماً. وشعب الضلالة: شعب الهدى.

- رعاية الطفل نفسيا: بالإحسان والرحمة وإدخال السرور عليه وعدم الغلظة معه؛ فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، قَالَ: يَا عَائِشَةُ : "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُك الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ " (رواه مسلم).

- كذلك العناية بالطفل وجدانيا ومعنويا: فقد نهى المصطفى (صَلى الله عليه وسلم) عن الدعاء على الأولاد، فعن جابر (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صَلى الله عليه وسلم) "لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ (تبارك وتعالى) سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ " (رواه أبو داود).

- العناية بصحة الطفل وإتمام فترة الرضاعة حولين كاملين: فمن حق الطفل إكمال مدة الرضاعة دون أن يزاحمه في هذا الحق آخر، لكمال نموه نموا سليما من الوجهتين الصحية والنفسية، قال تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) (البقرة233)، وقال سبحانه: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) (الأحقاف 15).

ولقد أثبتت البحوث الصحية والنفسية في الوقت الحاضر أن فترة عامين ضرورية لنمو الطفل نموا سليما من الوجهتين الصحية والنفسية، فمع أن إرضاع الأم للطفل غذاء، إلا انه يكون ممزوجا بعطفها وحنانها ودفء أحضانها، وفي ذلك غذاء عاطفي رفيع؛ الحاجة إليه ليست أقل من الحاجة إلى الطعام والشراب.

ولاشك أن تتابع الحمل وعدم تنظيم النسل فيه جور على هذا الحق؛ فلقد عد الفقهاء إيقاع الحمل مع الإرضاع جورا على حق الرضيع والجنين، وسموا لبن الأم التي جمعت بين الحمل والارضاع لبن الغيلة، وكأن كل واحدا من الطفلين اقتطع جزءا من حق أخيه مما يعرضهما أو أحدهما للضعف.

وإذا كان قد حَسُن شرعا التوجيه إلى الاستعفاف حتى تتحقق القدرة على الزواج وتبعاته، كما في قوله تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النور 33)؛ فلا شك أنه يحسن في أمر الذرية مراعاة قدرة الزوجين المالية والصحية والاجتماعية، وكذلك مراعاة حقوق الأطفال، ومن هذا وغيره كان اهتمام الشريعة الإسلامية بالصحة الإنجابية، فهي قضية أخذ بالأسباب الشرعية؛ وقد ورد هذا الفعل عن الصحابة (رضي الله عنهم) بطريقة العزل؛ فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَلَمْ يَنْهَنَا" وفي رواية " كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَالقُرْآنُ يَنْزِلُ فَلَمْ يَنْهَنَا" مما يدل على جواز تنظيم النسل بالعزل أو بغيره من الوسائل الطبية المباحة شرعا.

- إن حب الذرية أمر فطري، فهي هبة من الله (جل وعلا)، قال تعالى: ( لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) (الشورى49،50).

لكن مع ذلك هم أيضًا أمانة واختبار ومسئولية معلقة في عنق العبد، وجب أن يرعاهم حق الرعاية ويهتم بما ينفعهم حق الاهتمام، قال تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (الأنفال 28)، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية أمر الله (عز وجل) بالعمل على وقاية الأهل ما يضرهم والقيام بحقوقهم، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) (التحريم: 6)، وعن الحسن أن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ : أَحَفَظَ أَمْ ضَيَّعَ ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ"  (رواه ابن حبان) وعن عبد الله بن عمرو، أن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُوْلُ"  (رواه أبو داود والنسائي) والإضاعة كما تكون بعدم الإنفاق المادي، تكون بالإهمال في التربية الخلقية والدينية والاجتماعية، فمن لم يكن لديه القدرة على تحمل المسئولية الكاملة تجاه كل الأولاد، فإنه ما لم ينظم عملية الإنجاب يكون قد عرض نفسه لتكلف ما يفوق وُسْعَه من واجبات، بما يعود علي الأسرة بجميع أفرادها بالمشقة والضرر، والله تعالى لا يرضى أن يُضارَّ والد ولا والدة بسبب ولدها؛ قال الله تعالى: (لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ) (البقرة 233) ، قال الرازي في تفسيره:" وهذا وإن كان خبرًا في الظاهر لكن المراد منه النهي".

فرعاية الطفل مالياً وتأمين احتياجاته المادية ومنها الدواء والمسكن والملبس والمأكل والتعليم من جانب ورعايته صحيا من آخر؛ لا شك حقا من حقوقه التي كفلها له الإسلام ؛ ولقد روى عن ابن عمر، أنه فسر دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) "اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاء"ِ بأنه كَثْرَةُ الْعِيَالِ مَعَ قِلَّةِ الشَّيْءِ.

ومن ثم فإن الصحة الإنجابية وتنظيم النسل أمر يتردد صداه بين واجبات الأبوة وحقوقها، وحقوق الطفولة، فكما أن التهاون بالأمر فيه جور على حقوق الطفولة وحق الوالد، فمن أعظم الضرر الذي يقع على الأم ألا تكون لها الفترة الكافية التي تستعيد فيها كامل صحتها عقب الولادة، من جانب، ومن أخر توافر السبل حتى تقوم على رعاية ولدها حق الرعاية والاهتمام، فليس من الإنصاف ولا الحكمة من الزوجين عدم مراعاة حق الطفولة أو حق الزوجية.

- إن من ينظر في القرآن الكريم يرى أن الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)، حينما طلبوا الذرية لم يطلبوا مطلق الذرية، ولكنهم طلبوا الذرية الصالحة، ولا شك أن من صلاحهم خدمة دينهم ووطنهم والتقدم بمجتمعهم؛ فجاء في القرآن عن سيدنا إبراهيم قوله: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) (الصافات 100) وعن سيدنا ذكريا قوله: (رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) (آل عمران 38) وها هي إحدى دعوات عباد الرحمن، إذ يقول عز وجل حكاية عنهم: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان 74).

وقرة الأعين معناها سرورها وسكونها وسعادتها واطمئنانها، وإنما تكون الذرية سبباً للسعادة والمسرة إذا كانت سليمة العقل والجسد، مستقيمة في السلوك، ناضجة في الفكر، بصيرة بشئون الدين والدنيا، وليست غثاء كغثاء السيل، كما جاء في الحديث: "يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا"، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ"، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: "حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ" .

ولعل في هذا إيضاح لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): " تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ" حيث إن المباهاة في الحديث ليست بالكثرة المستهلكة الضعيفة، فهذه كثرة سلبية تضر ولا تنفع، وإنما المباهاة تكون بالذرية القوية المؤمنة الصالحة النافعة العاملة المنتجة الملتزمة، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ" (رواه مسلم ).

- ثم إذا بدأ الطفل في  إدراك الحياة والمجتمع فلا نغفل أهمية الصحبة الطيبة بين الأبناء والآباء ، ففي صحبة الأبناء استقامة الأسرة؛ فهي من أهم الدعائم والركائز الأساسية للأسرة الناجحة.

إن صغاركم اليوم هم أمانة عندكم، هم شباب الغد، هم آباء المستقبل؛ ومن ثم فالواجب علينا رعايتهم رعاية كاملة من كل الجوانب الثقافية والمادية والسلوكية والأخلاقية وغيرها، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلمَ) " وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ "، وقال أيضا: " كفى بالمرءِ إثمًا أن يُضَيِّعَ من يقوتُ".

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما
واحفظ اللهم مصر من كل مكروه وسوء

=== كتبه ===
محمد حســــــــــــن داود
إمام وخطيب ومــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن

 لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----      اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----      اضغط هنا 


 

 

google-playkhamsatmostaqltradent