خطبة بعنـــــوان :
كيف نستعيد قيمنا وأخلاقنا الجميلة
للشيخ / محمد حســن داود
ولتحميل الخطبة : word ( رابط مباشر) اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : word (نسخة أخرى، برابط مباشر)اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : pdf ( رابط مباشر) اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : word ( جوجل درايف) اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : word (نسخة أخرى، جوجل درايف)اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : pdf ( جوجل درايف) اضغط هنا
الموضـــــوع: الحمد
لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى
الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ
السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ البقرة 177) وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه
الشريف: "إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمَّمَ صالحَ الأخلاقِ" رواه أحمد) اللهم صل
وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
لقد جاء الاسلام لتزكية النفوس وتقويم
الأخلاق وإصلاح الباطن والظاهر، جاء لتحقيق أنبل الطباع وأحسن الأخلاق وأصلح
الخصال، وها هو النبي (صلى الله عليه وسلم)، يعلن هذا قائلا " إنَّما
بُعِثْتُ لأُتَمَّمَ صالحَ الأخلاقِ" رواه أحمد)
والناظر في الشريعة الاسلامية يجد مدى
ارتباط الأخلاق بالإسلام؛ فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "المسلم مَنْ
سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" كما يجد مدى ارتباطها بالإيمان؛
فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا
أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا" رواه أبو داود) وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه)،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ " مَن كانَ
يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ
باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ
واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ" رواه البخاري) وفي ذلك بيان
لمكانة الاخلاق من الدين.
كما ان من حكمة مشروعية العبادات والطاعات
تهذيب النفوس، وتزكيتها، وتربيتها على الأخلاق الفاضلة؛ فالصلاة بسجودها وركوعها
وأذكارها تطهِّر النفس من الكبر، وتذكِّر النفس بالاستقامة على أمر الله (سبحانه
وتعالى)، كما تذكرها بوقوفها للحساب يوم القيامة، فتدعو صاحبها ومقيمها الى البعد
عن المعاصي والذنوب، قال تعالى ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ﴾ العنكبوت 45) وكذلك في الزكاة تطهير للنفس البشرية من رذيلة البخل
والطمع والجشع، كما تجعل الإنسان متعاونا، إذ يواسى الفقراء، ويساعد المحتاجين،
ويقيم المصالح العامة، قال تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ
وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ) التوبة 103) وفي الصيام تعتاد النفس على ضبط شهوتَي البطن
والفرج، والرقى بالقلب والجوارح إلى درجة
التقوى، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ البقرة
183) وانظر كيف ان الحج يبث القيم الأخلاقية الأصيلة في النفوس البشرية، وكيف ان
له التأثير في تربية النفس الإنسانية، قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ
فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي
الْحَجِّ ) البقرة 197) ولك أن تتدبر هذا التسلسل والتناوب بين الآيات التي في صدر
سورة المؤمنين؛ اذ تجد آية تتحدث عن العبادة، والتي تليها تتحدث عن الاخلاق، مما
يدل على مدى قوة العلاقة بين العبادات والاخلاق؛ قال تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ
عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا
مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء
ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ
وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)
المؤمنون 1-9).
إن خيرية العبد لا تقاس بصلاته وصيامه فحسب، بل لا
بد من النظر في أخلاقه ،فقد قال تعالى ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ البقرة177)، وعَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ
الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ : "سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ) عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ ؟ فَقَالَ : الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ،
وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ
النَّاسُ " رواه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم " خياركم أحاسنكم
أخلاقًا " متفق عليه). ولقد حفلت السنة النبوية المشرفة بأمثلة كثيرة لأناس
ساءت اخلاقهم مع كثرة عبادتهم وطاعتهم، فانظر كيف كان أمرهم؛ ومن ذلك ما روي عن
أَبَى هُرَيْرَةَ انه قال : " قِيلَ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ) : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ
النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَّدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): لا خَيْرَ فِيهَا ،
هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، قَالُوا : وَفُلانَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ،
وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ، وَلا تُؤْذِي أَحَدًا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " الأدب المفرد
للبخاري). ومن ثم فما من شيء أثقل في ميزان العبد من حسن أخلاقه ورقى سلوكه ،
فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ) يَقُولُ : " مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ
مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ
صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ " رواه الترمذي) فالأخلاق الحسنة هي شِعار
المؤمنين، وحِليَة المحسِنين، وسببٌ لطيب الحياة والفوز والفَلاح والسعادة وعلو
الدرجات في الدارَيْن، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)" أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ
لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ
الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي
أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ" . و قال صلى الله عليه وسلم: "
إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ يَحْسُنُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ
الْجَنَّةَ، وَيَسُوءُ خُلُقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ سُوءُ خُلُقِهِ النَّارَ"
شعب الإيمان للبيهقي).
وإذا سألت من اقرب الناس مجلسا من الرسول (صلى
الله عليه وسلم) يوم القيامة لوجدت أن منهم أحسن الناس أخلاقا، فقد قال رسول الله (صلى
الله عليه وسلم) " إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي
مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا" رواه الترمذي) .
فلا يتطلب الأمر بسطة في الجسم، ولا مالا، ولا كثرة أولاد، ولا جمالا ؛فقد قال صلى
الله عيه وسلم " إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلا إِلَى
صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، التَّقْوَى هَا هُنَا وَأَشَارَ
إِلَى صَدْرِهِ ". بل يتطلب سلوكا طيبا به يصل العبد مراتب الصائم القائم، كما
بين ذلك صلى الله عليه وسلم إذ يقول :" إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ
بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ" رواه ابو داود). وكما ان للأخلاق
الحميدة والسلوك الحسنة أثر طيب على العبد فان لسوء السلوك أثره السيئ على العبد فلقد
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) "وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ يُفْسِدُ
الْعَمَلَ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ". وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَتَدْرُونَ
مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا
مَتَاعَ ، فَقَالَ : " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ ، وَصِيَامٍ ، وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ،
وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُعْطَى
هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ
قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ
ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ "
وكما أن
للأخلاق أثرها على الفرد، لها أثرها على المجتمع، فالأخلاق الطيبة هي أساس لبناء
المجتمعات، والسلوك الحسنة من شأنها أن تبني مجتمعا محصنا لا تنال منه عوامل
التردي، ومن ثم فان للأخلاق أهمية بالغة في سعادة أي مجتمع، ولله در القائل:
إنّما الأمم
الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ومن ثم فإن من أعظم الوسائل التي بها نكتسب او نستعيد قيمنا واخلاقنا
الجميلة، هي التفكر في الاثار المترتبة على حسن الخلق والاثار
المترتبة على سوء الخلق وقد قال الله (عز وجل) (وَلَا تَسْتَوِي
الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) فصلت 34) وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "إِنَّ أَثْقَلَ مَا وُضِعَ فِي مِيزَانِ
الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ
الْبَذِيءَ" رواه ابن حبان)
ومنها: المداومة على الطاعات والعبادات ولهذا لما قيل للرسول (صلى الله عليه وسلم)،
إِنَّ فُلانًا يُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ ، قَالَ :
" سَيَنْهَاهُ مَا تَقُولُ " صحيح بن حبان)
ومنها: قراءة القران الكريم وتدبر آياته، فقد قال تعالى ( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي
لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )الاسراء9).
ومنها الصحبة
الطيبة ،فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رسول الله (صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ
مَنْ يُخَالِلُ" رواه أحمد والترمذي وحسنه).
ومنها: محاسبة النفس وإلزامها أمر الله تعالى، فقد قال سبحانه (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )الحشر18)
ومنها الاقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم)
والتأسي بأخلاقه فلقد اتصف صلى الله عليه وسلم، بأنبل
الصفات، وأجمل الخصال، وأحسن الأخلاق، قال تعالى ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ
عَظِيمٍ )القلم4) و لما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خُلُقه، صلى الله
عليه وسلم، قالت " كَانَ خُلُقُهُ القُرآنُ "
فما أحوجنا
إلى أن نعيش بالقلب والجوارح أخلاق الرسول (صلى الله عليه وسلم) فنأخذ من مشكاته،
ونقتدي به في سيرته وسريرته، وفي سائر أحواله، حتى تستقيم دنيانا وآخرتنا ، فقد
قال الله تعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً
)الأحزاب21)