recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة: أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم - للشيخ / محمد حســــن داود (28 محرم 1444هـ - 26 أغسطس 2022م)


خطبة بعنــــوان:
أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم
للشيخ / محمد حســــن داود
(28 محرم 1444هـ - 26 أغسطس 2022م)



العناصـــــر :    مقدمة.
- من أهوال يوم القيامة.
- من أسماء يوم القيامة ودلالاتها.
-  الاستعداد ليوم القيامة.

الموضــــــوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) (النساء 87)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " (متفق عليه) اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

ففي القرآن الكريم آيات كثيرة تحدثت عن يوم القيامة، وبينت أهواله، وأظهرت أحوال الناس فيه، فهو يوم عظُم أمره، واشتد خَطبه، ليس قبله ولا بعده مثله، يأتي بغتة على حين غفلة، قال تعالى (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أيّانَ مُرْساها قُلْ إنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إلّا هو ثَقُلَتْ في السَّماواتِ والأرْضِ لا تَأْتِيكم إلّا بَغْتَةً ﴾ (الأعراف 187)، فمن هوله يشيب الوليد، وتذهل الأم الحنون عن طفلها، وتسقط فيه الحامل حملها، قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج 1، 2) يفر فيه العبد من أهله، كل مشغول بنفسه، قال تعالى: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (عبس 33 -37) تضطرب الناس بعضهم إلى بعض، فيأتون الأنبياء أن يشفع لهم أحدهم، فيكون الجواب "لست لها" حتى يأتون النبي (صلى الله عليه وسلم) فيقول: "أنا لها". قال صلى الله عليه وسلم: "فأنْطَلِقُ فأسْتَأْذن على ربِّي، فيُؤْذَن لي، فأقوم بين يديْه فأحْمَدُه بمحامِدَ لا أقْدِر عليه الآن، يُلْهِمُنِيهِ اللَّهُ، ثُمَّ أخِرُّ له ساجداً، فيُقال لي: يا مُحَمَّد، ارْفعْ رأسك، وقُلْ يُسْمَعْ لك، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقول: رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتي" (متفق عليه).

إن من عظم هذا اليوم أن سمَّاه الله (عز وجل) في كتابه بأسماء عديدة، ووصفه بأوصاف كثيرة تدل في معانيها على ما يكون فيه: فمنها: (يوم التغابن، يوم الجزاء، الحاقة، اليوم الآخر، يوم الآزفة، اليوم المشهود، يوم الجمع، الطامة الكبرى، الصاخة، القارعة، الساعة...)

- وإن أكثرها ذكرا في القرآن الكريم: القيامة، قال تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) (النساء 87)، فقد ورد هذا الاسم في القرآن سبعين مرة، كما سميت به سورة من سور القرآن الكريم، فهو اليوم الذي يقوم فيه الناس للحساب، قال تعالى: (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (المطففين 6)، وهو اليوم الذي تقام فيه الموازين، وهو اليوم الذي يقوم فيه الأشهاد على الخلق، قال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (الأعراف 51)

- الغاشية: حيث يغشى الناس جميعا بما فيه مِنْ مواقف مذهلة ومَشاهد مرعبة ومواقف مفرحة: قال تعالى (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ) (الغاشية1-10).

- يوم التلاق: قال تعالى: (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) (غافر 15) إذ يلتقي فيه العباد جميعهم، ويلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض؛ ويلتقي فيه الخالق والخلق، ويلتقي فيه كل إنسان بعمله وبجزاء عمله، قال تعالى (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) (الإسراء 13، 14)، وقال سبحانه: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) (آل عمران 30) وقال سبحانه: (فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ) (القارعة6-11)

- يوم الحساب قال تعالى: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ) (ص 53)، إذ يحاسب الله فيه عباده على أعمالهم؛ فالأعمال مكتوبة، والأفعال والأقوال مسطورة، والحركات محسوبة، قال تعالى ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا﴾ (الانشقاق 7 – 12). وقال سبحانه ( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (سورة الزلزلة). ورحم الله من قال:

وَلَوْ أَنَّا إِذَا مِتْنَا تُرِكْنَا *** لَكَانَ المَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيْ
وَلَكِنَّا إِذَا مِتْنَا بُعِثْنـــَا *** وَنُسْأَلُ بَعْدَ ذَا عَنْ كُلِّ شَيْ

- يوم الفصل: قال تعالى (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا)(النبأ 17)، وقال (هَـذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ) (الصافات20) إذ يفصل الله فيه بين العباد في كل صغيرة وكبيرة.

- يوم التّناد: قال تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون وهو يعظ قومه: (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ) (غافر 32)، إذ ينادى فيه أهل الجنة، كما قال تعالى (وَنُودُو اأَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأعراف 43)، وفيه مناداة أهل النار لأهل الجنة، قال تعالى (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ * الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) (الأعراف 50، 51) ومناداة أهل الجنة لأهل النار: قال تعالى: (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ) (الأعراف 44،45)

- يوم الحسرة: قال تعالى (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) (مريم 39) ففيه تقع الحسرة والندامة في قلب العاصي على ما فرط وضيع، قال تعالى (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ) (فاطر 37) ولذلك تجد دعوة القرآن والسنة الى اغتنام الأوقات قبل الندامة والحسرة، قال تعالى (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (الزمر 55، 56) وقال سبحانه: (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ) (الشورى 47) ويقول النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ".

- يوم الخلود: قال تعالى في أهل الجنة (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) (ق 34).

إن اللبيب الفطن يعلم أن أنفاسه معدودة، وساعاته في الدنيا محدودة، وان عمره هو رأس ماله، ولا يمكن أن يَسعد إذا أهمل هذا العمر، فيغتنمه في الطاعات ويزينه بفعل الصالحات، فقد قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (ال عمران 133)، وانظروا معي إلى هذا الرجل الذي جاء يسأل النبي (صلى الله عليه وسلم): مَتَى السَّاعَةُ؟ فقَالَ له النبي (صلى الله عليه وسلم): "وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا". قَالَ: لاَ شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالَ: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ" (رواه البخاري) فلقد سأل الرجل عن الوقت والزمن الذي تقوم فيه الساعة، وأجابه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن عمله في وقته وزمنه، فالزمن سيمر ولكن ماذا عملت فيه، والساعة آتية لا ريب فيها ولكن ماذا أعددت لها؟

فحري بالعبد أن يستعد لهذا اليوم بالإكثار من الصالحات وإن كانت ضعيفة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مَرَّ بِقَبْرٍ، فَقَالَ: "مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ؟" فَقَالُوا: فُلَانٌ. فَقَالَ: "رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلَى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ". وعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " (متفق عليه)

وكذلك البعد عن المعاصي وإن كانت حقيرة فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ".

خَلِّ الذُّنُوبَ حَقِيـــــــــــرَهَا *** وَكَثِيرَهَا فَهُــــوَ التُّقَى
كُنْ مِثْلَ مَاشٍ فَوْقَ أَرْ ضِ *** الشَّوْكِ يحْذَرُ مَا يَــرَى
لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيــــــــــــــرَةً *** إِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصَى

نسأل الله النجاة والفوز يوم القيامة
وأن يحفظ مصر من كل مكروه وسوء

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا


 

 

google-playkhamsatmostaqltradent