خطبة بعنــوان :
"الركن الخامس من أركان الإيمان"
الإيمان بالله واليوم الآخر وأثره في السلوك
للشيخ / محمد حســن داود
10
جمادى الأولى 1442هـ - 25 ديسمبر 2020م
لتحميل الخطبة : word ( رابط مباشر) اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : word (نسخة أخرى، برابط مباشر)اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : pdf ( رابط مباشر) اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : word ( جوجل درايف) اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : word (نسخة أخرى، جوجل درايف)اضغط هنا
ولتحميل الخطبة : pdf ( جوجل درايف) اضغط هنا
العناصـــــــر:
- الإيمان ومكانته.
- الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان.
- أثر الإيمان بالله واليوم الآخر على السلوك والأخلاق
- من آثار وفضائل وثمرات الإيمان بالله واليوم الآخر.
- الايمان وضبط النفوس وحفظ الجوارح.
الموضـــــوع: الحمد لله رب العالمين، القائل
في كتابه العزيز (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ
الرَّحْمَنُ وُدًّا) مريم96) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا
ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف " أكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا
أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا " رواه الترمذي) اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه،
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فإن الإيمان بالله (عز وجل) نعمة لا
تدانيها نعمة ومنة ليس كمثلها منة، قال تعالى (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ
أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ
عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ) الحجرات17) فهو الطريق الموصل إلى الله (سبحانه
وتعالى)، بعث به الأنبياء والرسل (عليهم السلام)، وهو سكينة النفس، وهداية القلب،
هو منار السالكين، وأمل الصالحين، هو بشرى المتقين، ومنحة الصادقين، ودليل
العارفين.
وللإيمان أركان ذكرها النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ،
وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"
متفق عليه)، فالإيمان باليوم الآخر من أركان الإيمان، ومن ينظر كتاب الله (عز وجل)
يجد اقتران الايمان به بالإيمان بالله (عز وجل) في غير موضع، ومنه قوله تعالى (ذَٰلِكُمْ
يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا )الطلاق 2)، وقوله عز وجل: (وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)
البقرة 177)
إن شجرة الإيمان إذا ثبتت وقويت أصولها
في القلب، كثرت فروعها الطيبة، وزهت أغصانها الزاكية، فأثمرت سلوكا حسنا، وأخلاقا
كريمة، وأعمالا طيبة، وعادت على صاحبها بكل خير في الدنيا والآخرة؛ فالإيمان هو
نور الحياة الذي يضيء الطريق؛ إلى الخير دافع، ومن الشر مانع، ولقد بينت نصوص
الكتاب والسنة ما للإيمان بالله واليوم الآخر من أثار عظيمة، وفضائل كبيرة، وثمرات كثيرة:
- فبه تسمو الأخلاق وترقى السلوك؛
·
فالمؤمن أمين، فقد قال النبي (صلى الله
عليه وسلم) :" لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ". ويقول
أيضا:" ألَا أُخْبِرُكُم مَنِ المُسلِمُ؟ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِه
ويَدِه، والمُؤمِنُ مَن أمِنَه الناسُ على أمْوالِهِم وأنْفُسِهم، والمُهاجِرُ مَن
هَجَرَ الخَطايا والذُّنوبَ، والمُجاهِدُ مَن جاهَدَ نَفْسَه في طاعةِ
اللهِ".
·
يتحلى بالحياء؛ فقد قال النبي (صلى
الله عليه وسلم) :" إنَّ الحياءَ والإِيمانَ قُرِنا جَميعًا ، فإذا رُفِعَ
أحدُهُما رُفِعَ الآخَرُ".
·
يحب لأخيه ما يحب لنفسه؛ فعَنْ أَنَسٍ،
عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: " لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ
حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ".
·
يألف ويؤلف؛ فقد قال النبي (صلى الله
عليه وسلم): "إنَّ المُؤْمِنَ يَأْلَفُ، وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يَأْلَفُ
وَلاَ يُؤْلَفُ" رواه الحاكم)، وعن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) أن النبي (صلى
الله عليه وسلم) قال: "أكملُ المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا، الموطَّئون
أكنافًا، الَّذين يألَفُون ويُؤلَفُون، وليس منَّا مَنْ لا يألَفُ ولا
يُؤْلَف" رواه الطبراني في الأوسط)
·
لا يجلس مجالس اللغو، فقد قال تعالى
(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) المؤمنون 3)
·
ليس بلعان ولا بذيء؛ فقد قال النبي (صلى
الله عليه وسلم) : " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا بِاللَّعَّانِ
وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ " رواه أحمد)
·
ليس له من الشح نصيب؛ فقد قال النبي (صلى
الله عليه وسلم) :" ولا يجتَمعُ الشُّحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدًا"
رواه النسائي)
·
بل يجمع خير الخصال وافضل السمات واطيب
الصفات؛ فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " أكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ
إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا " رواه الترمذي) ويقول صلى الله عليه وسلم
" مَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ
لِيَصْمُتْ " وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ
مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ
يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً،
يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ" رواه
البخاري) وعن أَبي هريرة (رضي الله عنه): أَن النَّبيَّ (صلى الله عليه وسلم)
قَالَ: واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ:
مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ "
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ).
- كما أنه سر الحياة الطيبة
والاطمئنان، فقد قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ
بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل 97) وقال سبحانه (الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ
الْقُلُوبُ )الرعد28) ولقد ضرب لنا القرآن الكريم نموذجا حيا لأم مؤمنة صار
إيمانها مصدر طمأنينة قلبها رغم أن حالها يستدعى الخوف والقلق، قال تعالى (وَأَوْحَيْنَا
إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي
الْيَمِّ) القصص7) إذا خافت؛ ألقته في اليم! فمع أن إلقاءه في اليم بحد ذاته مصدر
خوف عظيم، وقلق كبير، لكن إيمانها بالله أوثق وأصدق في قلبها من خوفها، فقد قال
تعالى (وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ
الْمُرْسَلِينَ ) القصص7) فكانت النتيجة في قوله تعالى (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى
أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ
حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)القصص13).
- وبه يتحقق
الاستقرار النفسي والصبر والرضا بقضاء الله تعالى؛ قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُم
بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم
مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ
عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة155-157) وقال سبحانه (مَا
أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ
قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) التغابن11) وعن ابن عباس (رضي الله
عنه)، في قوله تعالى: ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) "يهد قلبه لليقين ، فيعلم
أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه" . وقال علقمة (رضي الله
عنه): "هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيسلم ذلك
ويرضى". ولقد قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم):" عَجَبًا لأمرِ
المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ
أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ
خَيرًا لهُ " رواهُ مُسْلِمٌ)
- كما أنه باعث لمراقبة الله جل وعلا
والخوف منه سبحانه؛ فقد قال تعالى (
فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) التوبة 13) ولعل
من أهم وأعظم ثمرات خشية الله: الامن من العذاب يوم القيامة؛ فعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَرْوِي عَنْ
رَبِّهِ جَلَّ وَعَلا ، قَالَ : " وَعِزَّتِي لا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي
خَوْفَيْنِ وَأَمْنَيْنِ، إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
" .وعَنْ أَنَسٍ ؛أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) دَخَلَ عَلَى شَابٍّ،
وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : وَاللهِ، يَا رَسُولَ
اللهِ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ (صلى الله عليه وسلم) : لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ، فِي مِثْلِ
هَذَا الْمَوْطِنِ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا
يَخَافُ. ابن ماجه، وغيره)
- كما أنه باعث لحسن التوكل على الله
جل وعلا؛ فقد قال سبحانه (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
)التوبة51) وقال جل وعلا (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
) المائدة23)
- من اسباب
سعة الرزق فقد قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا
لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) الأعراف: 96).
- كما
أنه باعث لتحقيق المحبة والألفة والمودة والتراحم والتكافل؛ فعَنْ أَنَسٍ عَنِ
النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ "لاَ يُؤْمِنُ
أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" رواه البخاري)
وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ
كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ثُمَّ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ"
رواه البخاري) وقالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) " أَيُّمَا
مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِناً عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِناً عَلَى ظَمَإٍ
سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَأَيُّمَا
مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِناً عَلَى عُرْىٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ
"وقال صلى الله عليه وسلم " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ
وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ".
- تحصيل مـعية الله الخاصة، قال سبحانه (وأَنَّ اللَّهَ مَعَ
الْمُؤْمِنِينَ ) الأنفال19) فاذا كان الله مع العبد فما الذي يحزنه؛ والله (جل وعلا) يقول حكاية عن نبيه المصطفى (صلى الله عليه وسلم) (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ
إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) التوبة
40) ومن كان الله معه فمما يتحير، والله (جل وعلا) يقول حكاية عن نبيه موسى (عليه
السلام) (إِنَّ
مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) الشعراء62) وما أعظم قول الله (سبحانه وتعالى) في
الحديث القدسي:" وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ
مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ
بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي
يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ
بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا
فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ
مَسَاءَتَهُ" رواه البخاري)
- الفوز
بالجنة؛ قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي
جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ) التوبة72) وقال جل وعلا (إِنَّ
الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ
وُدًّا) مريم96) ويقول عز وجل (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا
مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ
مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)البقرة
25)
إن الإيمان هو
سبب مباشر لضبط النفوس وحفظ الجوارح وافشاء المحبة والمودة؛ لما يتضمنه من تهذيب
للسلوك وتنقية للقلوب، ومن ثم فوز وفلاح في الدنيا والآخرة؛ فالإيمان إذا استقر في
قلب المؤمن وذاق المؤمن حلاوته ظهرت آثاره على تصرفاته تجاه خالقه ونفسه ومجتمعه،
فكانت حركاته طاعة وسكناته طاعة واعيا بقول الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )الحشر18)
فاللهم حبب إلينا
الإيمان وزينه في قلوبنا
وأحفظ
مصر وجيشها وشعبها من كل مكروه وسوء .
===== كتبه
=====
محمد حســــن داود
إمام وخطيب ومدرس