recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة: اتساع أبواب الخير في الرسالة المحمدية - للشيخ / محمد حســن داود

 

خطبة بعنوان:
اتساع أبواب الخير في الرسالة المحمدية
للشيخ / محمد حســن داود
14 من مايو 2021م



العناصـــــر: مقدمة.
- الفطن من جعل حياته كلها رمضان.
- اتساع أبواب الخير في الرسالة المحمدية.
- المداومة على العمل الصالح ودعوة القران والسنة اليها.
- دعوة إلى طُرق أبواب الخير والحسنات، وترك أبواب الشر والسيئات.

الموضـــوع : الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) (آل عمران133) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "أَحَبُّ الأَعمَالِ إِلى اللهِ أَدوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ " (رواه البخاري)، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

فبالأمس القريب كنتم في شهر رمضان، تصومون نهاره، وتقومون ما تيسر من ليله، وتتقربون إلى ربكم بفعل الطاعات، وهجر الشهوات، وترك السيئات، ثم مضت تلك الأيام، فمن أحسن فليحمد الله وليواصل الإحسان، فقد قال الله جل وعلا (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل 97) ومن كان على غير ذلك من الطاعة فليرجع إلى الله، وليصلح العمل ما دام في وقت الإمكان، فقد قال الله جل وعلا (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (الزمر53) وعَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" (رواه مسلم)

فان كنا بالأمس القريب ودعنا شهر رمضان، فينبغي أن لا نودع ما تعلمناه في هذه المدرسة الرمضانية من أخلاق وسلوك وآداب، بل يجب أن تبقى آثاره، واقعا لا انفكاك منه على الدوام، فنجعل أيامنا كلها رمضان، نصوم فيها عن المحرمات، ونجتهد وننافس في الطاعات، فالعمر كله فرصة للخيرات ومغنم للحسنات؛ وطريق للاستقامة على الطاعة والعبادة؛ فلقد قال الله جل وعلا (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران133) ولقد سُئِل بشر الحافي (رحمه الله) عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضان تركوا، قال: " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان "

ومن ثم فإن الفطن من لا يفرق بين رمضان وغيره في الطاعة، إذ إن أجر الأعمال الصالحة وفضلها ليس مقصورا على رمضان فحسب، كما أن أبواب الخير ليست متسعة في رمضان فحسب، بل إن الناظر في رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم)، ليدرك مدى سعة أبواب الخير، ومدى كثرة سبل البر، ومدى كثرة طرق المعروف، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَيْسَ مِنْ نفس بن آدَمَ إِلَّا عَلَيْهَا صَدَقَةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمِنْ أَيْنَ لَنَا صَدَقَةٌ نَتَصَدَّقُ بِهَا؟ فَقَالَ: "إِنَّ أَبْوَابَ الْخَيْرِ لَكَثِيرَةٌ: التَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ، وَتَهْدِي الْأَعْمَى، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَتِهِ، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ مَعَ اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَحْمِلُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ" (رواه ابن حبان).

فطرق الخير كثيرة، وأبواب البر مشرعة مفتحة، والأعمال الصالحات واسعة الميادين، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ "(رواه مسلم) فإذا كان اللقاء بوجه طليق معروف لا يحق لأحد أن يقلل من أجره وفضله، فكيف بمن يطعم الجائع ويجيب السائل ويعين المحتاج، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تَطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا" فهذا باب عظيم من أبواب الخير، وإذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " بينما كلب يُطِيفُ بركِيَّةٍ كاد يقتله العطش، إذ رأتْه بغيٌّ مِن بَغايا بني إسرائيل، فنزعت مُوقَها فسَقَتْه، فغُفرَ لها به" فكيف بمن يسقى ويطعم ويقضي حاجة الفقراء والمحتاجين.

كذلك لا شك أن التقرب الى الله (عز وجل) بذكر أو دعاء أو قيام أو صيام هو من أبواب الخير التي حثنا القران الكريم وكذلك السنة النبوية أن نطرقها ولا نتركها، ففي الحديث القدسي: "وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ" (رواه البخاري)

وان من رحمة الله تعالى بعبادِه أن تابع عليهم مواسِمَ الخير، فلا يكاد ينتهي موسم حتى يحل موسم آخر، يناشد الهمم أن تتقرب إلى الله، فتخرج الأمة من بر إلى بر، ومن خير إلى خير، يتزود فيه العِباد من الطاعة، فترفع لهم الدرجات، و تضاعف لهم الحسنات؛ فما ودع المسلمون رمضان حتى نفحتهم ستة شوال، فبصيامها يستكمل العبد أجر صيام الدهر كله كما قال صلى الله عليه وسلم " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدّهْرِ " وتفسير ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم " صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بِشَهْرَيْنِ فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ ".  غير أن الصائمين لرمضان إذا وفوا أجورهم، ثم عاودوا الصيام في شوال فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكراً لهذه النعمة، فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب، ولقد كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً على التوفيق .

إننا وقد ودعنا شهر رمضان الكريم، ينبغي أن لا نودع أبواب الخير، فحرى بمن صلى وصام وتصدق وقام، وذكر الله وأسهر ليله بقراءة القرآن، أن يداوم على الطاعات والقربات، فقد قال تعالى﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ (الحجر 99) ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) "أَحَبُّ العَمَلِ إِلى اللهِ مَا دَاوَمَ عَلَيهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ" (رواه مسلم ) وتلك كانت صفة عمل النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا عمل عملا أَثبَتَهُ، فلما سُئِلَت السيدة عائشة رضي الله عنها " يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ كيف كان عَمَلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنْ الْأَيَّامِ ؟ قَالَتْ " لاَ ، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً " (رواه البخاري ) وعنها أيضا أنها قالت " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا " (رواه مسلم)

ولقد تنوعت إشارة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته إلى المداومة على العمل الصالح ومن ذلك ما جاء في المداومة على التوبة، إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ" (رواه مسلم)، وفي المداومة على الصلاة فرضا ونفلا؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ . قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا " (متفق عليه ) وعن رَبِيعَة بْن كَعْبٍ الأَسْلَمِيُّ ، قَالَ : " كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ، فَقَالَ لِي: سَلْ، فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ: فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ " (رواه مسلم) وفى الدعاء ؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ:  " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ أّنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلى ذِكُرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ "(رواه أبو داود والنسائي) وفى ذكر الله جل وعلا وتسبيحه والثناء عليه؛ عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ " أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ، قَالَ" لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ " رواه الترمذي) وفي التحلي بحسن السلوك والأخلاق، ونبذ ذميمها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ )

وبهذا المنهج النبوي الكريم والتوجيه المحمدي العظيم، أخذ كثير من الصحابة والسلف الصالح، فكانوا يعرفون بأعمال صالحة مدى أعمارهم كلها لا يتركونه ولا يفرطون فيها، فهذا بلال رضي الله عنه؛ يقول له النبي صلى الله عليه وسلم: "يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ  (أي تحريك نعليك) بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ " قَالَ: "مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ". ويقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَلَقَّتِ الْمَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَقَالُوا: أَعَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، قَالُوا: تَذَكَّرْ، قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ، وَيَتَجَوَّزُوا عَنِ الْمُوسِرِ، قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَجَوَّزُوا عَنْهُ " (رواه مسلم )

فما أعظم أن نمتثل أمر الله سبحانه وهدى النبي صلى الله عليه وسلم فنسارع إلى الخيرات ونداوم على الطاعات ونكثر من القربات، فقد قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون)(الحج 77)

وكما علَى المسلم أَن يحرِص على أبواب الخير ولو كانت قليلةً فعليه أن يحذَرَ أبواب الذنوب ولو كانت حقيرةً؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ" وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنْ قَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِالْمُحَقَّرَاتِ" (رواهما أحمد)

خَلِّ الذُّنُوبَ حَقِيـــــــــرَهَا *** وَكَثِيرَهَا فَهُـــوَ التُّقَى
كُنْ مِثْلَ مَاشٍ فَوْقَ أَرْ ضِ *** الشَّوْكِ يحْذَرُ مَا يَــرَى
لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيـــــــــــــرَةً *** إِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصَى

نسأل الله العون على ذكره وشكره وحسن عبادته
وأن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال
وأن يحفظ مصر وجيشها من كل مكروه وسوء

=== كتبه===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
ماجستير في الدراسات الإسلامية

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر       -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)    اضغط هنا 
لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر       -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف     -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا

google-playkhamsatmostaqltradent