recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة: المفهوم الأوسع للصدقة - للشيخ / محمد حســــن داود (1 ذو القعدة 1442هـ - 11 يونيو 2021م)

 

خطبة بعنوان:
المفهوم الأوسع للصدقة
للشيخ / محمد حســــن داود
1 ذو القعدة 1442هـ - 11 يونيو 2021م


العناصـــــر :    مقدمة
- الصدقة ومكانتها ودعوة الإسلام إليها.
- الصدقة بالمال وأثرها وفضلها.
- كل معروف صدقة.

الموضـــــوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (البقرة 272) ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا "(متفق عليه) اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

فلقد شرع الله (سبحانه وتعالى) لعباده من الطاعات والعبادات ما يتقربون به إليه، ويصلون به إلى مرضاته ورحمته، ومن ذلك: فعل الخيرات والإكثار من الصدقات؛ فقد قال تعالى (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) (الحديد 7)، وقال سبحانه (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) (المنافقون10) ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) "مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ, وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ" (رواه البخاري)، وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) أنه قَالَ: "ذُكِرَ لِي أَنَّ الْأَعْمَالَ تَبَاهِي فَتَقُولُ الصَّدَقَةُ: أَنَا أَفْضَلُكُمْ".

فالصدقة دليل الإيمان إذ يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) "والصَّلاة نور، والصَّدقة بُرهان". بها يصل العبد إلى حقيقة البر، فقد قال تعالى (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ) (آل عمران 92) كما أنها وقاية للعبد من النار، إذ يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" (رواه البخاري)، وطريق للفوز بالجنة، فقد قال تعالى (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (آل عمران 133- 136)

والصدقة مودة وألفة؛ فيها انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحته، فيها طهارة النفس من البخل والشح وسلامة الصدر من الكراهية والحقد والغل، فيها الصلة والبر والإحسان، بها تُحْفَظ الأموال من الآفات والهلكات، وتحل البركة والنماء والزيادة بما هو أنفع وأكثر وأطيب، قال تعالى (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُون ) (البقرة 272) فيها تعظيم الأجور، قال تعالى (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة245)، وقال سبحانه (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة261) فيها مغفرة الذنوب، فقد قال تعالى (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة271) ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم)" وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةِ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ "(رواه ابن ماجه)، وكل متصدق في ظل صدقته يوم القيامة، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ" (رواه ابن حبان)، وقد ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "رَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ" (رواه البخاري) وفيها دواء للأمراض القلبية، كما في قوله صلى الله عليه وسلم، لمن جاء يشكو إليه قسوة قلبه: "أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ وَتُدْرِكَ حَاجَتَكَ" قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "ارْحَمِ الْيَتِيمَ وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ يَلِنْ قَلْبُكَ وَتُدْرِكْ حَاجَتَكَ"، بل ودواء الأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ" وبها تستر العورات، وتدفع الشدائد، فكم من صدقة فرّج الله بها هما وأزال بها غما؛ ذكر الإمام الشوكانى، قصة عجيبة ونكتة غريبة في بلد شامى الحرجة تسمى الحمرة وذلك: (أنه كان فيها رجل من الزرعة وكان ذا دين وصدقة فاتفق أنه بنى مسجدا يصلى فيه وجعل يأتى ذلك المسجد كل ليلة بالسراج وبعشائه فإن وجد في المسجد من يتصدق عليه أعطاه ذلك العشاء وإلا أكله وصلى صلاته واستمر على ذلك الحال... ثم أنها اتفقت شدة ونضب ماء الآبار وكانت له بير فلما قل ماؤها أخذ يحتفرها هو وأولاده فخربت تلك البير والرجل في أسفلها خرابا عظيما حتى انه سقط ما حولها من الأرض إليها فأيس منه أولاده ولم يحفروا له وقالوا قد صار هذا قبره .... وكان ذلك الرجل عند خراب البئر في كهف فيها فوقعت إلى بابه خشبة منعت الحجارة من أن تصيبه فأقام في ظلمة عظيمة ثم إنه بعد ذلك جاءه السراج الذي كان يحمله إلى المسجد وذلك الطعام الذي كان يحمله كل ليلة وكان به يفرق ما بين الليل والنهار واستمر له ذلك مدة ست سنين والرجل مقيم في ذلك المكان على تلك الحال ثم انه بدا لأولاده أن يحفروا البئر لإعادة عمارتها فحفروها حتى انتهوا إلى أسفلها فوجدوا أباهم حيا فسألوه عن حاله فقال لهم ذلك السراج والطعام الذي كنت أحمل إلى المسجد يأتينى على ما كنت أحمله تلك المدة فعجبوا من ذلك فصارت قضية موعظة يتوعظ بها الناس في أسواق تلك البلاد ) فـ ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )(الرحمن6)

ومع كل هذه الفضائل الكبرى والدرجات العظمي  للصدقات، إلا أن بعض الناس قد يقع في شباك الشيطان، فيزن لهم الأمور بميزان المادة، ويصور لهم أن البذل والإنفاق خسارة ومغرمًا، والحق غير ذلك كما بيَّن لنا الله (سبحانه وتعالى) وبين لنا رسوله الكريم، فما نقصت الأموال من صدقات، كما قال صلى الله عليه وسلم : " مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ" (رواه مسلم )، بل بها يفوز الانسان بالفضائل والخيرات والبركات فقد قال تعالى ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (البقرة268)، وقال تعالى (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )( سبأ39). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا"(متفق عليه).

إن الصدقات من أعظم أسباب العون وقت الشدائد والأزمات والابتلاءات، وذلك بدفع المرض وتوفير الدواء والاجهزة الطبية اللازمة، فليس هناك أعظم من إنقاذ نفس، وقد قال تعالى (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة32) قال مجاهد -في رواية- " (ومن أحياها) أي : أنجاها من غرق أو حرق أو هلكة" (تفسير ابن كثير)، فواجب الوقت الآن هو إطعامُ الجائع، ومداواةُ المريض، وحُمْلُ الكلِّ، وإكسابُ المعدوم، وهذا هديه صلى الله عليه وسلم، إذ تقول أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها) في حقه: " وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ".  كما حث صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال: "الْمُؤْمِنَ للمُؤْمِنِ كَالْبُنيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً "، ويقول أيضا: "ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ" (رواهما البخاري).

قدم لنفسك خيــــــــــرا *** وأنت مـالك مـــــالك
من قبل أن تصبح فردا *** ولون حـالك حــــالك
ولسـت والله تــــــدري *** أي المـــسالك سـالك
إما لجـنة عــــــــــــدن *** أو في المهالك هالـك

= إن الصدقة بمفهومها الأوسع لا تقف عند المال، بل تشمل فعل الخيرات على اختلاف صنوفها وألوانها، وقد قال الله تعالى (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج 77) ويقول النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ " (رواه الترمذي).

فمن الصدقات: ما جاء عَنْ جَابِرٍ (رضي الله عنه)، أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلَّا كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَلَا يَرْزَؤُهُ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةٌ"( رواه مسلم)

وما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم): " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ يُطِيقُ هَذَا؟ قَالَ: " إِنَّ تَسْلِيمَكَ عَلَى الرَّجُلِ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَعِيادَتُكَ الْمَرِيضَ صَدَقَةٌ، وَإِغَاثَتُكَ الْمَلْهُوفَ صَدَقَةٌ، وَهِدَايَتُكَ الطَّرِيقَ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ "(شعب الإيمان للبيهقي). وفي رواية: " وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ الطَّرِيقَ صَدَقَةٌ، وَعِيَادَتُكَ الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ صَدَقَةٌ، وَاتِّبَاعُكَ جِنَازَتَهُ صَدَقَةٌ، وَرَدُّكَ السَّلَامَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَدَقَة".

وما جاء عَنْ أَبِي ذَرٍّ أن النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قال: "تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ" (رواه الترمذي)

وعنه أيضا أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "لَيْسَ مِنْ نفس بن آدَمَ إِلَّا عَلَيْهَا صَدَقَةٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمِنْ أَيْنَ لَنَا صَدَقَةٌ نَتَصَدَّقُ بِهَا؟ فَقَالَ: "إِنَّ أَبْوَابَ الْخَيْرِ لَكَثِيرَةٌ: التَّسْبِيحُ، وَالتَّحْمِيدُ، وَالتَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ، وَتَهْدِي الْأَعْمَى، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَتِهِ، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ مَعَ اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَحْمِلُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، فَهَذَا كُلُّهُ صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ" (رواه ابن حبان).

فطرق الخير كثيرة، وأبواب البر مشرعة مفتحة، والصدقات واسعة الميادين؛  فإذا كانت الابتسامة صدقة لا يحق لأحد أن يقلل من أجرها، فكيف بمن يطعم الجائع ويجيب السائل ويعين المحتاج، والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول " أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تَطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا"

الناس بالناس مادام الوفـــاء بهم *** والعسر واليســـر ساعات وأوقات
وأكرم النـاس ما بين الورى رجل *** تقضى على يـــــده للناس حاجات
واشكر صنيعة فضل الله إذ جعلت *** إليــــــك لا لك عند الناس حاجات
قــد مات قوم وما ماتت فضائلهم *** وعاش قوم وهم في الناس أموات

فاللهم اجعلنا من أهل الصدقات وتفريج الكربات وقضاء الحاجات
 واحفظ مصر من كل مكروه وسوء

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
ماجستير في الدراسات الإسلامية

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا

google-playkhamsatmostaqltradent