recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة: الأشهر الحرم رسالة سلام للإنسانية - للشيخ/ محمد حســـــن داود (3 رجب 1443هـ - 4 فبراير 2022م)

خطبة بعنــــــوان:
الأشهر الحرم رسالة سلام للإنسانية
للشيخ/ محمد حســـــن داود
3 رجب  1443هـ - 4 فبراير 2022م


العناصــــــر:      مقدمة :
- مكانة الأشهر الحرم وعظم حقها.
- الأشهر الحرم رسالة سلام للإنسانية .
-  أعمال يتقرب بها العبد إلى الله في الأشهر الحرم.
- دعوة إلى تعظيم حق هذه الأشهر باغتنامها.

الموضوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) (التوبة36) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ، مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى، وَشَعْبَانَ "(رواه البخاري ومسلم) اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فمن فضل الله (جل وعلا)، أن فضل بعض الأزمنة على بعض، وجعلها مواسم للطاعات، مواسم للخيرات، تحمل النفحات والبركات، تضاعف فيها الأجور، وتكثر فيها الحسنات، وترفع فيها الدرجات، ولا شك أن من أعظمها شرفا، وأرفعها قدرا، وأكثرها فضلا: " الأشهر الحرم " قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) (التوبة36)، يقول قتادة: " إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلاً، ومن الناس رسلاً، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان، والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعظموا ما عظم الله، إنما تعظيم الأمور بما عظم الله به عند أهل الفهم وأهل العقل" (تفسير ابن كثير)، ولقد بين لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) هذه الأشهر فقَالَ: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ، مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى، وَشَعْبَانَ "(رواه البخاري ومسلم)

وسميت هذه الأشهر الأربعة حرماً لقداستها وعظم مكانتها وحرمتها، فقد جاءت الشريعة بتحريم القتال فيها، وفي هذا بيان للناس جميعهم أن الاسلام دين السلام وأن نبيه نبي الرحمة والإنسانية والسلام، قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء 107) وأن الإسلام ليس متشوقا أبدا إلى قتال، بل يكف عن ذلك ما وجد السبيل، والله (جل وعلا) يقول (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )(الأنفال61) والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: " لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ" (متفق عليه)،

إن هذه الأشهر عظيمةَ القدر والمكانة في شرع الله بلا شك، ومن ثم فحري بالعبد أن يعمرها بما يرضي الله (عز وجل)، ومنه تعظيم الحرمات، فذلك من أمارات خيريَّة العبدِ وتقواه، كما قال سبحانه ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾(الحج 30)، وقال سبحانه ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب﴾(الحج 32)، وعَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) أَنَّهُ قَالَ: "لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِى يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا " قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ، قَالَ : " أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ".

- المداومة على التوبة والإكثار من الاستغفار: فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة، ففيها فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، قال تعالى (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (النور31)

- تحري فعل الخيرات والأعمال الصالحات، إذ يقول الله (جل وعلا): (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران 133) وقال سبحانه (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (المؤمنون 51) ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم ) "إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا "(رواه الطبراني في المعجم الأوسط والكبير)، والأعمال الصالحة لا تقف عند باب، فطرق الخير كثيرة، وأبواب البر مشرعة مفتحة، وإن من أفضل ما يتقرب به العبد الى الله في هذه الايام: "الصيام"؛ فما أعظم فضله وأجره في هذه الشهور، فعَنْ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ، عَنْ أَبِيهَا، أَوْ عَمِّهَا: أَنَّهُ أَتَى رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ثُمَّ انْطَلَقَ، فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَمَا تَعْرِفُنِي؟، قَالَ: " وَمَنْ أَنْتَ؟ "، قَالَ: أَنَا الْبَاهِلِيُّ الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ أَوَّلِ، قَالَ: " فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟ "، قَالَ: مَا أَكَلْتُ طَعَامًا مُنْذُ فَارَقْتُكَ إِلَّا بِلَيْلٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " لم عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟ "، ثُمَّ قَالَ: " صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ"، قَالَ: زِدْنِي فَإِنِّي بِي قُوَّةً، قَالَ: " صُمْ يَوْمَيْنِ "، قَالَ: زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: " صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ "، وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثَةِ فَضَمَّهَا ثُمَّ أَرْسَلَهَا (رواه أبو داود).

- البعد عن الذنوب والآثام وما فيه معصية؛ فإن كانت المعصية قبيحة في كل وقت فإنها في هذه الأشهر أشد وأعظم، وعلى الجانب الآخر إن كان العمل الصالح في غيرها له أجر عظيم، ففي هذه الأشهر أعظم، فعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: "اختص الله (سبحانه وتعالى) أربعة أشهر جعلهن حرماً، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيها أعظم، وجعل العمل الصالح والأجر أعظم". وقال قتادة: "العمل الصالح أعظم أجرًا في الأشهر الحرم، والظلم فيهن أعظم منه فيما سواهن وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا"(تفسير البغوي والخازن).

إن جماع الخير في كل ما فيه طاعة الله (عز وجل)، وجماع الشر في كل ما يغضب الله (سبحانه وتعالى)، فمن ذا الذي أطاع الله (جل وعلا) فشقي بطاعته، ومن ذا الذي عصى الله (سبحانه) فسعد بمعصيته، والله تعالى يقول (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ) (طه 123، 124) ويقول سبحانه (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (النساء13/14) ويقول عز وجل (فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) (النازعات 37-41) و يقول ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ لِلْحَسَنَةِ نُورًا فِي الْقَلْبِ، وَضِيَاءً فِي الْوَجْهِ، وَقُوَّةً فِي الْبَدَنِ، وَزِيَادَةً فِي الرِّزْقِ، وَمَحَبَّةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ، وَإِنَّ لِلسَّيِّئَةِ سَوَادًا فِي الْوَجْهِ، وَظُلْمَةً فِي الْقَلْبِ وَوَهَنًا فِي الْبَدَنِ، وَنَقْصًا فِي الرِّزْقِ، وَبُغْضَةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ". لذلك ولغيره، لما سألت أم أنس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الوصية، فقال لها: " اهْجُرِي المَعَاصِيَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ "وكما علَى المسلم أَن يحرِص على أبواب الخير ولو كانت قليلةً إذ يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) "اِتَّقَوْا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةِ طَيِّبَةِ" (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)، ويقول: لَا تُحَقِّرِنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهِ طَلْقِ" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) عليه أن يحذَرَ أبواب الذنوب ولو كانت حقيرةً؛ فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : "إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ" (رواه أحمد)

خَلِّ الذُّنُوبَ حَقِيــــــــــرَهَا *** وَكَثِيرَهَا فَهُـــوَ التُّقَى
كُنْ مِثْلَ مَاشٍ فَوْقَ أَرْ ضِ *** الشَّوْكِ يحْذَرُ مَا يَــرَى
لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيـــــــــــــرَةً *** إِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصَى

إن لسان حال بلوغنا شهر رجب يدعونا جميعا إلى اغتنامه، فهو من الأشهر الحرم، كما يدعونا جميعا الى اغتنام جميع الأيام والأوقات:

 فالأيام سرعان ما تمر، والشهور سرعان ما تنقضي، وإذا نحن في شهر رجب الذي مضى قُبْله نصف عام هجري، وقد كنا بالأمس القريب نستقبل هذا العام، هذا من جانب.

 ومن آخر: أن الله (عز وجل) قد تفضل علينا أن بلغنا أول أيام شهور البركات والنفحات والخيرات (رجب، وشعبان، ورمضان) التي يحرص المؤمن على اغتنامها (نسأله سبحانه أن يبلغنا جميعها، ويبارك لنا فيها)، قال أبو بكر الوراق البلخي: "شهر رجب شهر للزرع، وشعبان شهر السقي للزرع، ورمضان شهر حصاد الزرع".

 ومن ثم فاللبيب العاقل يجتنب الذنوب كبيرها وصغيرها، ويسارع ويبادر إلى الخيرات، ويغتنم بالعمل الصالح مواسم الطاعات، فقد قال الله تعالى ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (البقرة 25)، فنافس في صالح الأعمال ما دمت في فسحة ونفس، فالصحة يفجؤها السقم، والقوة يعتريها الوهن، والشباب يعقبه الهرم، فقد قال صلى الله عليه وسلم" اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابُكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتُكَ قَبْلَ سِقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغُكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتُكَ قَبْلَ مَوْتِكَ "

فَبَـــادِرْ شَبَابَـــكَ أَنْ يَهْرَمَــا  ***  وَصِحَّـــةَ جِسْمِـــكَ أَنْ تَسْقَمَا
وَأَيَّامَ عَيْشِكَ قَبْلَ الْمـَمَــاتِ  ***  فَمَا دَهْرُ مَنْ عَاشَ أَنْ يَسْـلَمَا
وَوَقْـتَ فَـرَاغِــكَ بَـــادِرْ بهِ  ***  لَيَــــالِيَ شُغْلِكَ فِي بَـعْضِ مَا
وَقَــدِّمْ فَكُـــلُّ امْـرِئٍ قـَــادِمٌ  *** عَلَى بَعْضِ مَا كَانَ قَدْ قَدَّمَـــــا

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
واحفظ
مصر من كل مكروه وسوء

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
ماجستير في الدراسات الإسلامية

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا

google-playkhamsatmostaqltradent