خطبة بعنوان:
التكاتف الوطني في التعامل مع الأزمات
للشيخ / محمد حســـــــن داود
15 شعبان 1443هـ - 18 مارس 2022م
العناصــــــر: مقدمة :
- التكاتف
الوطني في التعامل مع الأزمات، قيمة إسلامية وخلق حضاري.
- التكاتف الوطني في التعامل مع الأزمات ؛ صوره وفضله.
- دعوة إلى تحقيق معاني التكاتف الوطني في التعامل مع الأزمات.
الموضوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في
كتابه العزيز: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى
الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
(المائدة 2)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا
محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ
أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ" (رواه مسلم) ويقول: "مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً
مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ،
وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ
فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" اللهم صل وسلم
وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فإن من أعظم القيم الإسلامية، والأخلاق
الراقية، والمظاهر الحضارية: "التكاتف الوطني في التعامل مع الأزمات"؛
فالإسلام يريد أن تكون الألفة بين الناس موثقة؛ فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف"، وأن
تكون قيم التعاون والتكافل بينهم محققة؛ فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "مَنِ
اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ" (رواه مسلم)، وأن يحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لَا
يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (رواه
البخاري)، فيكون المجتمع وبخاصة وقت الشدائد والأزمات؛ كما صوره النبي (صلى الله
عليه وسلم) فقال: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ،
مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ
وَالْحُمَّى" (رواه مسلم). وإن من أجل صور هذا التكاتف:
- التعاون والتكافل وتفريج الكربات
وقضاء الحاجات ومساعدة الفقير وإعانة المحتاج، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة
2)، وعن عبد الله ابن عمر (رضي الله عنهما)، أن النبي (صلى الله
عليه وسلم) قال: "أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ
إلى اللهِ (عزَّ وجلَّ) سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ
يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ
أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، (يعني مسجدَ المدينةِ) شهرًا". وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ) إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ
يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):
"مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ،
وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ"(رواه
مسلم).
فكم وجّه النبي (صلى الله عليه وسلم)
إلى التكافل والتكاتف والتعاون، وكم كان متهللا حين يرى هذه القيم في أسمى معانيها
على أرض الحقيقة والواقع، بينما يتغير وجهه حين يرى خلاف ذلك؛ فعندما جاءه قوم
يبدو عليهم شدة الفقر، ويظهر على ملابسهم شدة الحاجة، يقول الراوي: فَتَمَعَّرَ وَجْهُ
رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ،
فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ
فَقَالَ:" (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ
نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) (النساء 1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. وَالْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ:
(اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ) (الحشر
18) تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ
بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ - حَتَّى قَالَ - وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" فَجَاءَ
رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ،
قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ،
حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَتَهَلَّلُ،
كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ (رواه مسلم)، وبمثل هذا مدح النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):
الأَشْعَرِيِّينَ، فقال "إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ،
أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي
ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ،
فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ" (رواه البخاري ومسلم).
فمن أعان غيره وأوصل للآخرين خيره؛ فقد فاز
بأجر عظيم وفضل كبير، والله (سبحانه وتعالى) يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا
وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (الحج 77)
ويقول (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ
خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا)(المزمل20) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "مَنْ نَفَّسَ
عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً
مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ
عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ
فِي عَوْنِ أَخِيهِ" (رواه مسلم) واستمع لقول السيدة خديجة (رضي الله عنها)
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين جاءها من غار حراء يرجف فؤاده في اللحظات الأولى من نزول
الوحي عليه إذ قالت له:" كَلاَّ
واللهِ لاَ يُخْزِيكَ اللهُ أَبَداً، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحمِلُ الكَلَّ-
أَي الضَّعِيف- وتَكْسِبُ المَعدومَ، وتَقري الضَّيفَ، وتُعِينُ عَلَى نَوائِبِ الحَقِّ"
(أي تعين غيرك في الشدائد والأزمات).
ولقد سطر الصحابة (رضي الله عنهم) بأحرف
من نور أروع الأمثلة في التعاون والتكافل والتكاتف وقت الشدائد والأزمات، فأنظر
فعل عثمان بن عفان (رضي الله عنه) فعن ابن عباس قال: قحط الناس في زمان أبي بكر، فقال
أبو بكر: لا تمسون حتى يفرج الله عنكم. فلما كان من الغد جاء البشير إليه قال: قدمت
لعثمان ألف راحلة براً وطعاماً، قال: فغدا التجار على عثمان فقرعوا عليه الباب فخرج
إليهم وعليه ملاءة قد خالف بين طرفيهما على عاتقه فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: قد بلغنا
أنه قد قدم لك ألف راحلة براً وطعاماً، بعنا حتى نوسع به على فقراء المدينة، فقال لهم
عثمان: ادخلوا. فدخلوا فإذا ألف وقر قد صب في دار عثمان، فقال لهم: كم تربحوني على
شرائي من الشام؟ قالوا العشرة اثني عشر، قال: قد زادوني، قالوا: العشرة أربعة عشر،
قال: قد زادوني. قالوا: العشرة خمسة عشر، قال: قد زادوني، قالوا: من زادك ونحن تجار
المدينة؟ قال: زادني بكل درهم عشرة، عندكم زيادة؟ قالوا: لا!! قال: فأشهدكم معشر التجار
أنها صدقة على فقراء المدينة قال عبد الله بن عباس: فبت ليلتي فإذا أنا برسول الله
(صلى الله عليه وسلم) في منامي وهو على برذون أشهب يستعجل؛ وعليه حلة من نور؛ وبيده
قضيب من نور؛ وعليه نعلان شراكهما من نور، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد
طال شوقي إليك، فقال صلى الله عليه وسلم: إني مبادر لأن عثمان تصدق بألف راحلة، وإن
الله تعالى قد قبلها منه وزوجه بها عروسا في الجنة، وأنا ذاهب إلى عرس عثمان"
(الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري).
- إن تحقيق التكاتف وفقه الأزمات يتطلب
تحقيق كل معاني الصدق في التجارة، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "التَّاجِرُ
الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ" (رواه
الترمذي) وإن من ذلك:
- نبذ الغش: فلا يبيع إنسان معيبا إلا بينه؛
إذ يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا
يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ بَاعَ مِنْ أَخِيهِ بَيْعًا فِيهِ عَيْبٌ إِلَّا بَيَّنَهُ لَهُ"
ويقول: "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا
بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا
"(رواه البخاري) وكأن الجزاء من جنس العمل؛ فمن يحتال ابتغاء مكسب أكثر، تكون
العاقبة أن محقت بركة البيع والكسب، ولقد مَرّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عَلَى
صُبْرَةِ طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا، فَقَالَ:
مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟ قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ،
قَالَ: أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ
مِنِّي "(رواه مسلم).
- وفاء الكيل والميزان: فلقد اهتم القرآن
بهذا الجانب من المعاملة، وجعله من وصاياه، قال تعالى: (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ
بِالْقِسْطِ)(الأنعام152)، وقال سبحانه: (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم
ذلك خير وأحسن تأويلا) (الإسراء35) أما التطفيف فله عواقب وخيمة، قال تعالى (وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفينَ * الَّذينَ إِذا اكْتالوا عَلى النّاسِ يَسْتَوْفونَ * وَإِذا كالوهُمْ
أو وَزَنوهُمْ يُخْسِرونَ * أَلا يَظُنُّ أولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعوثونَ * لِيَوْمٍ
عَظيمٍ* يَوْمَ يَقومُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمينَ)(المطففين1-6)
- عدم احتكار السلع: فقد قَالَ رَسُولِ
اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "لَا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئٌ"
(رواه مسلم) إذ إن احتكار السلع سلوك ذميم، يحمل في طياته بذور الضرر للناس، غير أن
فيه دلالة على محبة الذات وتقديم النفس على
حساب الآخرين، فما أشد عواقبه؛ إذ يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) "مَنِ
احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ، وَبَرِئَ اللَّهُ
مِنْهُ". وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ
ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ وَالْإِفْلَاسِ " (رواه ابن ماجه)
. وإن العاقل ليعجب: كيف أن الاسلام قد
حرم الغش والتدليس والاحتكار في كل الأوقات، هذا من جانب، ومن جانب آخر أن الاسلام
حث على التكافل والتراحم في كل الأوقات؛ ثم تسمع عن محتكر أو غاش في وقت الشدائد
والأزمات، الوقت الذي يتأكد عليه فيه أن يجيب السائل، ويقضي الحوائج، ويفرج الكرب،
ما دام قادرا على ذلك؟!
إن التكاتف وقت
الأزمات صفة شاملة لكل صور التعاون والإيثار وتقديم العون للمحتاج؛ فما أحوجنا إلى
تحقيق هذه المعاني السامية والقيم الراقية، وقد قال الله تعالى: (وَمَا تُنفِقُواْ
مِنْ خَيْرٍۢ فَلِأَنفُسِكُمْ) (البقرة 272)، وقال سبحانه (وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا
يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ) (محمد 38)، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "صَنَائِعُ
الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ, وَالْآفَاتِ وَالْهَلَكَاتِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ
تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ, وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا,
هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ". ولله در القائل:
ﺻﻨﻊُ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞِ ﻭَﻓﻌﻞُ
ﺍﻟﺨﻴــﺮِ ﺇِﻥْ ﺃُﺛِﺮﺍ *** ﺃﺑﻘﻰ ﻭَﺃَﺣﻤﺪ ﺃَﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺃَﺛــــــَﺮﺍ
ﺑَﻞْ ﻟﺴﺖُ ﺃَﻓﻬﻢ
ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺳﻮﻯ *** ﻋــــﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒِ ﻭﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺜﺮﺍ
ﺇِﻥْ ﻛــــــﺎﻥ
ﻗﻠﺒﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﻄﻔﻪ ﻋﺎﻃﻔﺔٌ *** ﻋَﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻓﺎﺳﺘﺒﺪﻝْ ﺑﻪ ﺣﺠﺮﺍ
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الخير والمعروف
في الدنيا والآخرة
وأن يحفظ مصر من كل مكروه وسوء
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
ماجستير في الدراسات الإسلامية
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا