خطبة بعنـوان:
أسمــــــاء الله الحسنــــى
بركتها وأثر فهمها في حياتنا
للشيخ / محمد حســــن داود
(22 شوال 1444هـ - 12 مايو 2023م)
العناصــــــر: مقدمة :
- أسماء الله الحسنى وفضلها وحديث القرآن عنها.
- أثر فهم أسماء الله الحسنى في حياتنا.
- بركات أسماء الله الحسنى في الدنيا والآخرة.
الموضـــــوع: الحمد
لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ
الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأعراف 180)، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه
الشريف: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا،
مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ" (متفق عليه) اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى
آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فإن من أعظم ما يقوي الإيمان
في القلب معرفةُ أسماء الله الحسنى والحرص على فهم معانيها والتعبد لله بها، قال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا
هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ
الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ
الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الحشر 22- 24) قال ابن رجب الحنبلي: "أصلُ الخشوع الحاصلُ في القلبِ، إنَّما هوَ من معرفةِ
اللَّه، ومعرفةِ عظمتِهِ وجلاِلهِ وكمالِهِ، فمن كانَ باللَّه أعرفَ كانَ له أخشعَ".
فهي طريق إلى معرفة
الله (سبحانه وتعالى)، حيث يزداد الإيمان وتزداد مراقبة الله (سبحانه) في السر
والعلن، وكلما قويت هذه المعرفة في العبد عظم إقباله على الله واستسلامه لشرعه ولزومه
لأمره وبعده عن نواهيه، وقد قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
) (فاطر 28) فمن كان بالله أعرف فهو
منه أخوف، ومن كان به أعلم كان على شريعته أقوم، قال ابن كثير: " كلما كانت المعرفة
للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية
له أعظم وأكثر" (تفسير ابن كثير) كما يقول السعدي: "معرفة الله تعالى تدعو
إلى محبته وخشيته، وخوفه ورجائه، وإخلاص العمل له، وهذا عين سعادة العبد، ولا سبيل
إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه وصفاته، والتفقه في فهم معانيها" (تفسير
السعدي)، فحينما سأل المشركون النبي (صلى الله عليه
وسلم) عن الله (عز وجل) أنزل الله (سبحانه وتعالى): (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
* اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)
(سورة الإخلاص).
ولقد كان رسول اللَّه (صلى
الله عليه وسلم) أشد الناس خشية للَّه (تبارك وتعالى) ؛ حيث إنه صلى الله عليه
وسلم أعلم الناس به، إذ تقول أم المؤمنين عَائِشَةُ: صَنَعَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا) فَرَخَّصَ فِيهِ، فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ، فَبَلَغَ
ذَلِكَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَخَطَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ
قَالَ: "مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَاللَّهِ
إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً" وعنها رضي
الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )إِذَا
أَمَرَهُمْ، أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ، قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا
كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ
يَقُولُ: "إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا" (رواهما البخاري).
ولقد جاء في القرآن الكريم
آياتٌ صريحة دعت إلى معرفة أسماء الله الحسنى وفهما وتدبرها، من ذلك قوله تعالى:
(فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة ٢٠٩)، وقوله سبحانه: (اعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (المائدة ٩٨)،
وقوله عز وجل: ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (البقرة٢٦٧)، وقوله جل
وعلا: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (البقرة ٢٤٤) وغيرها الكثير.
فلأسماء الله وصفاته آثارها
التي ينبغي أن تظهر على العبد في عبوديته لربه (سبحانه وتعالى):
- فإذا علم العبد أن الله
سميع بصير إذ يقول سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
(الشورى 11) لا يخفى عليه مثقال ذرة في السماوات والأرض، أورثه ذلك الخشية من ربه،
فلا يراه حيث نهاه، ولا يسمع منه إلا ما يرضيه، وقد جاء عن زيد بن أسلم أنه قال : مَـرّ
ابن عمر براعي غنم فقال : يا راعي الغنم هل مِن جَزرة ؟ قال الراعي : ليس ها هنا ربها
، فقال ابن عمر : تقول أكلها الذئب ! فرفع الراعي رأسه إلى السماء ثم قال : فأين الله
؟ قال ابن عمر : فأنا والله أحق أن أقول فأين الله ، فاشترى ابن عمر الراعي واشترى
الغنم فأعتقه وأعطاه الغنم. وقد ذكر ابن رجب رحمه الله: أن رجلا راود امرأة في صحراء
في ليل دامس فأبت، فقال لها : ما يرانا إلا الكواكب، فقالت : فأين مكوكبها ؟.
- وإذا علم العبد أن
الله (سبحانه وتعالى) هو الرزاق الكريم، إذ يقول عز وجل (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ
إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ
فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (هود 6) علم العبد أن الرزق مقسوم وهو عند ربه معلوم، وما
كان عند الله لا يطلب بمعصيته، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " لا يَسْتَبْطِئَنَّ
أَحَدٌ مِنْكُمْ رِزْقَهُ، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَلْقَى فِي رُوعِيَ
أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ رِزْقَهُ،
فَاتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنِ اسْتَبْطَأَ
أَحَدٌ مِنْكُمْ رزْقَهُ، فَلا يَطْلُبْهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لا
يُنَالُ فَضْلُهُ بِمَعْصِيَةٍ " (مستدرك الحاكم).
- وإذا علم العبد أن
الله (سبحانه وتعالى) هو التواب الرحيم، يغفر الذنب ويقبل التوب، ما قنط وما يأس
إذا أذنب، وإنما رجع وتاب واستغفر، وقد قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم) (الزمر 53)، وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ:
"قَالَ اللَّهُ (تَبَارَكَ وَتَعَالَى): يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي
وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ
لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ،
وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا
ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً
" (رواه الترمذي).
- وإذا علم العبد أن
الله (سبحانه وتعالى) بيده الأمر كله، فهو سبحانه الخافض والرافع والمعز والمذل؛ أوجبت
هذه المعرفة حسن التوكلٍ عليه وتفويض الأمور كلها إليه، وقد قال سبحانه: (إِنَّ رَبَّكُمُ
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ
عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ
اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) ( الأعراف 54).
- ثم إنه باب إلى حسن الظن بالله (عز وجل) فإذا علم العبد أنه فقير ضعيف،
وأن الله هو الغني القوي، ورث له ذلك حسنَ
ظنه باللَّه (عز وجل) وما أعظم قول الحبيب النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبي بكر
(رضي الله عنه)، وهما في الغار: "ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ
ثَالِثُهُمَا؟".
إن فهم أسماء الله الحسنى
وتدبر معانيها والثناء عليه سبحانه من أعظم العبادات وأكثرها خيرا وبركة، فمن كان
على ذلك فقد سيقت له السعادة من غير تعب، ومن ذلك:
- أنه أمام بابا إلى الجنة:
فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً
إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "
- سبب لحب الله (عز
وجل) للعبد، فعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ (رضي الله عنها): أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ
فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا
ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالَ: "سَلُوهُ لِأَيِّ
شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟"، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ،
وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):
"أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ" وفي رواية: "حُبُّكَ إِيَّاهَا
أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ".
- بها يستجلب العبد الخير ويستدفع الضر،
فعن عُثْمَان بْن عَفَّان، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ
كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ
وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ
شَيْءٌ " (رواه الترمذي).
- طمأنينة القلب وسعادته، فقد قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ
قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ
اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد
28).
- تفريج الكرب، وزوال الهم: فعن عَبْدِ اللهِ بن مسعود
(رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):
"مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ،
وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ
فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ
أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ
بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ
صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ)
هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا " (رواه أحمد).
ولقد كان رسول الله (صلى
الله عليه وسلم) يدعو الله (سبحانه وتعالى) بأسمائه الحسنى وصفاته العلى؛ فعَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ (رضي الله عنه) قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) إِذَا كَرَبَهُ
أَمْرٌ قَالَ:" يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ"،
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)، قَالَ: أن النَّبِيّ (صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" حيث إن دعاء الله (سبحانه وتعالى) بأسمائه الحسنى باب إجابة؛ فقد
قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ
يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأعراف 180) ويقول عز وجل: ( قُلِ ادْعُوا
اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
) (الإسراء١١٠)، وعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَاعِدٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ
لِي وَارْحَمْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "عَجِلْتَ
أَيُّهَا المُصَلِّي، إِذَا صَلَّيْتَ فَقَعَدْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ،
وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادْعُهُ". قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَرُ بَعْدَ ذَلِكَ
فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ
لَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "أَيُّهَا المُصَلِّي ادْعُ
تُجَبْ" (رواه الترمذي)، وعن أنس أيضا قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وسلم) جَالِسًا
وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ وَتَشَهَّدَ دَعَا فَقَالَ فِي
دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ
يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ، فَقَالَ النَّبِيُ (صلى الله عليه وسلم)
لأَصْحَابِهِ: تَدْرُونَ بِمَا دَعَا؟ قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ:
"وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ العَظِيمِ، الذِي إِذَا
دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى".
فاللهم علمنا أسمائك الحسنى وانفعنا بها في الدنيا
والآخرة
واحفظ مصر من كل مكروه وسوء
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا