خطبة بعنــــوان:
فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم)
للشيخ / محمد حســــن داود
(6 ذو القعدة 1444هـ - 26 مايو 2023م)
العناصــــــر: مقدمة
- الصلاة والسلام
على النبي (صلى الله عليه وسلم) مكانتها، والدعوة إليها.
- فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم).
-
عواقب هجر الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم).
- دعوة إلى الإكثار من الصلاة عليه (صلى الله عليه وسلم) والتحذير من هجرها.
الموضوع:
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ
وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب56) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "أَوْلَى النَّاسِ
بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً" (رواه الترمذي)، اللهم صل وسلم
وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فلقد خلق الله الخلق واصطفى منهم الأنبياء والرسل، واصطفى من الرسل أولى العزم،
واصطفى من أولي العزم رسوله محمدا، (صلى الله عليه وسلم)؛ فكرمه تكريما ليس مثله
لأحد من العالمين.
ومن تكريم الله (جل وعلا)،
للنبي (صلى الله عليه وسلم)، أن أمر بالصلاة عليه، فبدأ بذاته المقدسة سبحانه، ثم ثنى
بالملائكة، ثم كان الأمر للمؤمنين بالصلاة عليه، فقال جل وعلا: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ
وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب56) فإذا كان الله (سبحانه وتعالى) في عظمته وكبريائه،
وملائكته في أرضه وسمائه، يصلون على النبي (صلى الله عليه وسلم)، أفلا يجدر بنا وقد
هدانا الله به إلى عبادته، وجعلنا به خير الأمم، أن نكثر من الصلاة والسلام عليه،
امتثالاً لأمر الله (سبحانه وتعالى)، وإجلالاً لقدره صلى الله عليه وسلم، وتعظيماً
لشأنه، وتوقيرا؟، فقد قال الله (عز وجل): (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا
وَنَذِيرًا * لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ
بُكْرَةً وَأَصِيلًا) (الفتح8،9) عن ابن عباس قال: (وَتُعَزِّرُوهُ) يعني: "الإجلال"
( وَتُوَقِّرُوهُ ) يعني:" التعظيم". ولقد قال الله تعالى: (فَالَّذِينَ
آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الاعراف157).
كذلك وفاء لفضله صلى الله
عليه وسلم: فلقد هدى الله به من الضلالة، وعلَّم به من الجهالة، وأخرج به من الظلمات
إلى النور، قال تعالى: ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ
رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) (آل عمران164)
ومحبة له: ولقد علمتم
فضل محبته؛ فعَنْ أَنَسٍ، (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، عَنْ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟
قَالَ "وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَها " قَالَ لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ" أَنْتَ مَعَ
مَنْ أَحْبَبْتَ " (رواه البخاري).
وإجابة لقوله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ
كُنْتُمْ" (رواه أبو داود).
إن فضل الصلاة والسلام
على النبي (صلى الله عليه وسلم) عظيم، خير وفير، فذلك من أعظم الطاعات وأطيب القربات،
كنز من كنوز الخيرات:
- فأولى الناس بالنبي (صلى
الله عليه وسلم) يوم القيامة من أكثر الصلاة والسلام عليه، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ: "أَوْلَى
النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً" (رواه الترمذي)
.
- من صلى عليه صلاة عرض
اسمه عليه، ورد صلى الله عليه وسلم عليه: فعَنْ أَبِي بَكْرٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)
قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): " أَكْثِرُوا الصَّلاَةَ عَلَيَّ،
فَإِنَّ اللهَ وَكَّلَ بِي مَلَكاً عِنْدَ قَبْرِي، فَإِذَا صَلِّى عَلَىَّ رَجُلٌ
مِنْ أُمَّتِي، قَالَ لِي ذَلِكَ الْمَلَك: يَا مُحَمَّد، إِنَّ فُلاَنَ ابْنَ فُلاَنٍ
صَلَّى عَلَيْكَ السَّاعةَ " (رواه الديلمي)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ):
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم)، قَالَ: "مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ
عَلَىَّ، إِلاَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَىَّ رُوحِي، حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ
" (رواه أبو داود والبيهقي).
- من صلى عليه صلاة صلى
الله عليه بها أضعافا مضاعفة، فعَن أَبِي هُرَيرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللهِ
(صلى الله عليه وسلم) قَالَ: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ
عَشْرًا " (رواه مسلم) وعَنْ أَبِي طَلْحَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ،
فَقَالَ: "إِنَّهُ جَاءَنِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: أَمَا
يُرْضِيكَ يَا مُحَمَّدُ أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا
صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا
سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا؟" (رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَالدَّارِمِيُّ ).
من صلى عليه صلاة، صلت
بها عليه الملائكة: فعن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلا
صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ ، فَلْيُقِلَّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ
لِيُكْثِرْ ".
- فالسعيد كل السعادة من
لازم الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، فهي نبع الحسنات، ومن أعظم أبواب
الرفعة في الدرجات يمحو الله بها الخطايا والسيئات، فقد قال خير البريات (صلى الله
عليه وسلم) "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلاةً مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِها عَشْرَ صَلَواتٍ ورَفَعَهُ بِها عَشْرَ دَرَجاتٍ وكَتَبَ
لَهُ بِها عَشْرَ حَسَناتٍ ومَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئاتٍ" (رواه النسائي).
- فمن كان يرجو شفاعة الحبيب
المصطفى (صلى الله عليه وسلم)؛ فليكثر من الصلاة والسلام عليه، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : " أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ) يَقُولُ : إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ
، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ
فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ، وَأَرْجُو أَنْ
أَكُونَ أَنَا هُوَ ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ، حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ
" (رواه مسلم)
- ومن كان يرجو قبول الدعاء
فليكثر من الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، فعن فضالة بن عبيد قال: سَمِعَ النَّبِيُّ
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يُصَلِّ
عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : "عَجِلَ هَذَا "، ثُمَّ دَعَاهُ ، فَقَالَ
لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ : "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ
وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لَيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ) ، ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ " (رواه الترمذي وقال حَسَنٌ
صَحِيحٌ ) وعن ابن مسعود (رضي الله عنه)، قال: كُنْتُ أُصَلّي والنبيّ (صلى الله عليه
وسلم) وأبُو بكرٍ وعُمَرُ معه، فلما جَلَسْتُ بَدَأْتُ بالثناءِ على الله، ثم الصّلاةِ
على النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ، ثم دَعوْتُ لنَفْسِي ، فقال النبيّ (صلى الله عليه
وسلم) : سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ" (رواه الترمذي) وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (رضي
الله عنه) قَالَ: "إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ،
لا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ)" (رواه الترمذي)
- ومن كان يرجو تفريج الكربات
في الدنيا والآخرة، وزوال الهم والغم وإن تكاثرت عليه هموم الدنيا، وأسرف على نفسه
بالذنوب والخطايا فليكثر من الصلاة والسلام علي النبي (صلى الله عليه وسلم) فعن أُبَيِّ
بن كعب قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ
أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: "مَا شِئْتَ". قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ،
قَالَ: "مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: النِّصْفَ،
قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قَالَ: قُلْتُ:
فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"،
قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ: "إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ
لَكَ ذَنْبُكَ" (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح) وفي رواية عند الإمام أحمد:
قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ،
قَالَ: "إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ
وَآخِرَتِكَ " .
وإنْ أتتكَ جيوشُ
الهمِّ غازيةً *** فبالصلاةِ على المختارِ تنهزمُ
- كذلك من فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم): تثبيت
القدم على الصراط والجوازُ عليه: فعن عبدِ الرحمنِ بنِ سمرةَ قال: خرجَ علينَا
رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، فقال: "إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ عَجَبًا:
رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِى يَزْحَفُ عَلَى الصرَاطَ مَرَّةً، وَيَجْثُو مَرَّةً،
وَيَتَعَلَّقُ مَرَّةً، فَجَاءَتْهُ صَلاَتْهُ عَلَىَّ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَأَقَامَتْهُ
عَلَى الصِرَاطِ حَتَّى جَازَ".
- طريق إلى الجنة: فعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ (رضيَ الله عنهُما)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ): "مَنْ نَسِيَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ خَطِيءَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ".
صلُّوا عليهِ وسلّمُوا
تسليـما *** حتى تنالُوا جنةً ونعيـمَــــــــــــــا
اللهُ يجزِي مَن يُصلِّي مــــرةً *** عشرةً ويُسكنهُ في الجنانِ مُقيـمَا
وكما أن فضل الصلاة على
النبي عظيم، وثمرتها طيبة كريمة؛ فإن هجرها خسارة شديدة، له عاقبة وخيمة، فعن أبي هريرة
(رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "رغِمَ أنفُ رجلٍ ذُكِرتُ
عنده فلم يُصلِّ عليَّ" (رواه الترمذي) ويقول أيضا: "مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا
لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ ، إِلَّا كَانَ
عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ " (رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ ) (ومعنى تِرَة: يعني حسرةً وندامةً)، فطَيِّبوا مجالِسَكم بالصلاةِ
على نبيِّكم، فلقد وصف النبي (صلى الله عليه وسلم) تارك الصلاة عليه بالبخل، وما أشدها
من مذمة؛ فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: رقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "الْبَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ
يُصَلِّ عَلَيَّ " (الترمذي وقال حسن صحيح غريب )
فحرى بنا أن نكثر من الصلاة
على الحبيب (صلى الله عليه وسلم) ، طاعة لله (جل وعلا) ووفاء لنبينا (صلى الله عليه
وسلم)، واستقامة وصلاحا لأحوالنا في الدنيا والآخرة.
وإياكم وهجر الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)؛
فعَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَآَلِهِ وَسَلَّمَ) : " احْضَرُوا الْمِنْبَرَ " ، فَحَضَرْنَا ، فَلَمَّا
ارْتَقَى دَرَجَةً ، قَالَ : " آمِينَ " ، فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ
الثَّانِيَةَ ، قَالَ : " آمِينَ " ، فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّالِثَةَ
، قَالَ : " آمِينَ " ، فَلَمَّا نَزَلَ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ
، لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ الْيَوْمَ شَيْئًا مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ ، قَالَ :
" إِنَّ جِبْرِيلَ (عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ) عَرَضَ لِي ، فَقَالَ : بُعْدًا
لِمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَغْفَرْ لَهُ ، قُلْتُ : آمِينَ ، فَلَمَّا رَقِيتُ
الثَّانِيَةَ ، قَالَ : بُعْدًا لِمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ
، قُلْتُ : آمِينَ ، فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّالِثَةَ ، قَالَ : بُعْدًا لِمَنْ أَدْرَكَ
أَبَوَاهُ الْكِبَرَ عِنْدَهُ أَوْ أَحَدُهُمَا ، فَلَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّةَ ، قُلْتُ
: آمِينَ " (مستدرك الحاكم )
إنّ الصلاة على
النّبي وسيلة *** فيها النّجاة لكلِّ عبدٍ مُسْلِمِ
صلّوا على القمر المُنير فإنّه *** نورٌ تبدّا في الغمام المُظلِمِ
نسأل الله أن يرزقنا
شفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم)
وأن يحفظ مصر من كل مكروه وسوء.
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا