خطبة بعنــــوان:
مفهوم العمل الصالح وفضائل العشر
للشيخ /
محمد حســــن داود
(27 ذو القعدة 1444هـ - 16 يونيو 2023م)
العناصـــــر : مقدمة.
- دعوة القرآن والسنة إلى اغتنام الأيام بالعمل الصالح.
- مفهوم العمل الصالح.
- خصائص عشر ذي الحجة.
- أعمال يتقرب بها العبد إلى الله (عز وجل) في هذه العشر.
- دعوة إلى اغتنام مواسم الخيرات بالأعمال الصالحات.
الموضــــــوع:
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ *
وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي
حِجْرٍ ) (الفجر 1- 5) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا
محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "مَا
الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ" قَالُوا: وَلا
الْجِهَادُ، قَالَ: "وَلا الْجِهَادُ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ
بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ" (رواه البخاري)، اللهم صل وسلم وبارك
عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
إن العبد الفطن يعلم أن أنفاسه معدودة،
وساعاته في الدنيا محدودة، وان عمره هو رأس ماله، ولا يمكن أن يَسعد إذا أهمل هذا العمر،
فيغتنمه في الطاعات ويزينه بفعل الصالحات، فقد قال الله (سبحانه وتعالى): ﴿الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾ (الرعد 29) وقال جل
وعلا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ
مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾ (الكهف 30).
ومن ينظر القرآن الكريم يرى دعوة الحق (سبحانه وتعالى) للمؤمنين بل
وللأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) الى العمل الصالح، اذ يقول الله (جل وعلا): (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (ال
عمران 133)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا
صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (المؤمنون 51) كما يرى مدح الله (جل وعلا)
للأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) باستجابتهم لفعل الصالحات والمسارعة الى الخيرات،
اذ يقول جل وعلا: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا
رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء90).
ولا شك أن مفهوم العمل الصالح في الاسلام واسع، اذ يشمل كل ما فيه
طاعة الله (جل وعلا) والتقرب اليه، فمنه العبادات؛ ولقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا
وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
) (الحج 77).
ومنه ما ينتفع به الناس؛ ولقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ
أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ".
- ومنه أيضا مكارم الاخلاق وحسن
السلوك، فعن أبي الدرداء (رضي الله عنه) أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "ما مِن شيءٍ يوضَعُ في الميزانِ أثقلُ
من حُسنِ الخلقِ، وإنَّ صاحبَ حُسنِ الخلقِ ليبلُغُ بِهِ درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ
" (رواه الترمذي).
- ومنه الإسهام في عمارة الأرض، فقد
قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " ما من مسلمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أو يَزْرَعُ
زَرْعًا فيَأْكُلُ منه طيرٌ ولا إنسانٌ إلا كان له به صدقةً".
وإن من فضل الله (جل
وعلا)، أن جعل لنا مواسم للطاعات، مواسم للخيرات، تحمل النفحات والبركات، تكثر فيها
الحسنات، وتُرفع فيها الدرجات، حري بالعبد أن يغتنمها بصالح الأعمال، فقد قال
النبي (صلى الله عليه وسلم):" افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ
اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ"
(رواه الطبراني)، ولا شك أن من أعظم هذه المواسم شرفا، وأرفعها
قدرا، وأكثرها فضلا: "العشر الأول من شهر ذي الحجة".
فهي عشر مباركة؛
إذ أقسم الله بها في كتابه، وهذا وحده يكفيها شرفاً وفضلاً، حيث الإشارة إلى تعظيم
الله لها، والتنويه بشأنها وفضلها، قال تعالى (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ
وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) (الفجر
1- 5)، (والليالي العشر: هي عشر ذي الحجة).
كما شهد لها الرسول
(صلى الله عليه وسلم) أنها أفضل أيام الدنيا، فقال: "أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا
أَيَّامُ الْعَشْر".
كذلك من جملة فضلها
أن فيها يوم النحر، وهو أفصل أيام العام، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
"أَعْظَمُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ
" (رواه أبو داود).
كذلك من جملة فضلها:
اجتماع أمهات العبادة فيها؛ قال ابن حجر في "الفتح": "والذي يظهر أن
السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام
والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".
ولقد وجه القرآن
الكريم كما وجهت السنة النبوية إلى اغتنام فضائل هذه الأيام بالطاعات والعبادات
والقربات إلى رب البريات، قال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ
مَعْلُومَاتٍ) (الحج28) (والأيام المعلومات: أيام العشر) وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي
الله عنهما) عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) أَنَّهُ قَالَ: "مَا
الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ" قَالُوا: وَلا
الْجِهَادُ، قَالَ: "وَلا الْجِهَادُ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ
بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ" (رواه البخاري)، وعن ابن
عباس (رضي الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "مَا مِنْ
أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ
الْأَيَّامِ" يَعْنِي الْعَشْرَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا
الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ
بِشَيْءٍ" (رواه البخاري). قال ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف: "وقد
دلت هذه الأحاديث على أن العمل في أيام ذي الحجة أحب إلى الله من العمل في أيام
الدنيا من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده"، وإن
من أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله في هذه الأيام غير فريضة الحج :
- الاكثار من التوبة
والاستغفار: فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة، ففيها
فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، قال تعالى ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور31) وها هو إمام
التائبين وسيد المستغفرين (صلى الله عليه وسلم)، يقول كما في "صحيح مسلم":
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي
الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّة". فإذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم)،
وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يستغفر الله (سبحانه وتعالى) ويتوب إليه
مرات ومرات، فما بالنا نحن بمعاصينا وغفلتنا، أفلا نستغفر آناء الليل وأطراف
النهار دون عدد ولا حساب .
- المحافظة على أداء الفرائض والواجبات:
ففي الحديث القدسي: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ
إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ
بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي
يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ
بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا
فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَنَا
أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ " (رواه البخاري) .
- الصيام: فلقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم)
يصوم تسع ذي الحجة؛ فعَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ): "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحَجَّةِ وَيْوَمَ عَاشُورَاءَ وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ
كُلِّ شَهْرٍ" (رواه أحمد).
- الإكثار من ذكر الله (سبحانه وتعالى): فلقد شرع الله (عز وجل) ذكره في هذه العشر على الخصوص، فقال سبحانه
(وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) (الحج 28) وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ
اللَّهِ ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ، مِنْ هَذِهِ
الْأَيَّامِ الْعَشْر، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ
وَالتَّحْمِيدِ" (رواه أحمد) وفي فضل ذكره سبحانه، يقول عز وجل في الحديث
القدسي: " أنا
عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ
في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ"
(رواه البخاري).
- إجابة السائل، وإعانة المحتاج،
وتفريج الكرب، وقضاء الحوائج: فقد قال الله (سبحانه وتعالى): (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن
قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ
أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ
نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) (المنافقون
10- 11)، ويقول النبي ( صلى الله عليه وسلم): " أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ
أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ
عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ
تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ
مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ شَهْرًا"
إن اللبيب العاقل دائما يسارع ويبادر
إلى الخيرات، ويغتنم مواسم الطاعات بما استطاع من صالح الأعمال، ولا ينبغي للمسلم
أن يحتقر عملا صالحا مهما قل، فعَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ (صلى
الله عليه وسلم): " لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى
أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ" (رواه مسلم) وعن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) قال:" بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ، وجَد غُصنَ شَوكٍ على الطريقِ فأخَّرَه،
فشَكَر اللهُ له فغَفَر له " (رواه البخاري ومسلم) .
فنافس في الخير ما دمت في فسحة ونفس،
فالصحة يفجؤها السقم، والقوة يعتريها الوهن، والشباب يعقبه الهرم، وقد قال النبي
(صلى الله عليه وسلم): اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابُكَ قَبْلَ
هَرَمِكَ، وَصِحَّتُكَ قَبْلَ سِقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغُكَ
قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتُكَ قَبْلَ مَوْتِكَ "
تزود من معاشك للمعــــــاد * * * وقم
لله واعمل خيـر زاد
أترضى أن تكون رفيق قوم * * * لهم زاد وأنت بغير زاد ؟
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
واحفظ
مصر من كل مكروه وسوء.
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا