recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة: النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) كما تحدث عن نفسه للشيخ / محمد حســــن داود (16 صفر 1445هـ - 1 سبتمبر 2023م)

 

خطبة بعنــــوان:
النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) كما تحدث عن نفسه
للشيخ / محمد حســــن داود
(16 صفر 1445هـ - 1 سبتمبر 2023م)

العناصــــــر:      مقدمة
- حديث النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن نسبه.
- حديث النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن تكريمه بالنبوة.
-
حديث النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن أخلاقه.
- حديث النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن سماحته ورحمته.
-
حديث النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن فضل الله عليه في الدنيا والآخرة.
- حديث النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن عدد أمته بين أهل الجنة.
- من دلائل محبة النبي (صلى اللهُ عليه وسلم).

الموضوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) (آل عمران 164)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ"، اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

فلقد ختم الله (عز وجل) النبوة ببعثة النبي محمد (صلى اللهُ عليه وسلم)، فكان نورا فاض على العالم برسالته، استنارت منه المشارق والمغارب، فملأ الله به القلوب إيماناً، وشمل البسيطة رحمة وخيراً وسلاما، طهر الله به الأخلاق من الرذائل، وزينها بالمكارم والفضائل، قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) (آل عمران 164). ومن ينظر السنة النبوية المشرفة يجد حديث النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن نفسه في شتي الجوانب:

- فلقد حدثنا النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن نسبه: حيث صانه الله (سبحانه وتعالى) من سفاح الجاهلية ونقله من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطاهرة جيلا بعد جيل، فعَنْ عَلِيٍّ، أَنّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ: "خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي وَأُمِّي"(الطبراني في الأوسط)،قال ابن عباس (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (الشعراء 219): " يعني تقلبه من صلب نبي إلى صلب نبي، حتى أخرجه نبيا " (تفسير ابن كثير)، فكان نسبه صلى اللهُ عليه وسلم أشرف الأنساب، وبيته أكرم بيوتات العرب؛ فعن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، يَقُولُ: "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ" (رواه مسلم)، ويقول صلى اللهُ عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ مِنْ خَيْرِ فِرَقِهِمْ، وَخَيْرِ الْفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ تَخَيَّرَ الْقَبَائِلَ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ قَبِيلَةٍ، ثُمَّ تَخَيَّرَ الْبُيُوتَ فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ بُيُوتِهِمْ، فَأَنَا خَيْرُهُمْ نَفْسًا وَخَيْرُهُمْ بَيْتًا" (رواه الترمذي وقال حسن)

من عهد آدم لم يزل تحمي له *** في نسلها الأصلاب والأرحام
حتى تنقل في نكاح طــــــــاهر*** ما ضم مجتمعين فيه حـــرام
فبدا كبدر التّمّ ليلة وضعـــــه *** ما شان مطلعه المنير قتـــــام
فانجابت الظّلماء من أنــواره *** والنّور لا يبقى عليه ظـــــلام

- حدثنا النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن تكريمه بالنبوة: فأخبرنا أنه مكتوب عند الله خاتم الأنبياء والمرسلين، قبل أن تنفخ الروح في جسد آدم (عليه السلام) فعَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ متى كُنْت نَبِيًّا؟، وَفِي رِوَايَةٍ: مَتَى كُتِبْت نَبِيًّا ؟، قَالَ "وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ" (رواه أحمد والترمذي) وعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، يَقُولُ: " إِنِّي عِنْدَ اللهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِ ذَلِكَ، دَعْوَةِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبِشَارَةِ عِيسَى قَوْمَهُ، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ" (رواه أحمد).

يا مصطفى من قبل نشأة آدم *** والكون لم يفتح له إغلاق
أيروم مخلوق ثناءك بعدمـــا *** أثنى علـى أخلاقك الخلاق

- حدثنا النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن أخلاقه: فقال صلى اللهُ عليه وسلم: " إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ" (رواه أبو داود) أي لا أنقض العهد. وقال: "إِنِّي لَأَمْزَحُ، وَلَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا" وقال: " فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ" (رواه البخاري ومسلم)، وفي رواية عند مسلم: " وَإِنِّي لَا أَشْهَدُ إِلَّا عَلَى حَقٍّ": حيث عُرف صلى اللهُ عليه وسلم بأحسن الخصال، وأسمى القيم، وأعظم المبادئ وأطيب الأخلاق، فكان أرجح الناس عقلا، وأكثرهم أدبا، وأكثرهم أمانة وأصدقهم حديثا، وأحسنهم عشرة، حسن المعاملة، طيب السيرة يفي بالوعد، يصل الرحم، ويجيب السائل، يكرم الضيف، يقضى الحوائج، ولا أدل على ذلك من قول الله (عز وجل) في حقه: (إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم 4)، وقوله صلى اللهُ عليه وسلم :" بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ"، ولما سئلت السيدة عائشة (رضي الله تعالى عنها) عن أخلاقه (صلى اللهُ عليه وسلم)، قَالَت للسائل : "أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ؟" قُال: بَلَى ،قَالَت : "فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ) كَانَ القُرآنَ"، وعن البراء بن عازب (رضي الله عنه) قال: "كانَ رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ): أحْسَنَ النَّاسِ وجْهًا وأَحْسَنَهُ خَلْقًا" وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)، قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: "إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقًا" (رواه البخاري ومسلم).

 

- حدثنا النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن سماحته ورحمته، وقد قال ربنا (سبحانه وتعالى) في حقه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء 107)، فقال صلى اللهُ عليه وسلم: "إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ"، وقال: "إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا، وَلَا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا"، وقال: "إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً"، ولما سمع قول هذا الأعرابي الذي قال: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. قال له: " لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا" يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ.

- حدثنا النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) عن شيء من فضل الله عليه وتكريمه له في الدنيا والآخرة: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ".

- حدثنا كيف رفع الله ذكره، حيث قال تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (الشرح 4) فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ يَقُولُ لَكَ: "كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ؟"، قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ : " إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي " (رواه بن حبان) فلقد قرن الله تعالى اسم نبيه باسمه في مواطن كثيرة، كالتشهد والخطب والأذان وغير ذلك.

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه *** إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

و شق له مـــــــــن اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمـد

 

- كما حدثنا عن نهر الكوثر: فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ، فَقَرَأَ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) ( سورة الكوثر)، ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ فَقُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّهُ نَهْرٌ، وَعَدَنِيهِ رَبِّي (عَزَّ وَجَلَّ) عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ ، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ ، فَأَقُولُ : رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي ، فَيَقُولُ : مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ ؟ " (رواه مسلم ).

- حدثنا عن الوسيلة، والشفاعة: فقَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ"  وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ"

- حدثنا عن شهادته هو وأمته على الأمم: حيث قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة 143)، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : "يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ نَعَمْ ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ ، فَيُقَالُ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَأُمَّتُهُ ، قَالَ : فَيَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) (سورة البقرة آية 143).

- حدثنا عن عدد أمته بين أهل الجنة: فقال "أَهْلُ الجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ" (رواه الترمذي) وعن ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، قُلْتُ: مَا هَذَا؟ أُمَّتِي هَذِهِ؟ قِيلَ: بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، قِيلَ: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الأُفُقَ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الأُفُقَ، قِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَيَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ".

إن خصال النبي وسجاياه الكريمة أجل من أن تعد أو تحصى، وأكبر من أن تستقصى؛ فقد شرح الله له صدره، ووضع عنه وزره ورفع له ذكره؛ وإن من دلائل محبته صلى اللهُ عليه وسلم ألا يتوقف محبه عن معرفة سيرته، والبحث في مناقبه وشمائله؛ ليجعل من تلك الأخلاق مثالا له في أقواله وأفعاله، وتصرفاته وسلوكه ومعاملاته، فقد قال الله تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب 21)

 - هذا وقد حدثنا النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) أن أولى الناس به من أكثر الصلاة عليه: فقال: "أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً" (رواه الترمذي)، وعن أُبَيِّ بن كعب قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: "مَا شِئْتَ". قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: "مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: "مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ: "إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ" (رواه الترمذي وقال حسن صحيح) وفي رواية عند الإمام أحمد: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ، قَالَ: "إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللَّهُ (تَبَارَكَ وَتَعَالَى) مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ ".

إنّ الصلاة على النّبي وسيلة *** فيها النّجاة لكلِّ عبدٍ مُسْلِمِ
صلّوا على القمر المُنير فإنّه *** نورٌ تبدّا في الغمام المُظلِمِ

فاللهم ارزقنا شفاعته ومرافقته في الجنة
واحفظ مصر من كل مكروه وسوء.

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن

 لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----      اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----        اضغط هنا 


google-playkhamsatmostaqltradent