خطبة بعنــــوان:
اسم الله الولي
للشيخ / محمد حســــن داود
(24 محرم 1445هـ - 11 أغسطس 2023م)
العناصــــــر: مقدمة
- "
الولي" من أسماء الله الحسنى.
-
ولاية الله (عز وجل) تشمل جميع خلقه.
-
الله يتولى الصالحين.
- من صفات الأولياء.
- أثر ولاية الله (عز وجل) على العبد.
الموضوع:
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (اللّهُ
وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ)
(البقرة 257)، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في
حديثه الشريف: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ
هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ،
وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّمَا قْضَيْتَ، إِنَّهُ لا يَذِلُّ
مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ"، اللهم صل وسلم
وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فإن معرفة أسماء الله (سبحانه وتعالى) وما تتضمنه
من معان جليلة، وأسرار حكيمة، لهي من أعظم الأسباب التي تعين العبد على زيادة
الإيمان، وتقوية اليقين بالله (تبارك وتعالى)، وإن من الأسماء الحسنى التي وردت في
كتاب الله العزيز، وسنة النبي (صلى اللهُ عليه وسلم): اسم الله (سبحانه وتعالى): "
الْوَلِيُّ ".
ومن ذلك: قوله تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِن
دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ
عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ( الشورى 9) وقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ
الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚوَهُوَ الْوَلِيُّ
الْحَمِيدُ) (الشورى 28)، وكان النبي (صلى اللهُ عليه وسلم): يقول "اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا،
وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا"
(رواه مسلم)، وأيضا: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ
هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ،
وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّمَا قْضَيْتَ، إِنَّهُ لا يَذِلُّ
مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ".
إن
ولاية الله (تعالى) تشمل جميع الخلائق في الأرض وفي السماء، رزقا وتدبيرا وإحاطة وتقديرا، فالخلق كله طوع أمره لا خروج لشيء عن
نفوذ مشيئته وشمول قدرته، فهذه ولاية عامة تشمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر،
يدل على هذا قول الله تعالى: (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ
أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) (الأنعام 62)، وقوله تعالى: (هُنَالِكَ
تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ
الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (يونس 30)، ويقول عز وجل: (وَأَسِرُّوا
قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا
يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ * هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ
الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ
وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك 13 -15).
كما أن هناك ولاية خاصة
بالمؤمنين، هي مزية للصالحين، وفخر للعابدين، وشرف للطائعين، وحصن للذاكرين، قال
تعالى: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى
الصَّالِحِينَ) (الأعراف:196)؛ فيها الهداية والتوفيق، قال سبحانه: (اللّهُ
وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ)
(البقرة 257)، فيها النصرة والتأييد، كما في قوله تعالى: (بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ
وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) (آل عمران:150).
فمن تولاه الله كفاه؛ فهذا
سيدنا
يوسف (عليه السلام)، لما وضع في الجب، أحوج (عز
وجل) قافلة إلى الماء في الصحراء، فجاءوا يهيمون على غير طريق، حتى هبطوا على
الأرض التي فيها جب يوسف (عليه السلام)، ولم يبرحوها حتى كان الاستقاء من جب يوسف
(عليه السلام)، وأحوج عزيز مصر للأولاد ليسكن سيدنا يوسف بيته. سبحانه وتعالى لا
يضيع من تولاه، فقد كان من دعاء
يوسف (عليه السلام): (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ
تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)
(يوسف 101).
وها
هو سيدنا إبراهيم (عليه السلامُ) يلقى في النار، فكانت العناية الالهية: (قُلْنَا
يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) ( الأنبياء 69)،
ولما ترك زوجته وابنه الرضيع في مكة وليس فيها يومئذ أحد؛ وادي لا ماء فيه ولا شجر
ولا أحد من البشر، وترك لهما القليل من الماء وبعض حبات التمر، تبعته زوجته، فقالت: "يا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ
وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟
فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ
لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لاَ
يُضَيِّعُنَا"
وهذا
سيدنا يونس (عليه السلام) لما خرج مغاضبا، فإذا به يلقى من السفينة إلى بحر متلاطم
الأمواج، فالتقمه الحوت ففتح عينيه، فإذا هو حي في ظلمة بطن الحوت، في ظلمات
البحر، في ظلمة الليل، ظلمات بعضها فوق بعض، فتوجه إلى خالقه، فأدركته عناية ربه
وولاية مولاه، قال تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن
لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا
أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء 87-
88)
إن أولياء الله (عز وجل) من عباده من يلزمون طاعته
في
سرهم وعلانيتهم، في حركاتهم وسكونهم، في سمعهم وبصرهم، في طعامهم وشرابهم، فيلزمون:
- الإيمان والتقوى: فقد قال تعالى: (
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) (يونس 62- 63).
- الحفاظِ
على الفرائض، والتقرب إلى الله (عز وجل) بالإكثار من النوافل، ففي الحديث
القدسيِّ: "مَن عادى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ
إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي
يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتّى أُحِبَّهُ " (رواه البخاري).
- الدعاء،
فقد كانَ مِنْ دعاءِ النبيّ (صلى اللهُ عليه وسلم): "وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ
تَوَلَّيْتَ" (رواه أبو داود).
- الرضا بقضاء الله
وقدره، فقد قال تعالى: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ
اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
( التوبة 51)
- كذلك من تولى قضاء
حوائج الناس تولى الله قضاء حوائجه: فعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: "قَالَ
اللهُ (تَبَارَكَ وَتَعَالَى): يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ" (رواه مسلم).
وقال صلى الله عليهِ
وسلم: " مَنْ
نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ
كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ،
يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا،
سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا
كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
وقال أيضا: "إِنَّ لِلَّهِ عَبَّادًا اخْتَصَّهُمْ
بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا
مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ" (رواه
الطبراني).
وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ،
فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ
النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا
عَنِ الْمُعْسِرِ»، قَالَ: " قَالَ اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ): نَحْنُ أَحَقُّ
بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ " (رواه مسلم).
لقد
خُلق الإنسان ضعيفا، كما قال الله سبحانه: (وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا) (النساء
28) فهو في جميع أحواله يحتاج إلى الولي؛ ومتى كان العبد في ولاية الله (عز وجل)
كان في فوز ونجاة؛ فكانت ولايته عز وجل للعبد أنفع
للعبد من أي شيء، ولا يغني عن ولايته أي شيء، قال تعالى: (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا
وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) (النِّسَاءِ 45)، وقال: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ
أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا
يُطْعَمُ) (الْأَنْعَامِ 14). فإن من آثار ولاية الله تعالى للعبد:
- توفيق
العبد لما ينفعه، واستجابة دعائه، وإعطاؤه سؤله، وإعاذته مما يخافه ويحذره؛ ففي
الحديث القدسي "فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ
بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا،
وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ
اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ" (رواه البخاري).
وتدبر في ذلك أمر الزبير بن العوام (رضي الله
عنه) فلقد
تحمل دينا كثيرا، وحينما أحس بدنو أجله، أمر ابنه عبد الله (رضي الله عنه) أن
يقضيه عنه، قال عبد الله (رضي الله عنه): " فَجَعَلَ يُوصِينِي بِدَيْنِهِ، وَيَقُولُ: "يَا
بُنَيِّ إِنْ عَجَزْتَ عَنْهُ فِي شَيْءٍ، فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلاَيَ، قَالَ:
فَوَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَةِ مَنْ مَوْلاَكَ؟
قَالَ: "اللَّهُ"، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ
دَيْنِهِ، إِلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ،
فَيَقْضِيهِ" (رواه البخاري).
-
رفع الخوف والحزن عنه في الدنيا، وعند قبض روحه، وفي قبره، وفي الآخرة؛ إذ يتعلق
قلبه بالله (تعالى) في الدنيا، ومن تعلق قلبه بالله (تعالى) امتلأ سعادة واطمئنان
وحسن ظن بالله (عز وجل)، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم
بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) (الرعد 28)
وعند قبض الروح، قال سبحانَهُ: (إِنَّ الَّذِينَ
قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا
تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ)(فصلت30-
32).
كذلك جاء في خبر المؤمن إذا كان في قبره قول النبي (صلى
اللهُ عليه وسلم) : "وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ،
طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ
الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ" (رواه أحمد).
ويفوز
برحمة الله (تعالى) يوم القيامة؛ كما في حديث أبي هريرة (رضي
الله عنه) قال: قال النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "لِلَّهِ (عَزَّ
وَجَلَّ) مِائَةُ رَحْمَةٍ، وَإِنَّهُ قَسَمَ رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ أَهْلِ
الْأَرْضِ، فَوَسِعَتْهُمْ إِلَى آجَالِهِمْ، وَذَخَرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ
رَحْمَةً لِأَوْلِيَائِهِ، وَاللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) قَابِضٌ تِلْكَ الرَّحْمَةَ
الَّتِي قَسَمَهَا بَيْنَ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى التِّسْعِ وَالتِّسْعِينَ
فَيُكَمِّلُهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ لِأَوْلِيَائِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" (
رواه أحمد).
فما أحوجنا إلى الفوز بولايته سبحانه، وعونه، ومدده،
وحفظه، حتى تكون السعادة في الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى: (أَلَا إِنَّ
أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ
آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ) )يُونُسَ:
62 – 64(.
اللهم
اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت،
وقنا شر ما قضيت، واحفظ مصر من كل مكروه وسوء.
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا