خطبة بعنــــوان:
واجبنا نحو المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة
للشيخ /
محمد حســــن داود
(9 ذو القعدة 1445هـ - 17
مايو 2024م)
العناصــــــر: مقدمة :
- حرمة المنافع المشتركة والمرافق العامة وأمر الإسلام بالمحافظة عليها.
- من صور الاعتداء على الأماكن والمرافق العامة.
- عواقب الاعتداء على الأماكن والمرافق العامة.
- واجبنا نحوَ المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة.
- دعوة إلى المحافظة على المرافق العامة.
الموضوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في
كتابه العزيز: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعِقَاب) (المائدة: 2)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد
أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "إنَّ
رِجالاً يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حَقٍّ، فلَهُمُ النارُ يومَ
القيامَةِ" (رواه البخاري)، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد،
وعلى آله، وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فإن من أجل
مقاصد الشريعة الإسلامية: حفظ الممتلكات، حفظ المال بصورة عامة فهو أحد شقي زينة
الحياة الدنيا، قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)
(الكهف: 46) وهو قوام حياة الناس، وانتظام أمر معايشهم، وتمام مصالحهم؛ ولله در
القائل:
بالعلم والمال
يبني الناس ملكهم *** لم يبن ملك على جهل وإقلال
وإذا كان
الإسلام قد جعل للممتلكات والأموال الخاصة حرمة، فقد جعل للمنافع المشتركة حرمة،
وجعل للأماكن والمرافق العامة حرمة، فلها حماية بموجب الشرع مثل حماية المال الخاص
بل أشد، وذلك لكثرة الحقوق المتعلقة بها، وتعدد الذمم المالكة لها، ولقد علمتم أن عمر
بن الخطاب (رضي الله عنه) أنزل المال العام منزلة مال اليتيم الذي تجب رعايته وتنميته
وحرمة أخذه والتفريط فيه أو الاعتداء عليه، عندما قال: "إني أنزلتُ نفسي مِن
مال الله منزلةَ اليتيم". والله تعالى يقول في مال اليتيم: (إِنَّ الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) (النساء: 10). فلقد تربى
أصحاب رسول الله (صَلى الله عليه وسلم) على الحفاظ على المال العام ومراعاة حرمته؛
حيث إن استباحة المرافق العامة والاعتداء عليها أمر خطير، وذنب عظيم، وجرم كبير،
وضرب من الإفساد، ولقد قال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ
إِصْلَاحِهَا) (الأعراف: 85).
إن المحافظة
على المرافق والممتلكات العامة وعدم الاعتداء عليها مطلب شرعي، وواجب وطني، وعمل
إنساني، ومسئولية مجتمعية، وباب إلى الخير، أما ترى أن الاسلام عد كف الأذى عن
الناس صدقة، إذ يقول النبي (صَلى الله عليه وسلم): "كُفَّ أَذَاكَ عَنِ الناس
فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بها عن نَفْسِكَ" (رواه أحمد).
وإن صور الاعتداء على المرافق العامة كثيرة، ومن ذلك:
إنقاصها
والأخذ منها بغير حق، قال تعالى: (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
) (أل عمران: 161)، وعن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلمَ):
"مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ" (رواه مسلم)، وعن أبي هريرة، قال: " قام فينا النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم)
فذكَرَ الغُلول، فعظَّمه وعظَّمَ أمرَه، قال: "لا ألفِيَنَّ أحدَكم يومَ
القيامة على رَقبته شاة لها ثُغاء، على رَقبته فرس له حَمْحَمة، يقول: يا رسول
الله، أغِثْني، فأقول: لا أملِك لك شيئًا؛ قد أبْلَغْتُك، وعلى رَقَبته بعيرٌ له
رُغاء، يقول: يا رسول الله، أغِثْني، فأقول: لا أملِك لك شيئًا؛ قد أبلغتُك، وعلى
رَقَبته صامتٌ، فيقول: يا رسول الله، أغِثْني، فأقول: لا أملِك لك شيئًا؛ قد
أبلغتُك، أو على رَقَبته رِقَاعٌ تَخْفِق، فيقول: يا رسول الله، أغِثْني، فأقول:
لا أملِك لك شيئًا؛ قد أبلغتُك".
ولا يقف الأمر
عند ذلك كما يظن البعض، بل كذلك من صور الاعتداء على المرافق العامة: تشويه
حوائطِها بالكتابة عليها، وإتلاف الأشجار والزينة ومصابيح الإنارة، وغير ذلك مما
لا يليق.
كذلك إيذاء
الناس فيها، ومن الأمثلة على ذلك: الطرقات: فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عن
النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ
فِي الطُّرُقَاتِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ
مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ): "فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ
حَقَّهُ"، قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟، قَالَ: "غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ
الْأَذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ
الْمُنْكَرِ" (رواه مسلم) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ (صَلى الله عليه وسلم) قَالَ: "اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ،
قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي يَتَخَلَّى فِي
طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ" (رواه مسلم).
وعلى الجانب
الآخر: عن أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلمَ):
"بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ،
فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ" (متفق عليه)، وَعنْ أَبِي
بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ
يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: "أَمِطِ الأَذَى عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ"
(الأدب المفرد للبخاري) وعن معاذ بن جبل أن النبي (صلى الله
عليه وسلمَ) قال: "مَنْ رَفَعَ حَجَرًا مِنَ الطَّرِيقِ كُتِبَتْ لَهُ
حَسَنَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ" (رواه الطبراني).
الماء: فعَنْ
جَابِرٍ (رضي الله عنه) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صَلى الله عليه وسلم):
"أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ" (رواه مسلم). ومنه أيضا: الإسراف
في استخدامه، وقد قال تعالى: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف: 31). وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
أَنّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ
يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: " مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ : أَفِي
الْوُضُوءِ سَرَفٌ، قَالَ : " نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ
" (رواه أحمد) فإذا كان الاقتصاد في استعمال الماء في الوضوء الذي هو عبادة
أمرا مطلوبا وعملا مرغوبا؛ فالاقتصاد في غير العبادة أولى وأولى، فمن جار وتجوز في
الاستخدام فوق الحاجة أو في غير ما خصص له فقد اعتدى.
إن من أجل
وأعظم وازكي وأطيب سمات المجتمع المتحضر والمتعاون، أن يشعر كل فرد فيه بالآخرين،
ويرى قمة سعادته في راحة أبناء مجتمعه، فيحب لهم ما يحب لنفسه ويساهم في تنمية ما
ينفع المجتمع على مرور الأزمان وتعاقب الأجيال، فقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا
الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج 77)، وقال النبي (صَلى الله عليه وسلم):
"مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ" (رواه
مسلم) ويقول أيضا " أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ
لِلنَّاسِ" (رواه الطبراني) ولقد حكي أن ملكا خرج يومًا يتصيد، فوجد شيخًا
كبيراً يغرس شجر الزيتون، فوقف عليه وقال له: يا هذا، أنت شيخ هرم والزيتون لا يثمر
إلا بعد أعوام، فلم تغرسه؟ فقال: أيها الملك، زرع لنا من قبلنا فأكلنا، فنحن نزرع
لمن بعدنا فيأكل "
فواجبنا نحو
المرافق والأماكن العامة لا يقف عند الحفاظ عليها فحسب، بل يمتد فيشمل تنميتها
ورعايتها والإسهام في تطويرها حتى يستمر عطاؤها، وتستفيد منها الأجيال بعد
الأجيال، ولقد قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا
تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: 2)، وقال عز وجل: (ومَا
تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا
وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
(المزمل: 20) وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ): " سَبْعَةٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ
بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهَرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا،
أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ
وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ "(شعب الإيمان)، فهذا سيدنا عثمان بن عفان لما اشترى نصف
بئر رومة لم يهدأ حتى زاده بالنصف الثاني.
وكذلك الحال
في أمر الطريق العام الذي ينبغي أن نحافظ عليه لا أن نعتدي عليه أو نضيقه على
المارة، أو نلقي عليه المخالفات، فلد حذرنا الإسلام من ذلك أشد التحذير، إذ يقول
الله (سبحانه وتعالى): (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا(
(الأحزاب 58) ويقول النبي (صَلى الله عليه وسلم) "مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ
فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ" (رواه الطبراني)
وما أعظم هذا
الموقف من الإمام أحمد (رضي الله عنه) فقد جاء أنه كان عنده شيخ من الصلحاء يحضر
مجلسه وكان الإمام أحمد يعظمه لخيره وبركته ثم بلغه أن الشيخ ليس جدار بيته بالطين
من الخارج فتركه الإمام وكان من عادته أنه إذا جاء إليه أجلسه إلى جانبه ورحب به
فلما أن بلغه عنه ذلك تركه ولم يقبل عليه وأعرض عنه فبقي كذلك أياما فسأل الشيخ
أصحاب الإمام عن سبب إعراضه عنه فأخبروه أنه بلغه أنك ليست جدار بيتك بالطين من
خارج فجاء الشيخ إلى الإمام فسأله عن موجب هجرانه له فأخبره الإمام بذلك فقال له
الشيخ لي ضرورة في تلييس الجدار وليس فيه كبير أمر في حق المارين ، فقال له الإمام
: ذلك غصب في طريقهم ، فقال له الشيخ : هو نزر يسير ، فقال له الإمام اليسير
والكثير سواء في حق المسلمين ، فقال له كيف أفعل ، فقال له الإمام أحد أمرين إما
أن تزيل التلييس وإما أن تنقص الجدار وتدخله في ملكك قدر التلييس فتبنيه على ذلك
ثم تليسه بعد ذلك فلم يكلمه الإمام حتى امتثل ما أمره به.
نعم، إن
الناظر في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، يجد عواقب الاعتداء على المرافق
والممتلكات العامة بأي صورة كان هذا الاعتداء، إذ يقول النبي (صلى الله عليه
وسلمَ): "إنَّ رِجالاً يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حَقٍّ، فلَهُمُ
النارُ يومَ القيامَةِ" ( رواه البخاري). وعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ) يَوْمَ خَيْبَرَ، فَلَمْ نَغْنَمْ إِلا الأَمْوَالَ ، وَالْمَتَاعَ ،
وَالثِّيَابَ ، فَأَهْدَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ ، يُقَالُ لَهُ :
رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
غُلامًا أَسْوَدَ ، يُقَالُ لَهُ : مِدْعَمٌ ، فَتَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِلَى وَادِي الْقُرَى ، حَتَّى إِذَا
كَانُوا بِوَادِي الْقُرَى بَيْنَمَا مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ ، فَأَصَابَهُ ،
فَقَتَلَهُ ، فَقَالَ النَّاسُ : هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : " كَلا ، وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَ يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ ،
لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ ، لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا " ، فَلَمَّا
سَمِعَ النَّاسُ ذَلِكَ ، جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : " شِرَاكٌ أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ
"( رواه النسائي ).
إن الإسلام
ينادينا في كل زمان ومكان أن نحفظ للمرافق العامة حقوقها، وأن لا نعتدي على حق
المال العام بأي صورة من الصور، فلا شك أن في استباحتها ضرر كبير على المجتمع كله
إذ يعمي البصيرة عن الحق، ويضعف البدن عن الطاعة، ويوهن الدين، ويظلم القلب، ويقيد
الجوارح عن العمل الصالح؛ ويقطع الطريق على تحقيق الأهداف وجني الثمرات المرجوة من
هذه المرافق والأماكن، وفي ذلك الكثير من معاني الإيذاء للمجتمع ورسولنا (صَلى
الله عليه وسلم) يقول: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ
لِسَانِهِ وَيَدِهِ ".
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق واصرف عنا
سيئها
واحفظ
مصر من كل مكروه وسوء
=== كتبه===
محمد حســــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا