خطبة بعنــــوان:
الحج بين كمال الإيمان وعظمة التيسير
وما علــــى الحاج قبـــــــل سفـــــره
للشيخ /
محمد حســــن داود
(16 ذو القعدة 1445هـ - 24
مايو 2024م)
العناصــــــر: مقدمة :
- مكانة الحج وفضائله.
- من الجوانب الإيمانية في الحج.
- من مظاهر التيسير في الحج.
- ما على الحاج قبل سفره.
الموضوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في
كتابه العزيز: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ
يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
(الحج: 27)، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله،
القائل في حديثه الشريف: "منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم
يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ" (متفقٌ عَلَيْهِ)، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد،
وعلى آله، وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
فلقد جعل الله (عز وجل) الكعبة مقصد
الملايين من المسلمين، يؤمونها كل عام من كل فج عميق؛ إذ تحن القلوب وتهفو النفوس
إلى حجّ بيت الله الحرام، فهو فريضة من فرائض الإسلام وركن من أركانه، قال تعالى:
( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران: 97)، فضله
عظيم، وأجره كبير؛ فالحاج وافد على الله (عز وجل)، ومن وفد على الله أكرمه، إن
سأله أعطاه، وإن استغفره غفر له، وإن دعاه أجابه، وإن استعاذ به أعاذه، فعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ:
"الْحَاجُّ، وَالْعُمَّارُ وَفْدُ اللَّهِ إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنِ
اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ "، والحج يهدم ما قبله، فعن عمرو بن العاص (رضى
الله عنه) أنه قال: "فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلَامَ فِي قَلْبِي،
أَتَيْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقُلْتُ: ابْسُطْ
يَمِينَكَ فَلأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ، قَالَ: فَقَبَضْتُ يَدِي، قَالَ:
مَا لَكَ يَا عَمْرُو؟ قَالَ: قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ، قَالَ:
تَشْتَرِطُ بِمَاذَا؟ قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ
الإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ
قَبْلِهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ" (رواه البخاري)،
كما أن أعمال الحجاج كلها حسنات ودرجات؛ إذ يقول النبي (صَلى الله عليه وسلم):
"مَا يَرْفَعُ إِبِلُ الْحَاجِّ رِجْلا وَلا يَضَعُ يَدًا إِلا كَتَبَ
اللَّهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً، أَوْ مَحَا عَنْهُ سَيِّئَةً، أَوْ رَفَعَهُ بِهَا
دَرَجَةً"، ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ
مُسْلِمٍ يُلَبِّي إِلَّا لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ
حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الْأَرْضُ مِنْ هَاهُنَا
وَهَاهُنَا " (رواه الترمذي).
والمتأمل في مناسك الحج وشعائره
وأعماله يجدها في جملتها تربية للمسلم على مكارم الأخلاق وجلائل الخصال، تعمّق فيه
نوازع البر والتقوى، وتزرع فيه وازع الدِّين، وتقوى في قلبه جوانب الإيمان؛ فرحلة
الحج رحلة إيمانية أخلاقية، وتربية روحية، فيها تطبيق عملي لحقيقة العبودية لله رب
البرية، والتخلق بأخلاق الإسلام السامية، وإن من هذه الجوانب الإيمانية:
- تحقيق معاني الاستجابة لله (عز وجل):
ومن صور ذلك أن أمر الله (سبحانه وتعالى) سيدنا إبراهيم (عليه السلام) بدعوة الناس
إلى الحج، قال تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا
وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج: 27) فاستجاب
سيدنا إبراهيم لأمر الله (عز وجل) فنادى بذلك، ومنذ ذلك الأذان وركاب الحجيج سائرة
في استجابة لأمر الله (عز وجل).
- تقوية الإيمان في القلب بالاستعداد
للموت: حيث إن رحلة الحج في حقيقتها شبيهة برحلة الإنسان التي ينتقل فيها من دنياه
إلى أخراه، فيغادر الحاج داره وأهله، ويترك خلفه ماله، متجردا من كل علائق الدنيا
ورغباتها، فما تجرد الحاج من ملابسه عند إحرامه، إلا تذكر أنه سيجرد من ملابسه عند
موته، فإذا اغتسل وتنظف تذكر غسله عند موته، فإذا لبس ملابس الإحرام تذكر أكفانه،
فيحدث نفسه أنه كما استعد لحجه وعمرته، عليه أن يستعد لموته، ولقد قال النبي (صَلى
الله عليه وسلم): "الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بعدَ
المَوتِ".
- ذكر الله (عز وجل): فقد قال رسول
الله (صَلى الله عليه وسلم): "إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ
وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ
اللَّهِ"، فالحاج منذ أن يبدأ مناسكه ولسانه يلهج بذكر الله، إذ يقول الله
(جل وعلا): ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ
ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ
وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ
بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ) (الحج27- 28)، وفي ختامه قال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ
مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُـمْ آبَاءَكُـمْ أَوْ أَشَدَّ
ذِكْراً) (البقرة200).
- وفي الحج تعظيم لحرمات الله،
واستشعار لعظمته في كل لحظة، قال الله تعالى :
(وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ )
(الحج 30) وقال عز وجل: (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ
تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج 32).
- حسن معاملة الناس بالقول والفعل،
فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): "حَجٌّ
مَبْرُورٌ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ"، قَالَوا: يَا نَبِيَّ
اللهِ، مَا بِرُّ الْحَجُّ؟ قَالَ: "إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ
السَّلاَمِ ".
- وفي الحج تتحقق درجات الصبر الثلاث:
الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على أقدار الله مما يصيب الحاج من
المشقة والجهد، والعنت وإنفاق المال، وبُعد الأهل والأحباب، وقد قال الله (عز
وجل): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ
إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة: 153).
والحج عبادة كغيرها من العبادات يظهر
فيها التيسير ورفع الحرج وسماحة الإسلام، في أجمل صورها وأطيبها وأزكاها؛ فمع أن
الحج ركن من أركان الإسلام؛ إلا أن الله (سبحانه وتعالى) فرضه على المستطيع مرة
واحدة، وما زاده عنها كان تطوعا، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما)، قَالَ:
خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ: " يَا
أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمِ الْحَجُّ ". قَالَ: فَقَامَ
الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟
فَقَالَ: " لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا
بِهَا، وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، الْحَجُّ مَرَّةٌ، فَمَنْ
زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ " (رواه أحمد).
- كما أن من سماحة الإسلام في الحج
والتيسير فيه: جواز النيابة عن الغير، فعن ابن عباسٍ (رضي اللهُ عنهما) قال:
جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، قَالَت: يَا رَسُولَ
اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي
شَيْخًا كَبِيرًا لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَل
يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ:" نَعَمْ " (رواه البخاري
ومسلم).
ومن سماحة الاسلام والتيسير في الحج
أيضا: أن فرضيته مشروطة بالاستطاعة، قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) (آل عمران 97) وقال رسول الله (صَلى
الله عليه وسلم) "الإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)،
وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ
الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " (رواه مسلم).
إن هناك أمورا ينبغي لقاصد بيت الله أن
يقف عندها، ليحقق مبتغاه من الفوز بالجنة، وينال مأموله من المغفرة، ويكون ممن حج
فبر:
- وإن أول ما ينبغي للمسلم إدراكه وهو
يعد عدته لحجه: أن يكون سعيه لوجه الله، وقد قال تعالى: ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا
لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة: 5). فالحج فريضة تشع جوانبها بإخلاص
العبادة لله رب العالمين، وتنطق أركانها بإفراده سبحانه بالطاعات والقربات؛ يقول
تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ
بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ
السُّجُودِ) (الحج 20) فانظر كيف بدأ أمر الله (عز وجل) لخليله إبراهيم (عليه
السلام) بإخلاص العمل لله (تعالى)، وهكذا كل عبادة وطاعة لا بد أن تبنى على
الإخلاص حتى تكون مقبولة، إذ يقول النبي (صلى الله عليه وسلمَ): " إِنَّ
اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ
بِهِ وَجْهُهُ" (رواه النسائي). وانظر ماذا قال صلى الله عليه وسلمَ في الحج،
كما جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (رضي الله عنه)، إذ قَالَ: حَجَّ النَّبِيُّ (صَلى
الله عليه وسلم) عَلَى رَحْلٍ، رَثٍّ، وَقَطِيفَةٍ لا تُسَاوِي أَرْبَعَةَ
دَرَاهِمَ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا، وَلَا
سُمْعَةَ".
- أن يبادر بسداد دينه: فقد قال النبي
(صلى الله عليه وسلمَ): "مَن أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى
اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّهُ" (رواه
البخاري).
- أن يستفتح أعماله بالتوبة إلى الله (عز وجل)، قال تعالى: (وَتُوبُوا
إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( النور:
31)، ويقول النبي (صلى اللهُ عليه وسلم) : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا
إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ".
- أن يرد المظالم إلى أهلها: فعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ
لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن
قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ
مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه" (رواه البخاري).
- أن يتحرى المال الحلال: فعَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلى الله عليه وسلم): " أَيُّهَا
النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ
أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: (يَا
أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا
تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ). وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ
طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ،
أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ،
وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ
بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ" ( رواه مسلم).
- أن يهتم بنقاء وصفاء وطهارة قلبه من
كل ألوان الغل أو الحقد أو الحسد؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:
قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "أَيُّ
النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ
"، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ،
قَالَ: "هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا
غِلَّ، وَلَا حَسَدَ"
- كما ينبغي للحاج كذلك أن يجعل ضمن زاده
لحجه علم ما يلزمه علمه من فقه الحج ومسائله.
- اغتنام الساعات والأوقات بالطاعات
والقربات، فقد قال تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل
عمران: 133)، فساعات عمر العبد ثلاث: ساعة مضت لا يدري أقبل له فيها أم لا، وساعة
قادمة لا يدري أيدركها أم لا، وساعته التي هو فيها فقد ربح إن عاشها فيما يقربه
إلى رب العباد، فاغتنموا
أوقاتكم هذه في طاعة الله (عز وجل)، فقد قال سبحانه: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (النساء: 13)، ولله در القائل:
والوقتُ أنفسُ ما عُنِيتَ بحفظِه ***
وأراهُ أسهلَ ما عَلَيْكَ يَضيعُ
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك، ولا تحرمنا زيارة بيتك الحرام
واحفظ مصر من كل مكروه وسوء
=== كتبه===
محمد حســــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا