recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة: اغتنام الأوقات ومخاطر إضاعتها - للشيخ / محمد حســــــن داود (27 جمادى الأولى 1443هـ - 31 ديسمبر 2021م)

 

خطبة بعنــــــوان:
اغتنام الأوقات ومخاطر إضاعتها
للشيخ / محمد حســــــن داود
27 جمادى الأولى 1443هـ - 31 ديسمبر 2021م


العناصـــــر :             مقدمة.
- مكانة الوقت وأهميته.
- حث الإسلام على اغتنام الأوقات، وحرص السلف الصالح عليها.
- مخاطر إضاعة الوقت.
- دعوة إلى اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحة.

الموضـــــوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (سورة العصر) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ" (رواه البخاري) اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

فإن نعم الله على الإنسان كثيرة، قال تعالى (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النحل 18) وقال سبحانه (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) (لقمان20) وإن من أعظمها وأجلها "نعمة الوقت " فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)َ: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ" (رواه البخاري)

فلقد أقسم الله(عز وجل) في كتابه العزيز بالأوقات بيانا لشأنها ومكانتها، وحثا للعباد على اغتنام إقبالها قبل إدبارها، وتنبيها من الغفلة عن الانتفاع بها رقيا وتقدما وعملا وانتاجا ومسارعة الى الخيرات والقربات والطاعات، قال تعالى (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) (الفجر1-3) وقال سبحانه (وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)(الضحى1-5) وقال جل وعلا (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (سورة العصر) وقال تعالى (وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ) (المدثر34) وقال عز وجل (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ) (الليل1-2) في إشارة عظيمة إلى الاهتمام بالوقت والمسابقة فيه إلى الخيرات والطاعات، فقد قال تعالى (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (الحديد21 ) وقال سبحانه (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)(البقرة 148)، قال السَّعْدِي: "فَمَنْ سَبَقَ في الدُّنْيا إلى الخيرات فَهُوُ السابقُ في الآخرةِ إلى الجنات، فالسابقون أعلى الْخَلْقِ دَرَجَة" (تفسير السعدي) وفي قوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (الواقعة: 10 – 12) يقول السعدي أيضا: السابقون إلى الخيرات في الدنيا هم السابقون إلى الدرجات في الآخرة"(تفسير السعدي) .

كما أن المتدبر في الفرائض والعبادات يجد دعوتها إلى اغتنام الأوقات بالطاعات؛ ففي الصلاة يقول تعالى:(إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) (النساء103)، ولما سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن أفضل الأعمال: قال "الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا"، وفي الزكاة يقول عز وجل (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ) (الأنعام141)، وفي الصيام يقول جل وعلا (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (البقرة185)، وفي الحج يقول سبحانه (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) (البقرة 197).

كذلك يرى المتدبر في الكون من حوله أن كل ما فيه يذكرنا بعظيم شأن الوقت ويدعونا إلى التمسك بنفعه، فطلوع الشمس وغروبها، والقمر الذي قدره الله منازل كل يوم تراه أصغر أو أكبر من اليوم الذي قبله، وحركة الكون والكواكب، والسماوات والأرض، ومرور الأعوام وتعاقب الأجيال وانقضاء الآجال كل هذا يذكرنا بقيمة الزمن والوقت، ومن ذلك يقول عمر بن عبد العزيز:" إِنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَعْمَلَانِ فِيكَ، فَاعْمَلْ فِيهِمَا". أي إن الليل والنهار يعملان فيك ضعفا في بدنك، وانحناء في ظهرك، وشيبا في رأسك، وضعفا في قوتك، وعشى في بصرك، وثقلا في سمعك، إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما. ولله در القائل:

دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ *** إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني

ولقد علم السلف الصالح أن أوقاتهم هي أعمارهم فكانوا في أشد الحرص عليها،  مكثرين من النصح فيها، يقول الحسن البصري رحمه الله: " أَدْرَكْتُ أَقْوامًا كَانُوا عَلَى أَوْقَاتِهِمْ أَشَدَّ حِرْصًا مِنْكُمْ عَلَى دَرَاهِمِكُمْ وَدَنَانِيرِكُمْ" فقد قيل لسفيانَ الثوري: اجلس معنا نتحدث، قال: "كيف نتحدثُ والنهارُ يعملُ عملَه" ونقل عن عامر بن قيس من التابعين أن رجلاً قال له: تعال أكلمك، قال: "أمسك الشمس" يعني أوقفها لي واحبسها عن المسير لأكلمك، فإن الزمن سريع المضي لا يعود بعد مروره، فخسارته لا يمكن تعويضها واستدراكها، وعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) أَنَّه كَانَ يَقُولُ: "إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ أَنْ أَرَاهُ فَارِغًا لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا، وَلَا عَمَلِ الْآخِرَةِ". ويقول: "مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ نَدَمِي عَلَى يَوْمِ غَرَبَتْ شَمْسُه نَقَصَ فِيهِ أَجْلِي، وَلَمْ يَزْدَدْ فِيهِ عَمَلِي"، ومن ثم فإن كانت الحكمة تقول الوقت من ذهب ، فالحق أن نقول: "الوقت أثمن من الذهب" إذ إن الوقت هو عمر الإنسان، هو حياته، هو رأس ماله ،يقول الحسن البصري (رحمه الله) "يا ابن آدم، إنَّما أنت أيَّام، كلَّما ذهب يومٌ ذهب بعضُك".

ولقد ذكر لنا القرآن الكريم موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث لا ينفعه الندم، الموقف الأول ساعة الاحتضار؛ حيث يستدبر الإنسان الدنيا وما فيها، ويستقبل الآخرة بما أَعد لها من عمل، ويتمنى لو أعطي مهلة من الزمن، ويؤجل إلى أجل قريب ليصلح ما أفسد ويتدارك ما فات، وفي هذا يقول ربنا تبارك وتعالى  (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )(المنافقون8-11) ويقول أيضا (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (المؤمنون 99- 100)

نعم لا شك أن العبد في هذا الوقت يتذكر أوقاته وحسناته وسيئاته ويتمنى لو زاد العمر دقائق يزيد بها أعماله عملا صالحا وإن قل، فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَبْرٍ، فَقَالَ : "مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ؟ " فَقَالُوا : فُلانٌ ، فَقَالَ: " رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلَى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ "(رواه الطبراني)  وفي ذلك جاء أن الربيع بن خثيم حفر في بيته قبرا، فكان إذا وجد في قلبه قساوة أو استهوته الدنيا دخل القبر وكان يمثل نفسه أنه قد مات وندم وسأل الرجعة فيقول (رب ارجعون لعلي أعمل صلحا فيما تركت) ثم يجيب نفسه فيقول : قد رجعت يا ربيع ، فيخرج من القبر ويقول تذكر يا ربيع يأتي يوم تقول رب ارجعون فيقال لك كلا.

والموقف الثاني: يكون في الآخرة، يوم توفى كل نفس ما عملت، وتجزى بما كسبت ويدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، هنالك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى إلى الحياة الدنيا ليجتهدوا في كل عمل صالح، ولكن هيهات هيهات لما يطلبون فقد انتهى زمن العمل وجاء زمن الجزاء، يقول تعالى ( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ) (فاطر37). هذه من مشاهد الندامة والحسرة التي تمتلئ بها قلوب أقوام أنعم الله عليهم بنعمة الوقت والحياة، وأنعم عليهم بنعمة الصحة والفراغ، وفتحت أمامهم مجالات العمل الصالح، لكنهم فرطوا فيها وأضاعوها.

إن بركة الأعمار ليست بطول سنواتها مع تضييعها، وإنما بركتها في اغتنامها بصالح الأعمال، فعن أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ، قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ"، قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ": (رواه الترمذي وقال حسن صحيح) فاللبيب الفطن يعلم أن أنفاسه معدودة، وساعاته في الدنيا محدودة، وان عمره هو رأس ماله، ولا يمكن أن يَسعد إذا أهمل هذا العمر، فيغتنمه في الطاعات ويزينه بفعل الصالحات، فقد قال الله (سبحانه وتعالى) (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (ال عمران 133)، ويقول سبحانه (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (الزلزلة7- 8) ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :"لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمْرهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ" (رواه الطبراني) ويقول الحسن: " ما من يوم يمرُّ على ابن آدم إلا وهو يقول: يا ابن آدم، أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، وإذا ذهبت عنك لم أرجع إليك، فقدِّم ما شئت تجده بين يديك، وأخِّر ما شئت فلن يعود إليك أبداً". ورحم الله من قال:                 

إِنَّا لَنَفْــــــــــــــرَحُ بِالْأَيَّامِ نَقْطَعُهَا *** وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الْأَجَـــلِ
فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ مُجْتَهِدًا *** فَإِنَّمَا الرِّبْحُ وَالْخُسْرَانُ فِي الْعَمَلِ

وانظروا معي إلى هذا الرجل الذي جاء يسأل النبي  (صلى الله عليه وسلم): فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فقَالَ له النبي (صلى الله عليه وسلم): "وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا". قَالَ: لاَ شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، فَقَالَ: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ" (رواه البخاري) فلقد سأل الرجل عن الوقت والزمن الذي تقوم فيه الساعة، وأجابه رسول الله عن عمله في وقته وزمنه، فالزمن سيمر ولكن ماذا عملت فيه، والساعة آتية لا ريب فيها ولكن ماذا أعددت لها، ولما سأله رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِيُّ مرافقته في الجنة فدله على اغتنام أيامه وأوقاته، فقال " فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ " ويتضح لنا أثر هذا الحرص على الوقت فيما جاء عن بُرَيْدَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) " سَمِعَ خَشْخَشَةً أَمَامَهُ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : بِلالٌ ، فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ : بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَحْدَثْتُ إِلا تَوَضَّأْتُ ، وَلا تَوَضَّأْتُ إِلا رَأَيْتُ أَنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ أُصَلِّيهُمَا ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِهَا " (رواه ابن حبان) .

ان الأيام تتسارع، والأزمنة تتلاحق والأوقات تتقارب والصحة يفجؤها السقم، والقوة يعتريها الوهن، والشباب يعقبه الهرم، ولقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ"، وقال أيضا " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابُكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتُكَ قَبْلَ سِقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغُكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتُكَ قَبْلَ مَوْتِكَ "

فَبَـــادِرْ شَبَابَـــكَ أَنْ يَهْرَمَــا  ***  وَصِحَّـــةَ جِسْمِـــكَ أَنْ تَسْقَمَا
وَأَيَّامَ عَيْشِكَ قَبْلَ الْمـَمَــاتِ  ***  فَمَا دَهْرُ مَنْ عَاشَ أَنْ يَسْـلَمَا
وَوَقْـتَ فَـرَاغِــكَ بَـــادِرْ بهِ  ***  لَيَــــالِيَ شُغْلِكَ فِي بَـعْضِ مَا
وَقَــدِّمْ فَكُـــلُّ امْـرِئٍ قـَــادِمٌ  *** عَلَى بَعْضِ مَا كَانَ قَدْ قَدَّمَـــــا

اللهم أصلح لنا أوقاتنا وبارك لنا فيها وأرزفنا فعل الصالحات
وأحفظ مصر وجيشها من كل مكروه وسوء

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
ماجستير في الدراسات الإسلامية

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent