recent
آخر المشاركات

خطبة الجمعة القادمة : العـمــل شــرف- للشيخ / محمد حســــــن داود ( 4 جمادى الآخرة 1443هـ - 4 يناير 2022م)

 

خطبة بعنـــوان:
العـمــل شــــــــــــرف
للشيخ / محمد حســــــن داود
4 جمادى الآخرة  1443هـ - 4 يناير 2022م


العناصـــــر :             مقدمة.
-
الإسلام يدعو الناس إلى عمارة دنياهم وأخراهم.
- مكانة العمل، وحث الإسلام عليه.
- العمل في حياة الأنبياء والسلف الصالح.
- ذم الكسل والخمول وبيان عواقبه.
- دعوة إلى العمل وإتقانه.

الموضـــــوع: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة105) ويقول سبحانه (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) (الملك15) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا " (الأدب المفرد للبخاري) اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

تحدثنا في الخطبة السابقة عن اغتنام الأوقات ومخاطر إضاعتها، وقد يظن البعض أن اغتنام الأوقات مقصور على العبادات من أداء الفرائض وإقامة الشعائر، لكن الحق أن الأمر أوسع من ذلك وأشمل، فإن من هذه العبادات والطاعات التي يجدر بنا أن نعي قدرها ومكانتها: العمل والكسب والبناء والتعمير؛ فالإسلام دين يدعو الناس ويحثهم على عمارة دنياهم وأخراهم على السواء، يدعو إلى التوزان بين ما ينفع الناس في معاشهم ومعادهم، فإغفال أحدهما بُعد عن التوازن وشرود، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (الجمعة 9- 10) فكان سيدنا عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ (رضي الله عنه) إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَجَبْتُ دَعْوَتَكَ وَصَلَّيْتُ فَرِيضَتَكَ، وَانْتَشَرْتُ كَمَا أَمَرْتَنِي، فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ". ولقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسأل ربه أن يعمر دنياه وأخراه، فما أكثر ما كان يدعو بهذا الدعاء القرآني الكريم (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (البقرة201)، وكان من دعائه أيضا: "وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي" (رواه مسلم). وكان عَبْد اللهِ بْنِ مَسْعُود (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) يَقُولُ: "إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ أَنْ أَرَاهُ فَارِغًا لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا، وَلَا عَمَلِ الْآخِرَةِ".

إن العمل باب عظيم إلى التقدم والرقي والازدهار، والإسلام لا يرضى لمؤمن أن يعيش على هامش الحياة، بل يريده في جميع مجالات العمل المفيد سباقا، ليكون في مقدمة من أسهموا في عمارة الحياة الدنيا، فكانت نظرته إلى العمل والبناء والتعمير نظرة توقير وتمجيد، فرفع قدره وقيمته، حتى جعل الإسلام من يسعى على كسب معاشه ورزق أولاده من حلال في درجة الشهيد، قالَ تعالي ) وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّه وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (المزمل 20)َ وعنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ (رضي الله عنه)، أَنَّ رَجُلاً مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم)، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ، (صلى الله عليه وسلم)، مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) "إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَهْلِهِ فَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى تَفَاخُرًا وَتَكَاثُرًا فَفِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ" (رواه الطبراني).

لقد تضافرت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد على قيمة العمل ومكانته وتحث عليه وتدعو إليه وتبين فضله، قال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (التوبة105) فالله ذلَّل لنا الأرض بما فيها، وأمرنا أن نسير في أرجائها وان نبذل الجهد وان نستفرغ الوسع والطاقات والمواهب في كل عمل كان من شأنه نفع البلاد والعباد، قال تعالي ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) (الملك15) ولم يقيد ذلك بزمان أو مكان بل دعا إلى العمل حتى في أخر لحظات الحياة مادام الإنسان قادرا عليه، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا " (الأدب المفرد للبخاري)

إن العمل والكسب، والسعي والاستثمار كان دأب الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)، فكان آدم حراثا، وكانت حواء تغزل القماش، وكان إدريس خياطا وخطاطا، وكان إلياس نساجا، وكان نوح وزكريا نجارين، وكان هود وصالح تاجرين، وكان إبراهيم زراعا وبناء، وكان أيوب زراعا، وكان داود زرادا، أي يصنع الزرد، وهو درع من حديد يلبسه المحارب، وكان سليمان خواصا، وكان موسى وشعيب ومحمد (صلى الله عليه وسلم) وسائر الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) يعملون بمهنة رعي الأغنام، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ:" مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ "( رواه البخاري) كما أن الصحابة (رضي الله عنهم) كانوا يحترفون بأيديهم، وفي قصةِ سيدنا عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه)، ما يدل على ذلك؛ فقد قال أَنَسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ المَدِينَةَ فَآخَى النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ، ..."(رواه البخاري ومسلم) وعلى هذا كان السلف الصالح فقد روي أن الأوزاعى لقي إبراهيم بن أدهم وعلي عنقه حزمة حطب، فقال له: يا أبا إسحاق إلى متى هذا؟ إخوانك يكفونك، فقال "دعني عن هذا يا أبا عمرو، فإنه بلغني أنه من وقف موقف مذلة في طلب الحلال وجبت له الجنة"، كما كان إذا قيل له: كيف أنت؟ قال: "بخير ما لم يتحمَّل مؤنتي غيري".

إن القلوب ونحن في بداية عام جديد مفعمة بالأمل، لكن ما يجب أن ندركه أن هذه الآمال بلا عمل أمال جوفاء أو عرجاء، إذ إن تحقيقها يكون بالعمل والبناء والتعمير فقد ذم الإسلام كل مظاهر الكسل والخمول؛ وتدبر معي كيف كان الصحابة (رضي الله عنهم) ينظرون إلى أهل الكسل والخمول، إذ يقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) " أني لأرى الرجل فيعجبني فأقول أله حرفة فإن قالوا لا سقط من عيني ". وعندما دخل المسجد فوجد من يجلس بلا عمل فتوجه له قائلا "لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة " كما كان سفيان الثوري يمر بالناس وهم جلوس في المسجد الحرام، فيقول: "ما يُجلِسكم؟"،فيقولون: فما نصنع؟ فيقول: "اطلبوا من فضلِ الله، ولا تكونوا عيالاً على المسلمين"، وفى سطور تكتب بماء الذهب، ترى هدى الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع من أهمل وعطل طاقته؛ إذ دعاه أن يستخدم طاقاته في العمل وإن صغرت، وحيله في الكسب والسعي وإن ضعفت؛ فعن أنس: أن رجلاً من الأنصارِ أتى النبيَ (صلى الله عليه وسلم) يسألُه، فقال: " أما في بيتك شيءٌ؟" قال: بلى، حِلسٌ نلبسُ بعضَه، ونبسُط بعضَه، وقَعبٌ نَشربُ فيه الماءَ، قال: "ائتني بهما"، قالَ: فأتاه بهما، فأخذَهما رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) بيده، وقالَ: "من يشتري هذين؟" قالَ رجلٌ: أنا آخذهما بدرهمٍ، قالَ: "من يزيدُ على درهمٍ؟" -مرتينِ أو ثلاثاً-، قالَ رجلٌ: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين، وأعطاهما الأنصاري وقالَ: "اشتر بأحدهما طعاماً فأنبذه إلى أهلك، واشتر بالآخرِ قَدوماً فأتني به"، فأتاه به، فشدَّ فيه (صلى الله عليه وسلم) عوداً بيده، ثم قالَ: "اذهب فاحتطِب وبع، ولا أرينَّكَ خمسةَ عشرَ يوماً"، فذهبَ الرجلُ يَحتطبُ ويبيعُ، فجاءَ وقد أصابَ عشرةَ دراهمٍ، فاشترى ببعضِها ثوباً وببعضِها طعاماً، فقالَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): "هذا خيرٌ لك من أن تجيءَ المسألةُ نكتةً في وجهكَ يومَ القيامةِ، إن المسألةَ لا تصلحُ إلا لثلاثةٍ، لذي فقرٍ مُدقِعٍ، أو لذي غُرمٍ مُفظِعٍ، أو لذي دَمٍ مُوجعٍ" (رواه أبو داودَ والترمذيِّ وحسنَّه) ومن هذا الموقف تتجلى لنا قضية مهمة جدا، وهى: أن كل عمل يجلب رزقًا حلالا هو عمل شريف كريم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ:" لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ" (رواه الترمذي وحسنه) فالإسلام ينظر إلى أي عمل يسهم في الرقي والبناء والتعمير على أنه عمل طيب وبناء، فالعمل في كل مهنة حلال وفي أي مجال طيب شرف يعتز به، إذ إن  النجاح والتقدم والرقى مرتبط باستثمار الطاقات والمواهب في كل المجالات والحرف، مرتبط بالعمل الذي يضمن للإنسان الحياة الكريمة ويلبي حاجاته الأساسية من مسكن ومأكل وملبس وزواج وتربية الأطفال والإنفاق على من يعول، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ" (صحيح ابن حبان).

إن اليد التي لا تعمل عملا ولا تزاول حرفة ولا تسهم في التعمير والبناء هي يد شلاء، وإن العقل الذي لا يسهم في اختراع وابتكار وتجديد هو عقل أغفل مهمته، وفقد رسالته، ولقد روى أن شقيقاً البلخي، ذهب في رحلة تجارية، وقبل سفره ودع صديقه إبراهيم بن أدهم حيث يتوقع أن يمكث في رحلته مدة طويلة، ولكن لم يمض إلا أيام قليلة حتى عاد شقيق ورآه إبراهيم في المسجد، فقال له متعجباً: ما الذي عجّل بعودتك؟ قال شقيق: رأيت في سفري عجباً، فعدلت عن الرحلة، قال إبراهيم: خيراً ماذا رأيت؟ قال شقيق: أويت إلى مكان خرب لأستريح فيه، فوجدت به طائراً كسيحاً أعمى، وعجبت وقلت في نفسي: كيف يعيش هذا الطائر في هذا المكان النائي، وهو لا يبصر ولا يتحرك؟ ولم ألبث إلا قليلاً حتى أقبل طائر آخر يحمل له العظام في اليوم مرات حتى يكتفي، فقلت: إن الذي رزق هذا الطائر في هذا المكان قادر على أن يرزقني، وعدت من ساعتي، فقال إبراهيم: عجباً لك يا شقيق، ولماذا رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى الكسيح الذي يعيش على معونة غيره، ولم ترض أن تكون الطائر الآخر الذي يسعى على نفسه وعلى غيره من العميان والمقعدين؟ أما علمت أن اليد العليا خير من اليد السفلى؟ فقام شقيق إلى إبراهيم وقبّل يده، وقال: أنت أستاذنا يا أبا إسحاق، وعاد إلى تجارته .

كما ينبغي أن نعلم أن إتقان العمل، وتجويده، والتميز فيه من أهم السمات والواجبات العملية التي حث عليها الإسلام، فعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ (رضي الله عنها) أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: " إِنَّ اللهَ عز وجل، يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ " وفي رواية : " إن الله تعالى يُحب من العامل إذا عمل العمل أن يُحسن " (رواه البيهقي في الشعب).

اللهم إنا نسألك عملا نافعا ورزقا واسعا وعمرا مديدا في طاعتك
وأحفظ اللهم مصر وجيشها من كل مكروه وسوء
 

=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
ماجستير في الدراسات الإسلامية

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر      -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word   رابط مباشر (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf   رابط مباشر     -----         اضغط هنا 


لتحميــل الخطبة  word   جوجل درايف    -----        اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة  word جوجل درايف (نسخة أخرى)  اضغط هنا 

لتحميــل الخطبة     pdf    جوجل درايف     ----         اضغط هنا
google-playkhamsatmostaqltradent