خطبة بعنــــوان:
الحذر واليقظة والإعداد في القرآن
الكريم
للشيخ / محمد حســــن داود
(17 جمادى الأولى 1445هـ -
1 ديسمبر 2023م)
العناصــــــر: مقدمة
-
دعوة القرآن الكريم إلى الحذر واليقظة والإعداد.
- الحذر واليقظة والإعداد في حياة النبي (صلى الله عليه وسلمَ).
- صور ونماذج من الحذر في القرآن الكريم.
- دعوة إلى الحذر واليقظة والإعداد للآخرة.
الموضـــــوع: الحمد
لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
خُذُوا حِذْرَكُمْ) (النساء: 71). وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد
أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، القائل في حديثه الشريف: "احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ،
وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ" (رواه مسلم). اللهم صل وسلم وبارك
عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
إن من مقومات الحياة في هذه الدنيا: الأخذ
بالحذر والحيطة، وركوب مطية اليقظة والترجل عن صهوات الغفلة، فمن هجر التأهب
والاستعداد للمخاوف جاءته المكاره من كل جانب إلا أن يشاء الله؛ ومن ثم فاليقظة والحذر خصلة حميدة وصفة مجيدة، مطلب ملح في حياة
المسلم، لا يستغني عنه أحد في أي حال من الأحوال، فالمؤمن كيس، فطن، حذر لا يخدع
مرة بعد أخرى، ورضي الله عن عمر بن الخطاب إذ يقول: "لست بالخب ولا الخب
يخدعني": أي لست المخادع، ولا يستطيع مخادع أن يخدعني.
علما
بأن أخذ الحذر والحيطة واليقظة، لا يكون فقط مجرد أفكار تجول في الأذهان من غير
وجود لها في الأعيان، وإنما يكون بالإعداد واتخاذ التدابير والوسائل.
وإن من ينظر القرآن الكريم يجد أن الله (سبحانه
وتعالى) أمرنا بأخذ الحذر والحيطة في غير موضع، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ) (النساء: 71). وفي مشروعية صلاة الخوف، قال
تعالى: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ
طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا
فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا
فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ
عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى
مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا
حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا) (النساء: 102).
وتأمل معي حَذّرّ هذه النملة التي رأت جيش سليمان (عليه السلام) قادماً إلى
الوادي، فأخذت حذرها، وحذَّرت النمل أن تبتعد عن الطريق كي لا ينالها الأذى، قال
تعالى: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ
فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ
يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ
وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (النمل: 17- 18)، أفلا يكون المسلم العاقل
أشدَّ حذراً منها كي لا يقع في المحذور ؟.
والمتأمل في جوانب حياة رسول الله (صلى الله
عليه وسلمَ) يجد أنه قد أخذ بالحذر في أحوال متعددة، فهو صلى الله عليه وسلمَ
القائل: "احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ
تَعْجِزْ" (رواه مسلم). وجاءَ في وصفِ خلقِهِ صلى الله عليه وسلمَ: "أنَّهُ
كان يحذرُ الناسَ -أي الذين لا يعرفهُم- ويحترسُ منهم مِن غيرِ أنْ يطوي عن أحدٍ
بشرِّهِ، ولا خلقِهِ". (الشمائل للترمذي). ولقد بوب أبو داود في سننه بابا،
فقال: بَابٌ فِي الْحَذَرِ مِنَ النَّاسِ، وكان مما ساق فيه حديث "عَمْرِو
بْنِ الْفَغْوَاءِ الْخُزَاعِيِّ" أن النبي (صلى الله عليه وسلَم) قال له
محذرا من رجل سيرافقه في السفر: "إِذَا هَبَطْتَ بِلَادَ قَوْمِهِ،
فَاحْذَرْهُ"، (وإسناده ضعيف).
فانظر سيرته (صلى الله عليه وسلَم) تجد أنه عندما
ذهب إلى أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) في أمر الهجرة تراه يذهب إليه في وقت شديد
الحر، حين يستريح الناس في بيوتهم حتى لا يراه أحد، ويستعين بأعرف الناس بالطرق،
ويكلف عامر بن فهيرة أن يسلك بقطيعه طريق الغار ليزيل آثار الأقدام المؤدية إليه،
ويكمن في الغار ثلاثا.
وكان في الحرب يلبس لأمته (وهي:
أداة الحَرْب من رُمْح وسَيْف ودِرْع(، وعند خروجه في الغزوات والمعارك كان يوري
في الطريق فيخرج على عكس الاتجاه، وفي السفر أخذ الزاد معه، وكل هذا من أحواله (عليه
الصلاة والسلام)، كان من باب الأخذ بأسباب الحذر والحيطة مع توكله على ربه (عز
وجل)؛ فعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلمَ)
سَهِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، قَالَ: "لَيْتَ رَجُلًا مِن أَصْحَابِي
صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ"، إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلَاحٍ،
فَقَالَ: "مَنْ هَذَا"، فَقَالَ: أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ
جِئْتُ لِأَحْرُسَكَ، وَنَامَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلمَ) (رواه البخاري).
كذلك الناظر في القرآن الكريم يجد صورا للحذر:
- فحذرنا من عقاب الله (عز وجل)، قال تعالى:
(وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران: 28)،
وقال سبحانه: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ
فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: 63)، وقال عز وجل: (وّاعًلّمٍوا
أّنَّ اللهّ يّعًلّمٍ مّا فٌي أّنفٍسٌكٍمً فّاحًذّرٍوهٍ) (البقرة:٢٣٥)، وقال
سبحانه: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) (الإسراء: ٥٧). قال السَّعديُّ
في تفسيره: "أي: هو الذي ينبغي شِدَّةُ الحَذَرِ منه والتَّوقِّي من أسبابِه"
فالمؤمن حينما يسمع هذا التحذير الشديد يسوقه ذلك إلى باب ربه ليتقرب إليه
بالصالحات، قال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا
الْأَلْبَابِ) (الزمر: 9)، وقال سبحانه: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى
رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (المائدة 92).
- كذلك حذرنا
من كيد الشيطان، قال تعالى: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُبِينٌ) (البقرة: 168)، وقال سبحانه: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ
فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ
السَّعِيرِ) (فاطر: 6)، ومن
هذا كان الأمر بمخالفته، والاستعاذة بالله منه، ومن مكره، ووسواسه ، قال تعالى: (
وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هو السَمِيعٌ العَلِيمٌ) ( فصلت: 36)، وقال عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ
طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (الأعراف: 201).
- حذرنا من الغفلة عن ذكره سبحانه، قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا
أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ) (المنافقون 9)، ومن ثم كان في ذكر الله وطاعته الفوز والفلاح.
- حذرنا من إهمال الأولاد، قال تعالى: (يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ ) (التحريم: 6)، ومن ثم يجب على المسلم أن يحسن تربية الأبناء، فهو
عن ذلك مسئول يوم القيامة.
- حذرنا من الاغترار بالدنيا، قال تعالى:
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) ( الحديد 20)، وقال
سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا
تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ
الْغَرُورُ) (فاطر 5).
- حذرنا من اتباع هوى النفس، وعدم محاسبتها،
فقال تعالى: (ومِن الحذرِ أيُّها الأخيارُ: حذرُ العبدِ مِن نفسِه، وصفَ ربُّ
العزةِ النفسَ فقالَ: ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ
بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (يوسف: 53)،
وقالَ النبيُّ (صلى اللهُ عليه وسلم): "حُفَّتِ الجنَّةُ بالمكارِهِ وحُفَّتِ
النَّارُ بالشَّهواتِ" ويقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): "حَاسِبُوا
أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ
تُوزَنُوا".
حذرنا أن كن في صحبة سوء: قال تعالى: (الْأَخِلَّاءُ
يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف: 67). ويقول
النبي (صلى الله عليه وسلمَ): "إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ
والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ
إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ
رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا
أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً" (متفق عليه).
- حذرنا من التنازع والاختلاف، قال تعالى: (وَأَطِيعُوا
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (الأنفال:46)، وقال سبحانه: (وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103)، ويقول النبي (صلى
الله عليه وسلمَ): "إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ
لَكُمْ ثَلَاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،
وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ
لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ" (رواه
مسلم).
- حذرنا من نقل
الشائعات والأراجيف، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ
جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات: 6)، إنما
يرد الأمر إلى أهله، فهم به أعلم، قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ
الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي
الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء:
83).
-
حذرنا من العدو: قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ
وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (الأنفال:
60).
- حذرنا من النفاق والمنافقين، قال تعالى: (وَإِذَا
رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ
كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ
الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون: 4).
فالحيطة أن يضيع العمر في الذنوب والمعاصي،
والحذر أن يذهب الشباب في الشهوات، واليقظة لعواقب الذنوب، والإعداد لأمور الآخرة:
قال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا
عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) (آل عمران: 30)، وقال سبحانه: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا
وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو
الْأَلْبَابِ) (الزمر: 9). ويقول النبي (صلى اللهُ عليه وسلم): " الكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ،
وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا، وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ" (رواه
التِّرْمِذيُّ وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ)
وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال:
قال رسولُ الله (صلى اللهُ عليه وسلم) لرجلٍ وهو يَعِظُه: "اغْتَنِمْ خَمْسًا
قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناءكَ قبلَ
فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ" (مستدرك الحاكم).
فَبَـــادِرْ شَبَابَـــكَ أَنْ
يَهْرَمَــا *** وَصِحَّـــةَ جِسْمِـــكَ أَنْ تَسْقَمَا
وَأَيَّامَ عَيْشِكَ قَبْلَ الْمـَمَــاتِ
*** فَمَا دَهْرُ مَنْ عَاشَ أَنْ
يَسْـلَمَا
وَوَقْـتَ فَـرَاغِــكَ بَـــادِرْ بهِ *** لَيَــــالِيَ شُغْلِكَ فِي بَـعْضِ مَا
وَقَــدِّمْ فَكُـــلُّ امْـرِئٍ قـَــادِمٌ
*** عَلَى بَعْضِ مَا كَانَ قَدْ قَدَّمَـــــا
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ مصر من
كل مكروه وسوء.
=== كتبه ===
محمد حســــــــــن داود
إمام وخطيب ومـــــــــــدرس
باحث دكتوراه في الفقه المقارن
لتحميــل الخطبة word رابط مباشر (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف ----- اضغط هنا
لتحميــل الخطبة word جوجل درايف (نسخة أخرى) اضغط هنا
لتحميــل الخطبة pdf جوجل درايف ---- اضغط هنا